شويغو في طهران.. ما الدلالات؟
شويغو في طهران.. ما الدلالات؟

تكتسب الزيارة التي أجراها أمين مجلس الأمن القومي الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران "أهمية" نظرا للسياق العام الذي جاءت فيه، وبينما تخفي ورائها "رسائل" كما ينظر إليها خبراء ومراقبون، فإنها أيضا تثير تكهنات بشأن احتمالات ارتباطها بمساع لـ"رد الجميل".

شويغو التقى بالرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان وأمين سر مجلس الأمن القومي، علي أكبر أحمديان ورئيس هيئة الأركان، محمد باقري، واختتم جولته في المنطقة أمس الثلاثاء، التي شملت أيضا أذربيجان.

ومن جانب طهران ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن وصوله جاء "بدعوة من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أحمديان"، وقالت وكالة "تسنيم" إن الهدف من خطوة المسؤول الروسي "تعزيز العلاقات ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية والعلاقات الأمنية-السياسية الثنائية".

وفي المقابل أشار شويغو للصحفيين، بعد انتهاء اجتماعاته، إلى أنه "ناقش مع بزشكيان وبقية المسؤولين الإيرانيين مجموعة من القضايا"، شملت سوريا والحدود اللبنانية-الإسرائيلية، و"الأحداث المأساوية الأخيرة التي وقعت في طهران"، على حد تعبيره.

لكن، وبعيدا عن الروايتين في طهران وموسكو، نقلت وكالة رويترز أن شويغو كان يحمل رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، مفادها أن يكون رد بلاده على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية "محدودا".

وقال مصدران إيرانيان رفيعان للوكالة إن "بوتين حث خامنئي في الرسالة على تجنب استهداف المدنيين الإسرائيليين خلال الرد المرتقب"، وأضافا من جانب آخر أن "إيران تضغط على روسيا لإقناعها بتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-35".

ويتقاطع الجزء الأخير مع المعلومات التي أوردتها رويترز مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، التي أفادت، الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين إيرانيين بأن طهران طلبت أنظمة دفاع جوي متقدمة من روسيا، استعدادا للحرب المحتملة مع إسرائيل.

ووفق الصحيفة الأميركية فقد أكد مسؤولان إيرانيان، على دراية بـ"التخطيط لهذه الحرب"، أحدهما من "الحرس الثوري"، أن طهران تقدمت بالطلب، وقالا إن "روسيا شرعت فعلا في تسليم الإيرانيين رادارات ومعدات دفاع جوي متقدمة".

زيارة لها أغراض

ومنذ سنوات ترتبط إيران وروسيا بعلاقة طيبة، تكشفت على نحو أكبر من بوابة العسكرة والأمن بعدما شنت موسكو حربا على أوكرانيا.

وخلال حربها في أوكرانيا، المستمرة حتى الآن، تلقت روسيا شحنات كثيرة من الطائرات المسيرة الانتحارية التي تصنعها إيران. وتُستخدم الطائرات المسيرة في إنهاك الدفاعات الجوية الأوكرانية، وضرب البنية التحتية البعيدة عن خطوط المواجهة.

كما يجتمع البلدان في نقطة العداء للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، ومن هذا المنطلق يجب النظر إلى الزيارة والسياقات المرتبطة بـ"تقوية العلاقات"، كما يقول الباحث السياسي الروسي، ديمتري بريجع لموقع "الحرة".

ويضيف: "روسيا تحاول كبح جماح الولايات المتحدة من خلال دعم إيران عسكريا وعن طريق تبادل الخبرات والصفقات السرية التي لا يعلن عنها دائما".

ويتابع أيضا أن الدعم بات يأخذ منحى أكبر في الوقت الحالي "في ظل السياسة الروسية المتغيرة وسط عالم متعدد الأقطاب".

ويعتقد أرمان محموديان، وهو زميل باحث في معهد الأمن العالمي والقومي، محاضر في جامعة جنوب فلوريدا، أن زيارة شويغو غير المتوقعة إلى إيران "تخدم أغراضا متعددة".

فمن ناحية، قد تكون مرتبطة بتسليم الأسلحة الأخيرة من روسيا إلى إيران.

وتشير العديد من المصادر، وفق حديث محموديان لموقع "الحرة"، إلى أن موسكو كانت ترسل دفاعات جوية ورادارات إلى إيران.

ويوضح الباحث أن التواتر غير المعتاد للطائرات الروسية، خاصة من شركة الخطوط الجوية الروسية جيليكس المرتبطة بصناعة الدفاع، وهبوطها في إيران، أدى إلى تغذية هذه التكهنات.

ومن الممكن أن يكون الغرض الآخر من زيارة شويغو، بصفته الأمين العام لمجلس الأمن الروسي "توصيل الموقف الروسي إلى إيران وفهم موقفها" من التطورات الساخنة التي يشهدها الشرق الأوسط.

بين سوريا وإيران

وتسود حالة ترقب كبيرة في الوقت الحالي بشأن ماهية الرد الذي ستنفذه إيران ضد إسرائيل، ردا على مقتل زعيم حماس هنية في طهران.

وتلقى المسؤولون الإيرانيون، خلال الأيام الماضية، اتصالات عدة من نظرائهم في الإقليم، لكن ورغم ذلك لا تزال نبرة التهديد حاضرة، وسط غياب التوقعات بشأن الشكل الذي ستكون عليه المنطقة في المرحلة المقبلة.

ويقول الباحث محموديان إن "روسيا مهتمة بمعرفة مدى الانتقام الإيراني المحتمل من إسرائيل"، ويضيف أن "موسكو تخشى أن يؤدي أي هجوم إيراني كبير إلى جر المنطقة، خاصة سوريا إلى صراع مع إسرائيل".

وفي حين قد تستفيد روسيا من صراع محدود في الشرق الأوسط لأنه قد يحول الانتباه عن أوكرانيا، فإن حربا واسعة النطاق تشمل سوريا لن تكون مفيدة، بحسب ذات المتحدث.

ويوضح أن "سوريا (النظام السوري) لا تزال في حالة هشة، وتواجه اضطرابات سريعة بسبب الصعوبات الاقتصادية والمالية".

وعلى أساس ذلك تدرك روسيا أن سوريا، في حالتها الحالية، لا تستطيع تحمل حربا أخرى، خاصة مع إسرائيل.

كما قد يؤدي مثل هذا الصراع إلى انهيار النظام السوري، مما يعرض المكاسب العسكرية والسياسية والاقتصادية الروسية في المنطقة للخطر، وفق الزميل الباحث في معهد الأمن العالمي والقومي.

ما احتمالات "رد الجميل"؟

ويجمّع مراقبون أن إيران، بعد الضربة الأخيرة التي قتلت هنية في طهران، باتت في موقف صعب، ويشمل ذلك هيبتها كدولة تعرضت للاختراق الاستخباراتي والأمني.

ولذا تحاول، من خلال التقرب على نحو أكبر من روسيا، إصلاح جزء من صورتها المكسورة، دفاعيا وأمنيا.

ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية، حسن راضي، أن زيارة شويغو كانت تحمل "دلالات كبيرة"، ليست فقط لطهران، بل لموسكو أيضا.

ويوضح لموقع "الحرة" أن "طلب إيران من روسيا تزويدها بأنظمة دفاع، أو إتمام صفقة مقاتلات سوخوي، يدل على أنها تشعر بالضعف في مواجهة إسرائيل".

وقبل اغتيال هنية تلقت إيران سلسلة من الضربات الموجعة، ولم تستطع الرد أو المواجهة، لا على المستوى الأمني والعسكري.

ويضيف راضي: "هي تريد الآن رد الاعتبار لسمعتها الأمنية والعسكرية، وتنظر إلى روسيا كشريك في مواجهة قوى الاستكبار"، على حد تعبيرها.

ويمكن أن تكون زيارة شويغو مرتبطة بمحاولة روسيا تهدئة الأوضاع، كما يقول عمرو الديب الأستاذ المساعد في الأكاديمية الرئاسية الروسية، مدير مركز خبراء رياليست الروسي.

ويضيف الديب لموقع "الحرة" أن "روسيا ليس من مصلحتها أن تشتعل الأوضاع، خاصة مع الوجود الإيراني في سوريا".

ويمكن أن يهدد اشتعال الوضع "النجاحات الروسية التي حصلت عليها موسكو داخل سوريا"، منذ عام 2015، وفق الديب.

ومن ناحية أخرى، يعتقد الديب، أن التقارير المتعلقة بنية طهران استلام أنظمة دفاع جوي روسية عبارة عن "إعلان أكثر مما هو أمر حقيقي".

وفي حين يوضح أن الدفاعات الجوية الروسية لم تنجح في إيقاف أو صد الهجمات الأوكرانية، أو حتى الضربات الإسرائيلية على سوريا، يضيف أن "إيران لا تستطيع دفع ثمن المنظومات الروسية".

ويتابع الديب: "روسيا إذا ما ستفعل شيئا سيكون فقط في نطاق مصالحها الخاصة وليس أكثر ولا أقل"، وفي المقابل "لا يتوقف القرار السياسي في إيران على روسيا".

انسجام طبيعي بالمصالح

ودائما ما كانت السياسة الروسية رد فعل على سياسة الولايات المتحدة، سواء في أوكرانيا أو التصعيد الذي نراه في المنطقة، كما يقول الباحث السياسي الروسي، بريجع.

ويقول إن "فلاديمير بوتين يرى أن روسيا يجب أن تكون في جميع الملفات المتعلقة بالسياسة الدولية".

وتعتبر زيارة شويغو إلى طهران الأولى من نوعها بصفته أمين عام مجلس الأمن الروسي، بعدما كان في السابق بمنصب وزير الدفاع.

ولم تظهر حدود المجلس وسلطاته مع قدوم شويغو حتى الآن، كما يوضح الباحث الديب.

وبينما يشير إلى أن زيارته إلى طهران "ربما تكون عادية أو بروتوكولية"، يرى أنها "تكتسب أهمية كبيرة بسبب السياق العام الموجود في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص".

ومنذ عام 2022، قطعت العلاقات الدفاعية بين روسيا وإيران خطوة كبيرة إلى الأمام، وفقا لموقع War on The Rocks للتحليلات العسكرية.

وجاء في تقرير له، يوليو الماضي، أن البلدين حددا احتياجاتهما للطوارئ العسكرية المستقبلية التي يمكنهما مساعدة بعضهما البعض في تلبيتها.

ومن غير المرجح أن تكون الأدوات التقليدية، مثل الضغوط الدبلوماسية أو العقوبات، فعالة في كبح هذا التعاون، طالما أن كل من إيران وروسيا تنظران إلى واشنطن وحلفائها باعتبارها خصومهما الرئيسيين، بحسب الموقع المختص بالتحليلات العسكرية.

ويعتقد ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق في "البنتاغون"، أن "طهران وموسكو معزولتان، وبينهما "انسجام طبيعي في المصالح".

وانعكس الانسجام مؤخرا على تطوير الطائرات من دون طيار التي تم تصديرها من إيران إلى روسيا للحرب في أوكرانيا، وربما استخدام القوات الإيرانية في دور محدود على أراضي كييف، وفق قول دي روش لموقع "الحرة".

ويعتقد المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية أن إيران مهتمة في الوقت الحالي بـ"إبقاء روسيا إلى جانبها إلى حد كبير".

وترتبط الرغبة الإيرانية بمسارين، الأول أنه يمكن لروسيا استخدام حق النقض في الأمم المتحدة لمنع إعادة فرض العقوبات التي كانت مفروضة قبل خطة العمل الشاملة المشتركة على إيران، في حال وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ويذهب المسار الثاني باتجاه العسكرة والأمن، لاسيما أن إيران تعاني من نقص في معدات الدفاع الجوي الحديثة.

ويشرح دي روش أن "طهران قد ترغب بالحصول على بعض القدرات الصاروخية الأكثر تقدما من روسيا، لتشمل القدرة الفضائية أو القدرة على وضع صاروخ في الفضاء، وهو ما يعادل أيضا امتلاك صاروخ باليستي عابر للقارات".

إيران-
إيران وصفت عملية الإطلاق بالناجحة

يثير برنامج إيران الفضائي، وخاصة إطلاق القمر الصناعي "شمران-1" السبت، مخاوف كبيرة في الغرب، كون ذلك يسهل على طهران عمليات التجسس وتوجيه صواريخها الباليستية.

ويُدار برنامج الإطلاق الفضائي الإيراني بواسطة الحرس الثوري، ويعتمد على نفس التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، والتي يمكن أن تُستخدم في نقل رؤوس حربية نووية، وفق ما ذكرته أسوشيتد برس.

هذه العلاقة هي جوهر المخاوف التي أعربت عنها الحكومات الغربية سابقا، خصوصا مع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم.

ووصفت إيران عملية الإطلاق بالناجحة، ما يجعلها ثاني عملية إطلاق من نوعها تضع قمراً صناعياً في المدار باستخدام الصاروخ.

وفي وقت لاحق، أظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية انطلاق الصاروخ من منصة إطلاق متنقلة.

توترات

أشارت تحليلات أجرتها أسوشيتد برس على الفيديو والصور الأخرى التي تم نشرها لاحقًا إلى أن الإطلاق حدث من منصة الإطلاق الخاصة بالحرس الثوري الإيراني على مشارف مدينة شاهرود، التي تبعد حوالي 215 ميلاً (346 كلم) شرق العاصمة طهران.

ويأتي الإطلاق وسط توترات متصاعدة في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، حيث شنت طهران هجومًا غير مسبوق بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

في الوقت ذاته، تواصل إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من درجة استخدامه في الأسلحة النووية، مما يثير مخاوف الخبراء في مجال منع الانتشار النووي بشأن برنامج طهران.

جمع المعلومات الاستخبارية

برنامج إطلاق الفضاء الإيراني طموح، ويهدف إلى إطلاق أقمار صناعية لجمع المعلومات الاستخبارية، رغم أن الخبراء في مجال منع الانتشار النووي يرون أن تحقيق هذه القدرة قد يستغرق حوالي عقد من الزمن، وفق ما نقلت وثيقة بحثية بالخصوص.

وتعمل إيران حاليًا على نوعين من مركبات الإطلاق الفضائي (SLVs): "سفير" و"سيمرغ"، وكلا الصاروخين يعملان بالوقود، وقادران على وضع حمولات في مدار الأرض المنخفض. 

استخدمت إيران صاروخ "سفير" (أول صاروخ فضائي إيراني الصنع) لإطلاق القمر الصناعي "أميد" إلى المدار في فبراير 2008.

ولا يزال صاروخ "سفير" قيد التطوير، وهو مصمم لنقل حمولات خفيفة إلى مدار الأرض المنخفض، ولذلك لا يُعتبر قادراً على توفير قدرة صواريخ بعيدة المدى لحمل رؤوس نووية، وفق ذات الوثيقة.

في غضون ذلك، تشير التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني (IRGC) يسعى لتوسيع دوره وقيادته في برنامج الفضاء الإيراني، نظرًا لوجود عناصر عسكرية فيه، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست".

وبحسب نفس التقارير، لا تقتصر خطط إيران على إطلاق قمر صناعي من نوع واحد فقط، بل تخطط لإطلاق عدة أقمار صناعية في المستقبل.

"هذا يعزز فكرة أن البرنامج الفضائي الإيراني ليس مجرد مبادرة مدنية، بل له أبعاد عسكرية قد تشمل جمع معلومات استخباراتية وتحسين قدرات إيران في مجال التكنولوجيا العسكرية والصواريخ الباليستية" تقول الصحيفة الإسرائيلية.

يذكر أنه في بداية العام الجاري، أطلقت إيران ثلاثة أقمار صناعية في وقت واحد وسط النزاعات الإقليمية الجارية خصوصا بين حماس وإسرائيل من جهة وحزب الله اللبناني من جهة أخرى وقوات المتمردين الحوثيين في بحر العرب.

في 29 يناير، تم إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية على صاروخ من نوع "سيمرغ" وبلغت مدار الأرض المنخفض، حيث تراوحت ارتفاعات الأقمار الصناعية بين 280 ميلًا (450 كيلومترًا) و680 ميلًا (1,110 كيلومترًا)، حسب  موقع سبايس.

وتألفت المجموعة من قمرين صناعيين صغيرين للاتصالات والملاحة يُعرفان باسم "كيهان 2" و"هاتف 1"، بالإضافة إلى قمر صناعي ثالث يُعرف باسم "مهدا".

ويُوصف هذا القمر الأخير بأنه "قمر صناعي بحثي" سيمكن وكالة الفضاء الإيرانية من تقييم أداء صاروخ "سيمرغ" في وضع الأقمار الصناعية في مدارات مختلفة.

وكانت تلك أول مهمة ناجحة لوصول صاروخ "سيمرغ" إلى المدار، بعد سلسلة من الإخفاقات.

وفي 20 يناير، أطلقت إيران قمرا صناعيا يُعرف باسم "ثريا" إلى أعلى مدار وصلت إليه طهران حتى الآن، حيث وصل إلى ارتفاع 466 ميلًا (750 كيلومترًا) في مدار الأرض المنخفض، وفقًا لوكالة رويترز

الأقمار الاصطناعية في خدمة الصواريخ الباليستية

لا يزال من غير الواضح ما هي وظيفة " ثريا"، إذ أن التقارير المؤكدة تشير إلى أنه قادر على الاستشعار عن بُعد.

لذلك، سبق وأن نددت عدة دول غربية بسلسلة الإطلاقات تلك، حيث تتهم إيران منذ فترة طويلة باستخدام إطلاق الأقمار الصناعية لتعزيز برنامجها للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

وقال بيان صادر عن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بمناسبة إطلاق تلك الصواريخ، بداية العام الجاري  وفق ما نقلت وقتها وكالة أسوشيتد برس: "لدينا مخاوف بشأن أنشطة إيران المتعلقة بتقنيات الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. 

"وتعزز هذه المخاوف التصعيد النووي المستمر من إيران، الذي يتجاوز أي مبرر مدني مقبول" وفق الوكالة ذاتها.

المدير السابق لإدارة منع الانتشار والسياسة النووية، مايكل إيلمان، قال في تحليل نشره على موقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في عام 2019 إنه "يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يكونوا حذرين من المبالغة في تقدير المخاطر التي تشكلها محاولة إيران لإطلاق أقمار اصطناعية".

وفي تحليله، قدم إلمان تقييما للتكنولوجيا وراء الإطلاق والبرامج التي ينبغي على صانعي السياسات توجيه انتباههم إليها بدلاً من ذلك.

وكشف هذا الخبير أن التقنيات والمكونات المستخدمة في مركبات إطلاق الأقمار الصناعية، بما في ذلك "سيمرغ"، والصواريخ الباليستية طويلة المدى متشابهة، "كلاهما يستخدم محركات صواريخ قوية، وهياكل هوائية عالية القوة وخفيفة الوزن، ووحدات توجيه وملاحة ذاتية، وآليات فصل الحمولات، وأنظمة تتبع وقياس لدعم التطوير والعمليات".

جمع البيانات

لفت إلمان كذلك إلى أن تقدم أنشطة إطلاق الأقمار الصناعية توفر فرصة لمهندسي إيران لاكتساب الخبرة وجمع البيانات التي قد تدعم جهود تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

ويقول الجيش الأميركي إن التكنولوجيا الباليستية بعيدة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تسمح أيضا لطهران بإطلاق أسلحة بعيدة المدى قد تتضمن رؤوسا حربية نووية، وفق رويترز.

وتنفي إيران أن تكون أنشطتها المتعلقة بالأقمار الصناعية غطاء لتطوير الصواريخ الباليستية، وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.

وزعمت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، السبت، أن من بين المهام الفرعية للقمر الصناعي جمران-1 "تقييم النظام الفرعي للدفع بالغاز البارد في الأنظمة الفضائية وأداء الأنظمة الفرعية للتنقل والتحكم في الوضع".

وتمتلك طهران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط، وفشلت في عدة محاولات لإطلاق أقمار صناعية خلال السنوات القليلة الماضية بسبب مشكلات فنية.