زعيم حزب الله نصر الله في لقاء سابق مع مسؤوليين إيرانيين
النظام الإيراني في موقف صعب أمام الضغوط الداخلية

قال موقع "راديو فردا"  في تحليل إن خيارات إيران محدودة وصعبة ومكلفة بعد مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في غارات عنيفة شنتها إسرائيل، الجمعة، على الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويقول التحليل إنه منذ 7 أكتوبر، تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء الإيرانية مرارا وتكرارا، منها العملية البرية في قطاع غزة، و الهجوم الجوي الإسرائيلي على مبنى وصفته إيران بأنه مبنى قنصلي إيراني في دمشق، ومقتل اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران،  والآن مقتل نصر الله.

وكان رد الفعل المباشر الوحيد للحكومة الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية هو تنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار مباشرة ضد إسرائيل، والتي أبلغت إسرائيل بالطبع من خلال وسطاء غربيين وعرب قبل القيام بذلك.

والحكومة الإيرانية الآن في موقف صعب أمام ضغوط داخلية للقوى المتشددة التي ترى أن الرد غير متناسب.

وحسب التحليل، ستتحدث أصوات أعلى في الحكومة الإيرانية عن الحاجة لبناء قنبلة ذرية. في وضع لم تكن فيه جهود إيران لاستئناف المفاوضات النووية ناجحة للغاية.

وعلى الرغم من جهود مسعود المديجيان وعباس عراقجي في نيويورك، يمكن التنبؤ بأنه لن يكون هناك أي تغيير في المفاوضات النووية الإيرانية حتى إجراء الانتخابات الأميركية، وفق التحليل.

ويشير التحليل إلى أن الجماعات الموالية لإيران أدركت أنها مستهدفة من قبل إسرائيل وأن الدعم العملي لا يأتي من طهران.

وحاولت الحكومة الإيرانية تطويق إسرائيل من خلال توسيع قواتها بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط، ولكن منذ عدة أشهر، تحاول إسرائيل إخراج إيران من المنطقة الرمادية من خلال ضرب هذه القوات.

ولسنوات، تتباهى طهران دائمًا بفكرة أنها لم تسمح أبدًا للبلاد بدخول حرب أخرى بعد انتهاء الحرب التي استمرت ثماني سنوات مع العراق، وتعتبر ذلك علامة على "قوتها وسلطتها العسكرية"، لكن الدخول في حرب مع إسرائيل يمكن أن يحرم النظام مما يسميه "الإنجاز".

والآن تضررت قدرة إيران على الردع أكثر من أي وقت مضى، وعلى الرغم من التهديدات الإعلامية، فمن الناحية العملية، تحاول إيران اعتماد نهج محافظ لمنع حرب واسعة النطاق.

ومراقبة ردود أفعال الحكومة الإيرانية منذ بداية هذه الأزمة في الشرق الأوسط تظهر أن جهودها السابقة لم تنجح في ردع إسرائيل، وفق التحليل.

والآن، بعد مقتل زعيم حزب الله، كل الخيارات التي تواجه إيران صعبة ومكلفة ومحدودة. ويظهر تحليل الوضع أن اختيار أي توجه ستكون تكاليفه مرتفعة للنظام، وهذا هو السبب وراء بقاءه عالقا في لعبة الخطاب الإعلامي في الوقت الحالي، حسب التحليل.

ويخلص التحليل إلى أنه مع سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية على مدى سنوات عديدة، وخاصة في السنوات الأخيرة، وضع النظام نفسه الآن في موقف لا يبدو أن الخروج منه سهل.

السجينة السياسية الكردية وريشه مرادي عضوة "جمعية النساء الحرّات في شرق كردستان"- المصدر: موقع حقوقي إيراني
السجينة السياسية الكردية وريشه مرادي- المصدر: موقع حقوقي إيراني

أصدرت مجموعة نشطاء مدنيين وسياسيين إيرانيين، بياناً لمنع تنفيذ حكم الإعدام بحق السجينة السياسية وریشه مرادی.

يأتي ذلك بعد مرور عام ونصف على اعتقالها، قضت منها 5 شهور داخل زنزانة انفرادية.

وحكم على مرادي بالإعدام بتهمة "البغي"، دون أن يُسمح لها أو لمحاميها بالدفاع عنها، وفق بيان النشطاء، الذي نُشر السبت.

وأضاف البيان أن الناشطة النسوية التي قاتلت تنظيم داعش في كوباني، تواجه حكم الإعدام حالياً "مع احتمال تصديقه في المحكمة العليا وتنفيذه في أي لحظة".

وقال "نحن الموقعون على هذا البيان، إذ ندين أي حكم بالإعدام، نؤكد أن الإعدام جريمة قتل ترتكبها الدولة".

"كما نعتبر أن هذا الحكم ليس فقط ضد وریشه مرادی، بل هو حكم ضد جميع النساء في المجتمع الكردي، اللواتي كنّ في طليعة النضال ضد الرجعية والفاشية خلال المئة عام الماضية، ودفعن ثمناً باهظا بسبب سياسات الأنظمة القمعية"، تابع البيان.

ووفق المعلومات المذكورة فيه، كانت مرادی لسنوات تعمل كمدربة كونغ فو للأطفال المحرومين، وناشطة مدنية في مجال قضايا المرأة والطلاب في سنندج. 

وفي عام 2010، انتقلت إلى إقليم كردستان العراق وانضمت إلى "مجتمع المرأة الحرة"، حيث واصلت أنشطتها الاجتماعية في المجالات الاجتماعية والبحثية والتعليمية، وسعت إلى التعرف على حركات النساء في الشرق الأوسط والتواصل معها.

ومع اجتياح داعش واندلاع المعارك في شمال العراق وشمال وشرق سوريا صيف 2014، انضمت مرادی إلى صفوف القوات الكردية التي حاربت داعش في سوريا، وأصيبت أثناء الدفاع عن مدينة كوباني.

الإعدام - صورة تعبيرية
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران
نشرت منظمة حقوقية تقريرًا مفصلًا بشأن تنفيذ وإصدار أحكام الإعدام في إيران، حيث أعلنت أنه خلال شهر آبان حسب التقويم الفارسي (23 أكتوبر - 21 نوفمبر) قد تم تسجيل تنفيذ 133 حكم إعدام، منها حالة واحدة تم تنفيذها علنًا، بالإضافة إلى إصدار 24 حكمًا جديدًا وتأكيد 7 أحكام إعدام أخرى.

بعد سنوات، عادت إلى إيران لمواصلة أنشطتها الاجتماعية.

ولكن، في أغسطس 2023، اعتقلت مرادي من قبل القوات الأمنية دون أن يكون بحوزتها أي سلاح، واحتُجزت في الزنزانة الانفرادية لمدة 5 أشهر، حيث تعرضت لضغوط نفسية وجسدية، بحسب بيان النشطاء.

ومن داخل سجن إيفين في طهران، احتجت مرادي على أحكام الإعدام، وقالت في  إحدى المرات "داعش كان يقطع رؤوسنا، والجمهورية الإسلامية تعدمنا".

وأكد البيان أن الحكم الأول لمرادي كان "السجن فقط" بحكم المادة 288 من قانون العقوبات الساري في إيران، لكن "القاضي صلواتي، وفي إجراء غير قانوني، غير التهمة إلى المادة 287، التي تنص على عقوبة الإعدام".

إعدامات "البغي" في إيران.. ماذا نعرف عنها؟
وكان "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" دعا في أكتوبر الماضي، المفوّض السامي ومجلس حقوق الإنسان والأجهزة الأخرى ذات الصلة في الأمم المتحدة، وأيضاً الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ "إجراءات فورية لإنقاذ حياة السجناء السياسيين المهددين بعقوبة الإعدام بتهمة البغي، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين".