إسرائيل تبحث استهداف المرشد الإيراني
صورة الرشد الإيراني علي خامنائي في إحدى الشوارع الإيرانية

قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، الأحد، لشبكة "سي.أن.أن" إن تحقيقا يجري حول تسريب وثائق مخابرات أميركية سرية تتعلق باستعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة إلى إيران. ويرى لينكلون بلومفيلد، وهو مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، في مقابلة مع قناة "الحرة" أن "إسرائيل تتخذ الإجراءات التي تعتقد أنها مهمة تكتيكياً، تختار التوقيت والهدف، وتختار تموضع القوات، كما أنها أوضحت في حال تعرضها لهجوم، فإن المُهاجم سيندم".

وقال: "لا أعتقد أن إيران تستفيد من هذه التسريبات. النظام خائف، والشعب الإيراني يعاني من اقتصاد ضعيف، والنساء يكرهن النظام، والشباب لا يدعمون التشدد الديني للمرشد الأعلى علي خامنائي".

وبحسب بلومفيلد، فإن "خامنائي يختبئ خلف الوكلاء الذين يمولهم، والجميع يعرف أن كل رصاصة وكل قنبلة وكل صاروخ وكل هجوم، ما كان ليحدث لولا إيران التي تزود الحوثيين والجهاد الفلسطيني، وحماس وحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق، بالأسلحة".

ويعتقد أور يسكار، رئيس قسم الأبحاث في منتدى الدفاع والأمن في تل أبيب، أن "إيران تراقب عن كثب أفعال إسرائيل".

وقال في مقابلة مع "الحرة" إن "قول إيران بأن الهجوم على منزل رئيس الوزراء بنيامين ناتنياهو كان من حزب الله، يعني أنها تخشى من رد إسرائيلي".

ووفقاً للباحث الإسرائيلي، فإن إيران تأخذ بعين الاعتبار نجاحات إسرائيل في التخلص من قيادات حزب الله وحماس.

صواريخ إيرانية ضربت أماكن مختلفة في إسرائيل
مصدر لـ"الحرة": دول خليجية تؤيد شن إسرائيل ضربات على إيران
يبدو أن إسرائيل تعتبر ردها على الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر فرصة حاسمة لإظهار قوتها في منطقة الشرق الأوسط والتصدي للتهديدات الإيرانية المباشرة وغير المباشرة، مما يترتب عليه تداعيات إقليمية، بحسب ما حصلت قناة "الحرة" على معلومات من مصادر إسرائيلية بشأن الرد المرتقب.

وتجري اتصالات مكثفة مع جيوش دول المنطقة تحت مظلة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي (سنتكوم) بما في ذلك إسرائيل، لمواجهة التهديدات الإيرانية. وعبرت دول عربية، خاصة دول الخليج، عن تقديرها ودعمها للضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ولبنان، مشيدة باغتيال قائد فيلق القدس في سوريا محمد رضا زاهدي، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بحسب المعلومات التي حصلت عليها قناة "الحرة".

وفي هذا الإطار، قال المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مقابلة مع قناة "الحرة" الأحد، إن إسرائيل "قد تكون أقرب ما يمكن إلى أقسى الخيارات"، معتبرا أن العالم سيشهد تغيرا استراتيجيا في الشرق الأوسط.

ترامب التقى نتانياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي- رويترز
ترامب ونتانياهو في لقاء سابق (أرشيف)

من المقرر أن يزور وفد إسرائيلي رفيع المستوى البيت الأبيض في أوائل الأسبوع المقبل لإجراء مشاورات استراتيجية مع المسؤولين الأميركيين بشأن الملف الإيراني، وفقًا لما أفاد به مسؤولون من الجانبين لموقع "أكسيوس" الإخباري.

وتأتي هذه الزيارة في ظل منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد، مهددًا باللجوء إلى ضربات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني في حال عدم التوصل إلى اتفاق. 

من جهتها، ترى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن احتمالات التوصل إلى اتفاق ضئيلة، وتسعى إلى التنسيق مع واشنطن بشأن الخطوات المشتركة المحتملة في حال تصاعد الأمور إلى استخدام القوة العسكرية.​

هذه المشاورات ستكون الأولى لمجموعة التشاور الاستراتيجي الأميركية-الإسرائيلية (SCG) منذ تولي ترامب منصبه، وهي المنتدى الأرفع مستوى للمناقشات الثنائية بشأن البرنامج النووي الإيراني.​

من المتوقع أن يقود الوفد الإسرائيلي كل من وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، بالإضافة إلى ممثلين كبار من مجلس الأمن القومي، والجيش، والموساد، ووزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، وهيئة الطاقة الذرية. 

وسيجتمع الوفد مع فريق أميركي يقوده مستشار الأمن القومي، مايك والتز، إلى جانب ممثلين من وزارة الخارجية، والبنتاغون، ووكالات الاستخبارات الأميركية.​

من المتوقع أن تركز المحادثات على القضية النووية الإيرانية وإمكانية إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران. 

كما يُتوقع أن تتناول المناقشات الحرب في غزة والمفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود المتنازع عليها.​

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة العمل هذه تأسست في عام 2009 خلال إدارة أوباما تحت الاسم الرمزي "أوبال"، بهدف تنسيق الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني والنشاط الإقليمي، وتبادل التقييمات الاستخباراتية، وتنسيق السياسات والعمليات. 

وبعد هجمات 7 أكتوبر، توسع نطاق عمل المجموعة لتصبح المنتدى الرئيسي لمناقشة الحروب في غزة ولبنان في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن.​