الغارات الجوية شملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية كانت قد أُطلقت نحو إسرائيل مؤخرا
الغارات الجوية شملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية كانت قد أُطلقت نحو إسرائيل مؤخرا

اتهمت إيران إسرائيل، الاثنين، باستخدام المجال الجوي العراقي لشن هجومها الأخير على مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما أكدته بغداد في رسالة احتجاج أمام مجلس الأمن الدولي.

وجاء في بيان للبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة نشر على حسابها بمنصة "إكس" أن الطائرات الإسرائيلية "هاجمت عدة مواقع عسكرية ورادارية إيرانية من المجال الجوي العراقي، على بعد حوالي 70 ميلاً من الحدود الإيرانية".

وتقدم العراق رسميا بمذكرة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي "تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل بـ"استخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق ما قال المتحدث باسم الحكومة في بيان، الاثنين.

وكانت هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية ذكرت، السبت، أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأميركي "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران في هجومها.

مذكرة احتجاج من العراق إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران - صورة أرشيفية - فرانس برس
العراق يقدم احتجاجا لمجلس الأمن على خرق إسرائيل لسيادته
أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، تقديم بغداد مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وإلى مجلس الأمن الدولي، تضمّنت إدانة لـ"الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبه إسرائيل بخرق أجواءَ العراق وسيادته، خلال ضرباتها على إيران.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، طلب من "وزارة الخارجية التواصل مع الجانب الأميركي، بشأن هذا الخرق".

وقصف الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، مواقع تصنيع صواريخ في إيران، ردّا على الهجوم الإيراني بالصواريخ البالستية في الأول من أكتوبر على إسرائيل. وتسببت الضربات الإسرائيلية في مقتل أربعة جنود إيرانيين.

ويسعى العراق، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، إلى الإبقاء على موقف متوازن في الصراع الإقليمي القائم بين إيران وإسرائيل.

بزشكيان يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيا
بزشكيان يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيا (AFP)

نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله إن طهران لن تتمكن من تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة.

وقال بزشكيان الذي يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيا، بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية "شئنا أم أبينا، سيتعين علينا التعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية لذا من الأفضل أن ندير هذه العلاقة بأنفسنا".

وأضاف "يتعين علينا أن نتعامل مع أصدقائنا بكرم وأن نتعامل مع أعدائنا بالصبر".

وفي عام 2018، تخلى ترامب، الرئيس آنذاك، عن الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في عام 2015 وأعاد فرض عقوبات قاسية في إطار سياسة "الضغط الأقصى" على إيران.

ولم ترد تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تعتزم إجراء محادثات مع طهران بعد توليها السلطة في يناير، لكن ترامب قال أثناء حملته الانتخابية "لا أريد أن ألحق الضرر بإيران لكن لا يمكنهم أن يمتلكوا أسلحة نووية".

وبدأت محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي تحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنها تعثرت. ولا تزال إيران رسميا جزءا من الاتفاق لكنها قلصت التزاماتها بسبب العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها.

وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني إن الجمهورية الإسلامية ستسعى لتحقيق كل ما يحقق "مصالحها"، وذلك ردا على سؤال عن احتمال إجراء محادثات مباشرة مع إدارة ترامب.

ونبهت إلى أن القرار النهائي للمحادثات يتخذه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والمجلس الأعلى للأمن القومي.