آثار صاروخ باليستي أطلقته إيران في هجومها على إسرائيل (رويترز)
آثار صاروخ باليستي أطلقته إيران في هجومها على إسرائيل (رويترز)

كشف مسؤولون إيرانيون وعرب، أن طهران "أبلغت في رسالة دبلوماسية إلى دول بالشرق الأوسط، أنها ستوجه ضربة قوية ومعقدة" لإسرائيل، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأوضح التقرير أن الرسالة الإيرانية التي تحدث عنها مسؤولون إيرانيون وعرب، أشارت إلى أن طهران "تخطط لاستخدام رؤوس حربية وأسلحة أقوى في الضربة المتوقعة".

كما لفت إلى أن إيران "أبلغت مسؤولين عرب أن جيشها التقليدي سيشارك في الضربة، بعدما قتل 4 من جنودها بجانب مدني" في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مما يعني أن المهمة "لن تكون متروكة للحرس الثوري فقط" للتصرف بمفرده.

ونقلت تقارير في الأيام الماضية أن الفصائل العراقية الشيعية المدعومة من طهران، قد تهاجم إسرائيل خلال الأيام المقبلة، وذلك بصورة مختلفة عن عمليات الإطلاق المستمرة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تواصل إطلاق مسيّرات وصواريخ كروز ضد مناطق إسرائيلية.

من جانبه، أكد الدبلوماسي الأميركي السابق ديفيد شيكنر، الأحد، أن إسرائيل ستستهدف الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، وأن ذلك مسألة وقت فقط.

وقال خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "بالنسبة لإيران، من دون شك فإنها سترد على آخر ضربة أو رد إسرائيلي، وأعتقد أن المسألة تطلبت من المرشد الإيراني علي خامنئي، عدة أسابيع ليفهم ما هو الضرر الذي لحق بالبنية التحتية العسكرية الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن 3 مسؤولين إيرانيين، مطلعين على التخطيط العسكري لطهران، القول إن خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي، الأسبوع الماضي، بالاستعداد لمهاجمة إسرائيل.

وهاجم الجيش الإسرائيلي في 26 أكتوبر أهدافا عسكرية في الأراضي الإيرانية، ردا على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل في الأول من الشهر نفسه.

وأعلنت إسرائيل أن ضرباتها استهدفت خصوصا منشآت لتصنيع الصواريخ، في حين قللت طهران من أهميتها.

وفي ظل الحديث عن توترات جديدة، قالت الولايات المتحدة إنها ستنشر قاذفات بي-52 الاستراتيجية، وطائرات مقاتلة وطائرات للتزود بالوقود بالإضافة إلى مدمرات بحرية في الشرق الأوسط، في إطار إعادة ضبط الأصول العسكرية مع استعداد حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمدمرات المرافقة لها لمغادرة المنطقة.

وأكد بيان للبنتاغون أن هذا القرار يتوافق مع الالتزام بحماية الأميركيين والقوات الأميركية في الشرق الأوسط، والدفاع عن إسرائيل، وتخفيف التصعيد من خلال الردع والدبلوماسية.

و"ردع إيران" هو هدف واشنطن من إرسال التعزيزات العسكرية للشرق الأوسط، حسب ما أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، السفير لينكولن بلومفليد، لقناة "الحرة".

وقال إن وجود هذه التعزيزات يحد من ممارسات إيران في المنطقة، وربما "لإقناع إسرائيل بالامتناع عن التصعيد، لأن القوات الأميركية موجودة فعلا في الشرق الأوسط لتأمين المنطقة وإسرائيل أيضا".

الأسد كان حليفا لإيران
الأسد كان حليفا لإيران

أعادت إيران 4000 من مواطنيها من سوريا منذ سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق، الأحد، وفق الحكومة الإيرانية.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، الثلاثاء، حين سئلت عن الوضع الإقليمي: "أعيد خلال الأيام الثلاثة الماضية 4000 مواطن إيراني من سوريا، عبر 10 رحلات جوية لشركة ماهان إير" الخاصة، وفق ما نقلته فرانس برس عنها.

وأوضحت المتحدثة أن المصالح الوطنية في سوريا تحتل أهمية قصوى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

وأشارت إلى أن طهران ودمشق تتمتعان بالعديد من القواسم الثقافية المشتركة، معربة عن أملها في أن يكون كل ما يحدث في سوريا مفيدًا للبلاد.

وطالبت النظام الجديد باحترام الأماكن المقدسة والمنشآت الدبلوماسية والأفراد.

وكان وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، قال إن تعامل بلاده مع الحكومة الجديدة في سوريا يعتمد على سلوكها تجاه إيران وتعاملها مع الشيعة السوريين.

ومع سقوط بشار الأسد، تجد إيران نفسها مضطرة إلى الحفاظ على توازن دقيق جدا في موقفها حيال سوريا، معولة على الراوبط التاريخية بين البلدين.

وتقيم سوريا وإيران علاقات مميزة منذ فترة طويلة بعد تقارب باشره الرئيس السابق، حافظ الأسد، حتى قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران.

وأرسى هذا القرار أسس شراكة استراتيجية عرفت ذروتها مع الدعم المالي والعسكري الإيراني لمساندة جيش بشار خلال الحرب الأهلية.