2024 U.S. Presidential Election Night
فاز ترامب بولاية ثانية ليعود إلى البيت الأبيض حاملا خططا وتوجهات جديدة بشأن السياسة الخارجية

بعد إعلان فوز، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأميركية، توقع خبراء أن يتبنى الرئيس الجديد نهجا أقل ميلا إلى الدبلوماسية مع إيران مقارنة بإدارة الرئيس الحالي، جو بايدن.

وخلال حملته الانتخابية، أبدى ترامب استعدادا لتصعيد التوتر مع طهران، متهما إياها بالتورط في محاولات اغتيال مزعومة وملوحا بتوجيه ضربات قوية لها.

وعلى الرغم من تهديداته، أعرب أيضا عن انفتاحه على محادثات جديدة بشأن الاتفاق النووي، ما يعكس نهجا مزدوجا يجمع بين القوة والرغبة في التفاوض.

ويرجح محللون أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران انعكاسا لرؤيته الشخصية وحدسه أكثر من كونها سياسة قائمة على إجماع مؤسسي.

ومع ذلك، يبقى احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب شاملة مع إيران منخفضا، حيث يميل صناع القرار إلى تجنب التصعيد العسكري الكبير.

يقول تقرير لإذاعة أوروبا الحرة / إذاعة الحرية إن الرئيس ترامب، اتبع سياسة "الضغط الأقصى" خلال فترته الرئاسية الأولى، من 2017 إلى 2021، حيث انسحب من الاتفاق النووي مع طهران، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران، وأمر بقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني.

لكن من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيتبنى سياسة متشددة تجاه إيران، إذ يشير الخبراء إلى عدم القدرة على التنبؤ بمواقفه.

وخلال الحملة الانتخابية، أشار ترامب، من دون تقديم أدلة، إلى أن إيران متورطة في محاولات اغتيال حديثة استهدفته، وهدد بتدمير البلاد "إلى أشلاء".

ومع ذلك، قال ترامب أيضا خلال حملته إنه منفتح على إجراء محادثات مع إيران، بما في ذلك الملف النووي.

في الداخل والخارج.. ماذا يتوقعون من ترامب؟
قدم دونالد ترامب وعودا كبيرة خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بسياسته الخارجية إذا عاد إلى البيت الأبيض، والآن، أكدت النتائج فوزه بعدد كاف من أصوات مندوبي المجمع الانتخابي ليصبح رئيسا، فما هي أهم أوجه سياسته الخارجية وماذا يتوقع منه العالم؟

يقول غريغوري برو، كبير المحللين في مجموعة أوراسيا التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، إنه في ظل رئاسة ترامب، من المرجح أن تكون هناك مساحة أقل أو اهتماما أقل بالدبلوماسية مع طهران.

وأضاف أن هناك "استعدادا أكبر لدى الجمهوريين لتحمل العمل العسكري ضد إيران"، سيما بعد الهجوم العلني الأول لإسرائيل على إيران في 26 أكتوبر، ومع ذلك، تبقى احتمالات تورط الولايات المتحدة في حرب مع إيران "منخفضة" على حد قوله.

أما أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، فقال إنه "من الصعب تصور أن يقوم أي رئيس أميركي بالتخطيط لحرب كبيرة في هذه اللحظة من التاريخ الأميركي".

وأشار فاتانكا إلى أن إيران قد تكون "أكثر استعدادا" للتفاوض مع ترامب لأنها قد "تجد التعامل معه أسهل".

An Iranian cleric visits the Islamic Revolutionary Guard Corps (IRGC) Aerospace Force Museum in Tehran
مقتل أبرز القادة الإيرانيين تباعا جعل طهران تسرع وتيرة برنامجها النووي- رويترز

تبدو إيران التي تسعى جاهدة لامتلاك السلاح النووي، ضعيفة، ومرتبكة، بعد سلسلة الاستهدافات التي طالت مجموعة من قادتها وأبرز قيادات أذرعها في الشرق الأوسط، وفق تقارير متطابقة.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن الاختراقات الأمنية والاستخباراتية التي واجهتها إيران حديثا تمثل فشلا كارثيا على الصعيدين الاستخباراتي والأمني الإيراني، وتضع الحرس الثوري الإيراني في موقف محرج للغاية.

وكانت تلك الاختراقات وراء مقتل عدد من قادة إيران البارزين وقادة الفصائل الموالية لها في الشرق الأوسط.

ويعتقد المستشار السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، إيلان بيرمان، أن "قدرات الردع الإيرانية تآكلت".

وأوضح المتحدث خلال مداخلته في برنامج "الحرة الليلة" أن النظام الإيراني يواجه مشكلتين: الأولى أزمة الثقة داخل النظام نفسه، حيث يرى المسؤولون في طهران أن شبكة الوكلاء التي أنفقوا ربع قرن في بنائها والقدرات التي استثمروا الملايين فيها قد أصبحت مدمرة.

أما المشكلة الثانية فهي أزمة الثقة في صمود النظام نفسه إذ تعتمد العديد من مجموعات الوكلاء في المنطقة على إيران من أجل الدعم المالي والسياسي.

قرب نهاية الخطر الإيراني؟

رغم تراجع قدرة إيران الردعية، وفق وصف بيرمان، يرى بيير بيرتيلو، الباحث في معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، أن زوال التهديد الإيراني ليس مرجحا حدوثه الآن.

وخلال مداخلته من باريس في البرنامج أشار بيرتيلو إلى أن بإمكان طهران إعادة علاقاتها مع وكلائها.

وقال هناك تفكير في إيران بضرورة الحفاظ على الأذرع، واستبعد فكرة أن تكون طهران في طريقها لقطع صلتها بالوكلاء في المنطقة.

وقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين إثر هجمات استهدفتهم، أبرزهم اللواء محمد رضا زاهدي القائد البارز في فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة جوية في دمشق في 1 أبريل 2024.

وتلا ذلك مقتل مجموعة من قيادات حزب الله اللبناني أبرزهم حسن نصر الله وفؤاد شكر وكذا هاشم صفي الدين.

واستهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب إيران وهو ما طرح أسئلة حول ما إذا كانت إيران تمر بأضعف مراحل أمنها القومي خصوصا في ظل تصاعد وتيرة التصعيد التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

هذه الوضعية جعلت إيران تسرع عملها النووي حتى تحتفظ بأوراق أكثر، وفق إيلان بيرمان.

لكن بيير بيرتيلو يقول إن العمل النووي ورقة قديمة استخدمتها طهران سابقا.

وتابع بأن الموضوع المهم الآن بالنسبة لإيران هو الإدارة الأميركية القادمة هل تصل إلى اتفاق معها أو إعلان القدرة على إنتاج قنبلة نووية أو اثنتين.

ويتهم المجتمع الدولي إيران بالسعي لامتلاك قنبلة ذرية، وتقول دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إنها تسعى بكل الوسائل لمنعها فيما تنفي طهران أنها تسعى لذلك.

وتبدي واشنطن ودول غربية مخاوف من أن تتمكن إيران من التوصل لصنع قنبلة نووية خصوصا عقب إعلانها أنها ستضع في الخدمة أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة.