المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي يلتقي نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كمالوندي في طهران
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي يلتقي نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية كمالوندي في طهران

وصل رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران الأربعاء لإجراء محادثات ولعقد اجتماعه الأول مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منذ تولي الأخير منصبه في يوليو، في حين تستعدالقوى الأوروبية إلى استصدار قرار جديد ضد إيران للضغط عليها بسبب قلة تعاونها، بحسب وكالة رويترز.

وردت إيران على قرارات سابقة وانتقادات أخرى وجهت إليها من جانب مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة بتكثيف أنشطتها النووية ومنع كبار مفتشي الوكالة من دخول البلاد، الأمر الذي زاد من المخاوف الغربية بشأن أهدافها.

ويأمل غروسي في أن يساعد في كسر الجمود القائم منذ زمن طويل في القضايا الرئيسية، في وقت يترقب فيه العالم عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ومن شأن قرار القوى الأوروبية أن يكلف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإصدار ما يسمى "تقريرا شاملا" عن الأنشطة النووية الإيرانية بالإضافة إلى تقاريرها الفصلية المنتظمة. وستتضمن التقارير وصفا مفصلا وتركيزا أكبر على المشاكل مثل فشل إيران المستمر في تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة.

والهدف هو إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات للموافقة على قيود جديدة على أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات، وكلاهما أقل شمولا مما ورد في الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى، الذي سحب ترامب بلاده منه في عام 2018، مما أدى إلى انهياره.

وفي ذلك الاتفاق، وافقت إيران على قيود صارمة على أنشطتها النووية وعلى عمليات تفتيش دولية أكثر صرامة، إذ سعت القوى الغربية إلى تخفيف خطر الصراع بين إيران ومنافسيها الإقليميين من خلال تقليص قدراتها النووية.

وقال دبلوماسي أوروبي، وهو أحد خمسة دبلوماسيين أفادوا بأن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تدفع باتجاه التوصل لقرار: "مخاوفنا بشأن النشاط النووي الإيراني معروفة جيدا. يبدو من الطبيعي أن نطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا شاملا. وهذا يوفر أساسا للتعامل مع السلوك الإيراني".

كانت الجهود الغربية لإجراء مفاوضات مع إيران، بحيث يتم التوصل لاتفاق جديد قبل "يوم انتهاء" اتفاق عام 2015 في أكتوبر من العام المقبل، تستند إلى حد كبير على افتراض فوز كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية، نظرا لرفض ترامب التفاوض مع إيران.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة ليست القوة الدافعة وراء القرار ولكن من المتوقع أن تدعمه، كما حدث مع القرار السابق ضد إيران في يونيو. وتناقش القوى الأوروبية التي تسعى إلى الحصول على قرار، والمعروفة باسم "إي 3"، المسودة مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها.

كما لم يكن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حريصا على تقرير شامل لأنه منخرط في دبلوماسية دقيقة تهدف إلى الحصول على تفسيرات أكثر مباشرة لآثار اليورانيوم من إيران وإقناعها بتوسيع إشراف الوكالة على أنشطتها النووية.

وقال غروسي في مؤتمر صحفي في سبتمبر عندما سئل عن إمكانية تقديم تقرير شامل "نحن نطرح هذا بالفعل".

وأضاف "نهجي يتلخص في محاولة حل المشكلات الآن وعدم التفكير في اتخاذ إجراء عقابي في مرحلة ما في المستقبل. وتتلخص فكرتي في محاولة إنجاح التعاون الآن".

وفي تسليط للضوء على التوتر بين هدف غروسي المتمثل في التنازلات الفورية وهدف القوى الغربية الضغط على إيران لإجراء محادثات بشأن القيود النووية العام المقبل، قال مسؤول إيراني كبير "قد يترتب على صدور قرار رد فعل من طهران يتمثل في فرض قيود على التعاون الدبلوماسي والفني (مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية)."

ولا يزال السؤال القائم هو ما إذا كانت إدارة ترامب القادمة ستكون منفتحة على المفاوضات بشأن ما أطلق عليه بعض الدبلوماسيين صفقة "الأقل مقابل الأقل"، مقارنة بصفقة عام 2015.

وسيجري مراقبة التنازلات والوعود التي يحصل عليها غروسي من إيران عن كثب بحثا عن مؤشرات على انفتاح إيران على المحادثات.

ونقلت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء عن بزشكيان قوله إن طهران لن يكون بمقدورها تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة وتحتاج إلى "التعامل مع أعدائها بصبر".

وفي حين لم ترد تقارير عن خطط إدارة ترامب لإجراء محادثات مع طهران بعد توليها السلطة في يناير، قال الرئيس المنتخب خلال الحملة الانتخابية "لا أريد أن ألحق الضرر بإيران ولكن لا يمكنهم امتلاك أسلحة نووية".

شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.
شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها. AFP

أثار "جسم مضيء" رُصد في سماء طهران ومناطق محاذية في وقت مبكر السبت، فضول سكان العاصمة الإيرانية، بينما أكدت وسيلة إعلام محلية أنه مرتبط بـ"اختبار" أجراه الحرس الثوري.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي جسما يخترق السماء يتبعه خط من الدخان الأبيض اللون عند الفجر. وشوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.

شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.

وأشارت وكالة تسنيم الى أن ما شوهد مرتبط بـ"اختبار (عسكري) في ظروف حقيقية" أجراه الحرس الثوري الإيراني.

ولم تقدم الوكالة أو الحرس تفاصيل بشأن طبيعة هذا "الجسم المضيء"، بينما رجّح بعض مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي أن يكون "صاروخا".

وتؤدي القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري دورا مركزيا في البرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية، والذي يثير ريبة الدول الغربية.

وفي أكتوبر، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل، في سياق توترات متصاعدة بين البلدين على خلفية الحرب في قطاع غزة.