عناصر من الحرس الثوري الإيراني- تعبيرية
عدد من اغتيالات إيران في الخارج يخطط لها الحرس الثوري

سِجل طويل من الاغتيالات والهجمات خططت لها إيران ونجحت في تنفيذ بعضها، منذ وصول النظام الحالي إلى السلطة في 1979.

أحدث تلك العمليات الخارجية الإيرانية كشفته الصحافة الكندية الإثنين، إذ ذكرت سلطات كندا أحبطت محاولة اغتيال وزير سابق، تقف وراءها إيران.

وأكدت أن وزير العدل السابق، إيروين كوتلر، "أُبلغ في 26 أكتوبر أنه يواجه خطرا وشيكا في غضون 48 ساعة، بتعرضه للاغتيال من جانب عملاء إيرانيين".

وأكد مركز "راوول والنبرغ"، الذي يعمل فيه كوتلر، هذه المعطيات، لكن وكعادتها، نفت طهران، الإثنين، ما وصفتها بـ"مزاعم وسائل الإعلام الكندية".

وكوتلر (84 عاما) هو يهودي ومن داعمي إسرائيل، وقد شن حملة عالمية لجعل الحرس الثوري الإيراني "كيانا إرهابيا".

مئات الاغتيالات والمحاولات 

تقول وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر يوم 22 مايو 2020 إن النظام الإيراني قام منذ زمن تأسيس الجمهورية الإسلامية بتنفيذ 360 عملية اغتيال خارج إيران.

فبعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بدأ القادة الثوريون حملة لاغتيال معارضيهم والمسؤولين الإيرانيين السابقين الذين خدموا في عهد الشاه محمد رضا بهلوي.

وعلى مدى السنوات الـ45 الماضية، واصل العملاء الإيرانيون تنفيذ عمليات اغتيال واختطاف وترهيب ومراقبة استهدفت معارضي النظام في جميع أنحاء العالم، بحسب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

وكانت أوروبا مسرحا لنحو 102 من العمليات الخارجية الإيرانية، كما يشير المعهد، بداية من اغتيال ابن شقيق الشاه، شهريار شفيق، في باريس في ديسمبر 1979، ووصولاً إلى طعن الصحفي الإيراني بوريا زراتي في لندن في مارس 2024.

وركزت تلك العمليات على استهداف معارضي النظام الإيراني (34 حالة)، بما في ذلك الصحفيون الذين يبثون الأخبار بالفارسية، كما استهدفت المواطنين والدبلوماسيين الإسرائيليين (10 حالات) وشخصيات يهودية (7 حالات)، وفقا لدراسة لمعهد واشنطن.

وقال المدير العام لجهاز المخابرات البريطاني، كين مكالوم، في 8 أكتوبر الماضي، أنه ومنذ يناير 2022، تعاملت السلطات البريطانية مع عشرين مؤامرة مدعومة من إيران استهدفت مواطنين ومقيمين في المملكة المتحدة.

وتستغل إيران بشكل متكرر بعض العصابات الإجرامية المنظمة البارزة، مثل "فوكستروت"، و"هيلز أنجلز" و"رومبا" لتنفيذ هجماتها كما تشير دارسة معهد واشنطن.

عملية واحدة على الأقل سنويا

في سبتمبر 2024، أعلنت الحملة الانتخابية لدونالد ترامب أن أجهزة الاستخبارات الأميركية حذّرته من وجود تهديدات إيرانية "حقيقية ومحددة" لاغتياله.

وبعد فوز ترامب بالرئاسة، كشفت وزارة العدل الأميركية، في نوفمبر، عن توجيه تهم جنائية لإيراني الجنسية يدعى فرهاد شاكري، خطط بتوجيه من مسؤول في الحرس الثوري لاغتيال الرئيس المنتخب ترامب قبيل الانتخابات الرئاسية  التي جرت مطلع الشهر الجاري.

 وفي سبتمبر 2024 أيضا، كشف المحققون في ألمانيا وفرنسا أن عملاء إيرانيين وظفوا مجرمين أوروبيين لتنفيذ عمليات مراقبة لليهود وللشركات اليهودية في باريس وميونيخ وبرلين خلال الأشهر القليلة السابقة.

واعترف أحد المتورطين، وهو فرنسي، بعد اعتقاله، بأنه تقاضى ألف يورو لالتقاط صور لمنزل أحد الأهداف في ميونيخ في أبريل.

وفي 6 أغسطس 2024، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، إن السلطات الأميركية ألقت القبض على مواطن باكستاني بتهمة التخطيط لتجنيد مجرمين لاغتيال مسؤولين أمريكيين بارزين داخل الولايات المتحدة. وأضاف البيان أن "مؤامرة القتل هذه مستوحاة مباشرة من دليل قواعد اللعبة الإيراني".

وفي 24 مايو 2024، ألقى أحد عملاء عصابة "فوكستروت"، بناء على تعليمات إيرانية، قنبلتين يدويتين على السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل، دون وقوع إصابات.

و17 مايو 2024، حققت الشرطة السويدية في حادثة إطلاق نار خارج السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم واعتقلت في النهاية مشتبها يبلغ من العمر 14 عاما مرتبطا بمنظمة "رومبا" الإجرامية، بقيادة رجل العصابات إسماعيل عبدو.

في 31 يناير 2024، عُثر في السويد على قنبلة يدوية غير منفجرة داخل مبنى السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم.

وبعد بضعة أشهر، كشفت أجهزة الاستخبارات السويدية والإسرائيلية أن الهجوم كان بتخطيط جماعة "فوكستروت" للجريمة المنظمة بتوجيه من إيران.

كرونولوجيا الموت

وعام 2023، صرح وزير الدولة البريطاني للأمن آنذاك توم توغندهات بأن إيران تستأجر عصابات إجرامية في المملكة المتحدة للتجسس على اليهود، استعداداً لحملة اغتيالات محتملة تستهدف شخصيات بارزة في المجتمع اليهودي.

وفي نوفمبر 2022، استهدفت عملية اغتيال فاشلة مذيعي أخبار قناة "إيران إنترناشونال" في لندن، وهي العملية التي أعطتها الاستخبارات الإيرانية اسم "الزفاف"، وفق دراسة معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

وجند الحرس الثوري الإيراني وقتها مهربا للبشر لاغتيال فرداد فرحزاد "العريس" والمذيعة السابقة سيما ثابت "العروس"، اللذين تم تصنيفهما كأهداف من قبل وحدة 840، التابعة للحرس.

عام 2021، وفي ألمانيا، جند الحرس الثوري الإيراني زعيم عصابة "هيلز أنجلز" الهارب رامين يكتابرست، الذي يحمل الجنسيتين الألمانية والإيرانية، لتنظيم هجمات إرهابية تستهدف معابد يهودية في ألمانيا، واحدة في بوكوم والأخرى في إيسن.

وفي نوفمبر 2019، اغتيل المنشق الإيراني مسعود مولوي فاردنجاني في إسطنبول بعد أن هرب من إيران إلى تركيا.

واتهم مسؤولون أتراك، في مارس 2020، دبلوماسيين إيرانيين كبار بإصدار الأوامر وتنسيق عملية قتل فاردنجاني.

وفي أكتوبر 2018، تآمر عملاء المخابرات الإيرانية على قتل حبيب جبر، زعيم جماعة انفصالية إيرانية، في الدنمارك، بحسب مسؤولين دنماركيين.

وألقت السلطات السويدية القبض على رجل قيل إنه كان يراقب منزل جبر، وسلمت المشتبه به إلى الدنمارك.

وفي عام 2012، دبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري هجمات بالقنابل في نيروبي ومومباسا، في كينيا، استهدفت مواطنين أميركيين وإسرائيليين وسعوديين وبريطانيين.

وقد أحبطت السلطات المؤامرة، وقضت محكمة كينية، في وقت لاحق آنذاك، بالسجن المؤبد لعميلين إيرانيين، ضُبطا وبحوزتهما 15 كيلوغراما من المتفجرات.

في 29 سبتمبر 2011، تآمر النظام الإيراني على قتل عادل الجبير، سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، في هجوم على الأراضي الأميركية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على أربعة من أعضاء الحرس الثوري على صلة بالمؤامرة الفاشلة.

وقضى قاض فيدرالي أميركي، عام 2006، بأن إيران مسؤولة عن الهجوم الذي أودى بحياة 19 أميركيًا.

وفي 9 يوليو 1995، لقت حتفها أليسا ميشيل فلاتو، وهي مواطنة أمريكية تبلغ من العمر عشرين عاما، عندما كانت في بعثة إلى إسرائيل في برنامج تبادل تعليمي، في تفجير انتحاري في قطاع غزة.

وأعلنت جماعة إرهابية تدعمها إيران مسؤوليتها عن الهجوم، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية الأميركية.

وفي عام 1994 وقع تفجير جمعية المساعدة المشتركة الأرجنتينية-الإسرائيلية في بوينس آيرس في الأرجنتين، ما أودى بحياة 85 شخصا، وجرح المئات.

و كشفت وثائق قضائية في أبريل هذا العام، أن التفجير نفذه مقاتلون من حزب الله، وفق "مخطط سياسي واستراتيجي" وضعته إيران.

وعام 1993، شهدت العاصمة النرويجية، أوسلو، محاولة اغتيال فاشلة طالت ويليام نيغارد، ناشر ترجمة كتاب "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني

وأفاد التلفزيون النرويجي آنذاك بأن نيغارد نجا بأعجوبة بعد استهافه بطلقات نارية. واتهمت الشرطة النرويجية دبلوماسي إيراني سابق في أوسلو بمحاولة الاغتيال الفاشلة.

في 17 مارس 1992 هاجم انتحاري السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس بالأرجنتين، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا وإصابة 252 آخرين.

وأعلنت منظمة "الجهاد الإسلامي" وهي منظمة مرتبطة بحزب الله الموالي لإيران مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال محققون إسرائيليون إن مسؤولي النظام الإيراني أمروا بالهجوم.

وفي 6 أغسطس 1991، اغتال عملاء الاستخبارات الإيرانية رئيس الوزراء الإيراني السابق، شاهبور بختيار، في منزله بالقرب من باريس.

وكان القتلة قد تظاهروا بأنهم رجال أعمال للوصول إلى منزل بختيار، ثم ضربوه وطعنوه حتى الموت، بحسب تقارير إخبارية.

وفي يوليو 1989، أطلق مسؤولون إيرانيون النار على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، عبد الرحمن قاسم أوغلو، وأردوه قتيلا مع اثنين من مساعديه بعد اجتماعه بهم بذرائع دبلوماسية في فيينا، وفقا لمعهد السلام الأميركي.

وفي 14 يونيو 1985، عاود حزب الله هجومه، واختطف طائرة "تي دبليو أيه" فوق الأجواء اليونانية.

وبحسب معهد السلام الأميركي، قدم النظام الإيراني الدعم للخاطفين، الذين قتلوا غواصا في البحرية الأميركية وهددوا بقتل الركاب اليهود.

في فبراير 1984، تم اغتيال غلام علي أويسي وأخوه أيضا، حسبما أفاد موقع إيران وير المعارض، وتبنى عمليةَ الاغتيال الجهادُ الإسلامي بقيادة عماد مغنية، ولاحقاً أصبح مغنية مسؤولاً رفيعاً في قيادة حزب الله.

وفي يوليو 1980 اغتيل  علي أكبر طباطبائي مستشار السفارة الإيرانية في زمن الشاه، في مدينة بيثيسدا في ولاية ماريلاند الأمريكية.

وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، جنّد العملاء الإيرانيون الأمريكي المعتنِق للإسلام الشيعي ديفيد بيلفيلد (المعروف باسم داود صلاح الدين) وأمروه باغتيال الدبلوماسي الإيراني طباطبائي.

في ديسمبر 1979، قتل عملاء الدولة الإسلامية التي كانت حديثة التأسيس آنذاك، شهريار شفيق، ابن أخت شاه إيران، الذي كان ضابطا رفيعا في البحرية الإيرانية، بطلق ناري في العاصمة الفرنسية باريس.

شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.
شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها. AFP

أثار "جسم مضيء" رُصد في سماء طهران ومناطق محاذية في وقت مبكر السبت، فضول سكان العاصمة الإيرانية، بينما أكدت وسيلة إعلام محلية أنه مرتبط بـ"اختبار" أجراه الحرس الثوري.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي جسما يخترق السماء يتبعه خط من الدخان الأبيض اللون عند الفجر. وشوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.

شوهد الجسم في سماء طهران ومدينة كرج الواقعة الى الغرب منها.

وأشارت وكالة تسنيم الى أن ما شوهد مرتبط بـ"اختبار (عسكري) في ظروف حقيقية" أجراه الحرس الثوري الإيراني.

ولم تقدم الوكالة أو الحرس تفاصيل بشأن طبيعة هذا "الجسم المضيء"، بينما رجّح بعض مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي أن يكون "صاروخا".

وتؤدي القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري دورا مركزيا في البرنامج الصاروخي للجمهورية الإسلامية، والذي يثير ريبة الدول الغربية.

وفي أكتوبر، أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل، في سياق توترات متصاعدة بين البلدين على خلفية الحرب في قطاع غزة.