"بارقة أمل تعاني الانقسام".. هذا حال التنظيمات الإيرانية المعارضة، التي طالما كانت موضع اهتمام لدى العديد من الدول، فبالرغم من أنها تمنح الأمل للشعب الإيراني في مواجهة نظامه القمعي، فإنها تواجه العديد من التحديات.
وتعاني هذه الجماعات نقصا في الزخم الفكري والانقسام السياسي، في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي، سيما الولايات المتحدة، صعوبة في تقديم دعم مباشر لهذه المعارضة، دون تعريضها للاتهامات بالعمالة الأجنبية.
وفي هذا الصدد، أوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، السفير لينكولن بلومفيلد، في تصريحات لـ"الحرة"، أنه "ليست هناك استراتيجية أميركية للتعامل مع المعارضة الإيرانية، بسبب الاختلافات في وجهات النظر في واشنطن".
وأضاف أن "البعض في واشنطن يتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع النظام الإيراني، وآخرون لا يعرفون شيئا عن المعارضة الايرانية وأجنداتها، فهذه المعارضة لديها مسارات مختلفة ولا ينسق أعضاؤها مع بعضهم البعض".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن هذا الاختلاف في وجهات النظر سببه "دور النظام الإيراني، الذي عمل منذ سنوات على إحداث شرخ وانقسام بين الإيرانيين في الداخل والمهجر".
كما اعتبر بلومفيلد أن "الولايات المتحدة والدول الغربية انشغلت سابقا في حل الأزمة مع النظام الإيراني، ولم تركز جهدها على المعارضة والتواصل مع بعض فصائلها ضمن القنوات الرسمية، لأن طهران كانت تعتبر ذلك خطا أحمر".
من جانبه، اعتبر القيادي في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سنابرق زاهدي، في حديثه لقناة "الحرة"، أن "الإدارات الأميركية، الديمقراطية والجمهورية، لم تقف إلى صف المعارضة الإيرانية".
وأضاف أن "الدول الغربية والولايات المتحدة كانت السبب وراء سياسة المهادنة مع النظام الإيراني، ولم تسمح للإيرانيين بأن ينتفضوا ضد هذا النظام"، معتبرا أن "المعارضة الإيرانية كيان متكامل ونظام سياسي له شبكات اتصال واسعة داخل إيران".
و"لولا أهمية المعارضة لما تحدث النظام الايراني مرارا عن مخاطرها وتهديداتها"، حسب تعبير زاهدي.
وكان سياسيون أميركيون قد وصفوا العلاقة بين المعارضة الإيرانية في الخارج وإدارة الرئيس جو بايدن، بأنها "سيئة" لأنها "لم تضعط بشكل جيد على النظام الإيراني"، حسب قولهم.
فيما يتطلع بعض المعارضين الإيرانيين إلى تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الحكم، "لإحداث تغيير" في التعامل مع الملف الإيراني.
من جانبه، رأى المعهد الأطلسي أن "التشرذم بين صفوف المعارضة سببه النمط الإقصائي لدى بعضها، وإلى خلافات أيديولوجية عميقة بين الماركسيين الإسلاميين كـ(مجاهدي خلق) مثلا، وأنصار الملكية كـ(تيار بهلوي)، أو بين مؤيدي العلمانية وهواة الفدرالية، وصولا إلى ذوي النزعات الانفصالية في شرق البلاد وغربها، بالرغم من تلاقيهم جميعا حول مبدأ إسقاط النظام الديني في إيران".
وشدد المعهد على أهمية أن تكون هناك "جبهة إيرانية موحدة للمعارضة" يسهل تنسيق الجهود معها، "لكن الأمر محفوف بالمخاطر بسبب المشقات الاقتصادية وتآكل الطبقة الوسطى".
وأضاف أن تشديد العقوبات "قد يعطل دور المعارضة كمحرك للاحتجاجات، ويصب في خدمة دعاية النظام بوجود (مؤامرات خارجية)" تحاك ضده.