الصحفية والناشطة الإيرانية ويدا رباني، الصورة من تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش
الصحفية والناشطة الإيرانية ويدا رباني، الصورة من تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، نقلاً عمّا وصفته بـ"مصدر مطلع"، أن عناصر أمن في سجن "إيفين" بالعاصمة الإيرانية طهران "اعتدوا جنسيا على الصحفية والناشطة ويدا رباني، وتحرشوا بها أثناء تفتيش جسدي في 3 أكتوبر الماضي".

واعتقلت قوات الأمن ربّاني في سبتمبر 2022، خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد بسبب وفاة مهسا جينا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب. 

وبعد ثلاثة أشهر، حكمت المحكمة الثورية في طهران على رباني بالسَّجن ست سنوات بتهمة "التجمع والتواطؤ ضد الأمن القومي"، و15 شهرا إضافيا بتهمة "الدعاية ضد الدولة".

وبحسب المنظمة الحقوقية، سبق لرباني أن اعتُقلت وأُدينت بسبب نشاطها. وفي قضية أخرى عام 2022، حكمت عليها المحكمة الثورية في طهران بالسَّجن 10 سنوات، وخُفِّف جزء من عقوبتها بسبب عفو عام صدر في 2023.

وأُطلق سراح رباني، التي كان لديها صداع شديد وضعفت صحتها البدنية أثناء قضاء عقوبة السجن، مؤقتا في إخلاء سبيل طبي. 

وعند عودتها إلى السجن في 3 أكتوبر، قال المصدر لهيومن رايتس ووتش، إن السجينة السياسية تعرضت "لاعتداء جنسي على يد عناصر أمن السجن أثناء تفتيشها الجسدي. تقدمت بعدها بشكوى بشأن هذا الانتهاك، ما أدى إلى تلقيها عقوبات أخرى من قبل المجلس التأديبي في السجن، شملت حرمانها من أي إخلاء سبيل إضافي".

وعلقت هيومن رايتس ووتش على هذه الاتهامات بالقول، أن الاعتداء الجنسي على رباني، والانتهاكات المتسلسلة لحقوق المعتقلين في السجون الإيرانية "أمر مروّع"، وعلى الدول التي تتعامل مع إيران إثارة هذه الانتهاكات وإدانتها علنا.

وفي رسالة لرباني، نشرتها "إيران واير" في 26 نوفمبر الماضي، أكدت "تدهور الحالة الصحية للناشطتين الحقوقيتين نرجس محمدي وواريشا مرادي، وهما أيضا في سجن إيفين. وأعلنت هي والمعارضة مطهّره غونيي الإضراب عن الطعام اعتبارا من 18 نوفمبر، مطالبتين بعلاج محمدي والرعاية الصحية الكافية للمحتجزات الأخريات".

وكتبت في رسالتها: "إضرابنا عن الطعام، أنا ومطهره، ليس سوى فعلا يائسا في مواجهة الظلم. فعلٌ نعلم أنه سيضر بجسدينا، لكننا لا نرى أي طريق آخر أمامنا".

الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)
الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)

قتل أكثر من 63 عتالا إيرانيا، وأصيب 284 آخرين خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، أثناء نقلهم البضائع في المناطق الحدودية والطرق الجبلية بين كردستان إيران وإقليم كردستان العراق.

والعتّال أو "الكولبار" باللغة الكردية والفارسية، يقوم عادة بنقل بضائع من الجانب الإيراني لبيعها في الجانب العراقي، والعكس، في رحلة تدوم 12 ساعة من جانب إلى آخر.

وقالت منظمة "هانا" لحقوق الإنسان (منظمة كردية إيرانية) في تقرير لها خصت به موقع "الحرة" أن غالبية القتلى والجرحى من العتالين سقطوا إثر تعرضهم لنيران مباشرة من قبل الجيش وحرس الحدود الإيراني، بينما كانت الانهيارات الثلجية والتجمد وانفجار الألغام والسقوط من المرتفعات وحوادث السير، سببا لمقتل واصابة الآخرين منهم.

وكشفت المنظمة في إحصائية خاصة لـ"الحرة" أنه "بلغ إجمالي عدد القتلى من العتالين في عام 2024، 59 قتيلاً و271 جريحاً، ومن بين القتلى، لقي 41 شخصا مصرعهم بنيران مباشرة من قبل قوات الحكومة الإيرانية، بينما أصيب 216 شخصا بنيران مباشرة من قبل القوات الحكومية، و4 آخرين نتيجة انفجار ألغام أرضية، والبقية إثر حوادث طبيعية وحوادث طرق."

وبحسب احصائيات "هانا" قُتل 4 عتالين وجُرح 13 آخرين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام الحالي 2025، اثنان من القتلى سقطا بنيران مباشرة من قبل القوات الإيرانية، بينما قتل الاثنان الآخران بسبب البرد والانهيارات الأرضية، مشيرة إلى أن جميع الجرحى أصيبوا بنيران القوات الإيرانية.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، لها نشرته في يوليو الماضي، أن "قوات الأمن الإيرانية تقتل أكراداً ينقلون البضائع عبر الحدود".

واتهمت المنظمة في تقريرها السلطات الإيرانية بـ"استخدام القوة المفرطة والقاتلة ضد أشخاص غالبيتهم أكراد يعبرون الحدود من العراق ومعهم بضائع لإعادة بيعها."

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر في كردستان إيران تعود لقمع السلطات الإيرانية وتهميشها المجتمعات الكردية منذ فترة طويلة.

وفي الوقت ذاته، حثّت المنظمة السلطات الإيرانية على تطوير فرص اقتصادية مستدامة في المناطق الحدودية لتقليل الاعتماد على نقل البضائع عبر الحدود، حتى تتمكن هذه المجتمعات من تدبّر أمورها اقتصادياً.