بشار الأسد وخامنئي بلقطة أرشيفية
خامنئي قال إن بلاده حذرت الأسد قبل سقوطه (AFP)

قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الأربعاء، إن الإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد، كانت نتيجة لخطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، بمساعدة من "دولة مجاورة لسوريا" لم يذكرها بالاسم.

ونشرت وسائل إعلام محلية إيرانية تصريحات خامنئي التي قال فيها، " ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف القيادة بأميركا وإسرائيل".

كما نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن خامنئي قوله، إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية من وجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأضاف خامنئي، بأن حكومة مجاورة لسوريا شاركت في الأمر، و"كان لها دور واضح ومتواصل للقيام بذلك"، في إشارة إلى تركيا.

ورغم تصريحات خامنئي التي رأى فيها أن "التحالف الذي تقوده إيران سيصبح أقوى"، عقب الأحداث الأخيرة في سوريا، إلا أن عدداً كبيراً من المراقبين يجمعون على أن سقوط نظام الأسد، ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري الذي تقوده إيران، ويعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وكانت تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة، التي سعت للإطاحة بنظام الأسد، منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وخلال تلك الحرب، وضعت طهران كل ثقلها، عبر تخصيص مليارات الدولارات، وتوفير الأسلحة والذخائر وشحنات النفط، لدعم الأسد، كما نشرت الحرس الثوري في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة.

وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على "نهج بعيد النظر وحكيم" للبلدين. ودعت طهران إلى تشكيل "حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري".

الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)
الكولبار.. معاناة لا تنتهي في إيران (رويترز)

قتل أكثر من 63 عتالا إيرانيا، وأصيب 284 آخرين خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، أثناء نقلهم البضائع في المناطق الحدودية والطرق الجبلية بين كردستان إيران وإقليم كردستان العراق.

والعتّال أو "الكولبار" باللغة الكردية والفارسية، يقوم عادة بنقل بضائع من الجانب الإيراني لبيعها في الجانب العراقي، والعكس، في رحلة تدوم 12 ساعة من جانب إلى آخر.

وقالت منظمة "هانا" لحقوق الإنسان (منظمة كردية إيرانية) في تقرير لها خصت به موقع "الحرة" أن غالبية القتلى والجرحى من العتالين سقطوا إثر تعرضهم لنيران مباشرة من قبل الجيش وحرس الحدود الإيراني، بينما كانت الانهيارات الثلجية والتجمد وانفجار الألغام والسقوط من المرتفعات وحوادث السير، سببا لمقتل واصابة الآخرين منهم.

وكشفت المنظمة في إحصائية خاصة لـ"الحرة" أنه "بلغ إجمالي عدد القتلى من العتالين في عام 2024، 59 قتيلاً و271 جريحاً، ومن بين القتلى، لقي 41 شخصا مصرعهم بنيران مباشرة من قبل قوات الحكومة الإيرانية، بينما أصيب 216 شخصا بنيران مباشرة من قبل القوات الحكومية، و4 آخرين نتيجة انفجار ألغام أرضية، والبقية إثر حوادث طبيعية وحوادث طرق."

وبحسب احصائيات "هانا" قُتل 4 عتالين وجُرح 13 آخرين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام الحالي 2025، اثنان من القتلى سقطا بنيران مباشرة من قبل القوات الإيرانية، بينما قتل الاثنان الآخران بسبب البرد والانهيارات الأرضية، مشيرة إلى أن جميع الجرحى أصيبوا بنيران القوات الإيرانية.

وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير، لها نشرته في يوليو الماضي، أن "قوات الأمن الإيرانية تقتل أكراداً ينقلون البضائع عبر الحدود".

واتهمت المنظمة في تقريرها السلطات الإيرانية بـ"استخدام القوة المفرطة والقاتلة ضد أشخاص غالبيتهم أكراد يعبرون الحدود من العراق ومعهم بضائع لإعادة بيعها."

واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أن المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر في كردستان إيران تعود لقمع السلطات الإيرانية وتهميشها المجتمعات الكردية منذ فترة طويلة.

وفي الوقت ذاته، حثّت المنظمة السلطات الإيرانية على تطوير فرص اقتصادية مستدامة في المناطق الحدودية لتقليل الاعتماد على نقل البضائع عبر الحدود، حتى تتمكن هذه المجتمعات من تدبّر أمورها اقتصادياً.