واجهت إيران خلال الأشهر الماضية تحولات كبرى على صعيد "محور المقاومة"، غيرت الافتراضات القائمة بشأن إسرائيل، وصنعت واقعا مختلفا أمام إسرائيل وإيران والعالم، وفق ما صرح به لقناة الحرة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، مئير بن شبات.
ويرى مئير بن شبات أن الواقع الحالي يضع طهران أمام "معضلات صعبة"، فهي ترى أمام أعينها تغيّرا في ميزان القوى الإقليمي: انهيار حلقة النار التي بنتها حول إسرائيل، وانهيار سوريا، والضربة التي تلقاها حزب الله، والهزيمة التي لحقت بحماس، وتدرك أن الحوثيين فقط من بين وكلائها هم من استمروا في مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر.
وكانت إسرائيل وجهت ضربات قاسية إلى ركنين في "محور المقاومة" هما حماس وحزب الله على مدى الأشهر الماضية، وشملت الضربات هذه اغتيال قيادات بارزة وضرب قدرات ومنشآت عسكرية.
ولا يزال التصعيد مستمرا بين إسرائيل والحوثيين، الذين أعلنوا خلال الأشهر الماضية مسؤوليتهم عن إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
ويقول مئير بن شبات، وهو مرشح محتمل لقيادة جهاز الموساد، إن إيران تتذكر أيضا أن هجماتها المكثفة على إسرائيل قوبلت بدفاع جوي "مثير للإعجاب"، وفي المقابل، تلقت ضربة "ليست سهلة.".
وحتى لو استمرت طهران في امتلاك القدرة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فإن ذلك قد لا يكون مجدياً لها على الإطلاق، يقول المحلل.
ومع توقعات بسياسة أميركية أكثر صرامة تجاه إيران بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قال بن شبات إن إيران "تعلم أنها مقبلة على فترة صعبة بسبب سياسات ترامب، الذي يستعد لجعل حياتها أكثر صعوبة".
وردا على سؤال عن مدى تأثير عمليات أجهزة الاتصالات في لبنان على وعي "أعداء إسرائيل" بشان قدراتها واستمرار الحرب، قال إن عملية "البيجرز" وسلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات حزب الله، أظهرت أن إسرائيل تأخذ زمام المبادرة، وتستخدم الحيلة والمكر، ومستعدة للمخاطرة حتى بحرب واسعة النطاق.
ويخلص إلى أن: "هذا غيّر الافتراضات الأساسية لدى أعدائنا".
وشهد عام 2024 تطورات وتحولات كبيرة في لبنان، غيرت شكل الخارطة السياسية بدرجة كبيرة، من تفجيرات "البيجرز"، ثم اغتيال قادة الصف الأول من حزب الله المدرج ضمن لوائح الإرهاب الأميركية، وما رافقه مع اجتياح بري إسرائيلي لجنوب البلاد.
وقتل العشرات من عناصر حزب الله وأصيب العديد منهم بإعاقات دائمة، نتيجة تفجيرات نُسبت لإسرائيل لأجهزة اتصالات لاسلكية يومي 17 و18 سبتمبر الماضي، معظمها من نوع "البيجر".
وفي 27 من الشهر نفسه، تم اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بالإضافة لعباس نيلفروشان، القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني، مع آخرين، خلال تواجدهم في مقرّ الحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بيروت.
وبشكل عام، يقول المسؤول الإسرائيلي الأسبق لقناة الحرة إن تطور الحرب أدى إلى زعزعة الافتراضات الأساسية التي كانت لدى أعداء إسرائيل، من افترض أن إسرائيل لن تصمد أمام حرب متعددة الجبهات ثم تكتشف هذه الجهات واقعا مختلفا، ومن افترض أن إسرائيل لن تتمكن من إدارة حرب طويلة الأمد فوجئ بشيء آخر.
ويقول: "نظرية خيوط العنكبوت" التي طرحها نصر الله "سقطت في الهاوية معه".
وكان الأمين العام السابق لحزب الله دائم الترديد لعبارة تقول إن "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".