واقع متغير في المنطقة بعد الصراع الإسرائيلي الإيراني- فرانس برس
واقع متغير في المنطقة بعد الصراع الإسرائيلي الإيراني- فرانس برس

هل تضرب إسرائيل إيران مجددا؟ وهل إيران قادرة على الرد؟

رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، مئير بن شبات، قال للحرة إن هجمات إيران المكثفة على إسرائيل قوبلت بدفاعات جوية قوية وبرد موجع.

وهذا الأمر قد يدفع طهران إلى أن تفكر في جدوى استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، خاصة بعد "الضربات" التي تلقاها "محور المقاومة" في المنطقة.

وتتذكر إيران أيضا أن هجماتها المكثفة على إسرائيل قوبلت بدفاع جوي "مثير للإعجاب"، وفي المقابل، تلقت ضربة "ليست سهلة".

ويرى بن شبات، وهو مرشح محتمل لقيادة الموساد، أن الواقع الحالي يضع طهران أمام معضلات صعبة، فهي ترى أمام أعينها تغيّرا في ميزان القوى الإقليمي.

هذا التغير لخصه في "انهيار حلقة النار التي بنتها طوال سنوات حول إسرائيل، وانهيار سوريا، والضربة التي تلقاها حزب الله، والهزيمة التي لحقت بحماس".

 والحوثيون فقط من بين وكلائها هم من استمروا في مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر.

وحتى لو استمرت طهران في امتلاك القدرة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فإن ذلك قد لا يكون مجديا لها على الإطلاق، وفق بن شبات.

التدريب المشترك استمر أسببوعين- المصدر: الجيش الأميركي
خاص - "قبة السايبر".. استعدادات إسرائيلية أميركية لـ"الدفاع والهجوم"
لم يتوقف التعاون الأميركي الإسرائيلي خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل على عدة جبهات، مع تقديم الولايات المتحدة لحليفتها مختلف أنواع الدعم العسكري والاستخباراتي والتدريبي، من أجل مساعدتها في الدفاع عن نفسها.

وينصب التركيز في إسرائيل (بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والضربة القوية التي تلقاها حزب الله اللبناني)، على الحوثيين في اليمن، في حين تعتبر إسرائيل أن من يحرك الجبهات كافة ضدها هي جهة واحدة: إيران.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أشار في تصريحاته الأخيرة إلى دروس يفترض أن الشرق الأوسط تعلمها. وقال: "نحن نوجه ضربات لأعدائنا، وأولئك الذين اعتقدوا أنهم سيقطعون خيط حياتنا هنا، سيتعلمون الدرس جميعهم. الحوثيون أيضا سيتعلمون ما تعلمه حماس وحزب الله ونظام الأسد وآخرون، حتى لو استغرق الأمر وقتا، فإن هذا الدرس سيتم تعليمه على امتداد الشرق الأوسط".

وتنقسم الأصوات في إسرائيل بين من يطالبون بعدم الاكتفاء بضرب الحوثيين واستهداف إيران أيضا، وبين من يرون ضرورة إيجاد حلول غير عسكرية.

أفرايم هليفي، رئيس الموساد الأسبق، لا يرى وفق تصريحاته لقناة الحرة أن العنصر الاستخباراتي هو الحل لكل المشكلات، وليست العنصر الذي يحدد في نهاية المطاف نتائج المعركة. 

لإسرائيل إنجازات كبيرة في المجال الاستخباري في إيران، والمنظومة الاستخبارية الإسرائيلية متطورة للغاية، وكان لها الكثير من الإنجازات لكن "هناك الكثير من الإخفاقات" أيضا.

يتطرق بن شبات إلى العمليات التي استهدفت أجهزة الاتصالا في لبنان، وسلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات حزب الله، التي فاجأت العالم، ويوضح إلى أي مدى أثرت على وعي "أعداء إسرائيل" بشان قدراتها واستمرار الحرب.

يقول بن شبات إن إسرائيل أظهرت أنها تأخذ زمام المبادرة، وتستخدم الحيلة والمكر، ومستعدة للمخاطرة حتى بحرب واسعة النطاق.

و"هذا غيّر الافتراضات الأساسية لدى أعدائنا".

وبشكل عام، أدى تطور الحرب إلى زعزعة الافتراضات الأساسية التي كانت لدى أعداء إسرائيل: من افترض أن إسرائيل لن تصمد أمام حرب متعددة الجبهات، اكتشف "واقعاً مختلفا"، ومن افترض أن إسرائيل لن تتمكن من إدارة حرب طويلة الأمد "فوجئ" بشيء آخر.

ويقول: "نظرية "خيوط العنكبوت" التي طرحها نصر الله سقطت في الهاوية معه".

لكن في الأثناء، تبقى الجبهة مع حزب الله مشتعلة، فرغم اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل الجيش الإسرائيلي نشاطاته في الأراضي اللبنانية لدرء التهديدات ضد بلاده.

إسرائيل قادت عمليات في عدة جهات- رويترز
خاص- هكذا انهارت "حلقة النار".. تقييم إسرائيلي لاستراتيجية إيران
واجهت إيران خلال الأشهر الماضية تحولات كبرى على صعيد "محور المقاومة" غيرت الافتراضات القائمة بشأن إسرائيل، وهذه التغييرت تضع واقعا مختلفا أمام إسرائيل وإيران والعالم، وفق ما صرحه به لقناة الحرة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، مئير بن شبات، المرشح المحتمل لقيادة جهاز الموساد.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أكد على عامل اليقظة.

أدرعي قال لقناة الحرة: "نتابع كل محاولات حزب الله إعادة التسلح وإدخال الأسلحة من جديد إلى الساحة اللبنانية. نراقب ذلك عبر الحدود اللبنانية السورية، ونراقب مسارات أخرى قد يلجأ إليها حزب الله بعد سقوط نظام الأسد".

هناك جانب آخر مهم: التعاون العسكري الأميركي الإسرائيلي الذي يزداد يوما بعد يوم، بدءا بنصب بطاريات "ثاد" لاعتراض الصواريخ طويلة المدى، وحتى المجال السيبراني الذي بات ساحة حرب لا يسمع فيها صوت رصاص.

أنهى الجيشان مؤخرا تدريبا مشتركا، وفق اللفتنات كولونيل، أفيف شوشاني، من وحدة العلاقات الخارجية في الجيش الإسرائيلي.

قال الضابط لقناة الحرة: "أنهينا أسبوعين من التدريبات المشتركة "سايبر دوم" (قبة السايبر) مع شركائنا الأميركيين . هذه التدريبات تمت على الأراضي الأميركية للتدرب على الدفاع وعلى الهجوم".

إيران.. بانتظار "أيام صعبة"

ومع عودة ترامب إلى الرئاسة، تتطلع إسرائيل إلى دعم أميركي متجدد ضد إيران وحلفائها، وربما إدارة تحالفات مختلفة في الشرق الأوسط تأخذ منحى جديدا.

بينس فلدمان، الباحثة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية في معهد ميسجاف للدراسات، قالت للحرة إن عودة ترامب "قد تؤثر بصورة كبيرة على الخطط النووية الإيرانية وعلى التهديدات التي تشكلها طهران على الشرق الأوسط، وربما سنشهد ضغطا كبيرا من إدارة ترامب على إيران في مجالها النووي".

ويقول مئير بن شابات إن "إيران تعلم أنها مقبلة على فترة صعبة بسبب سياسات ترامب، الذي يستعد لجعل حياتها أكثر صعوبة".

وأخيرا، يمكن القول إن التحولات الإقليمية والسياسات الدولية ترسم ملامح جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران، وفي ظل هذه الأجواء، يبقى السؤال الأهم: إلى أين يتجه الشرق الأوسط في الفترة المقبلة؟ هل نحن أمام تصعيد وشيك أم فرص لتهدئة؟ 

السيناريوهات تتعدد والأيام كفيلة بالإجابة.

إيران تمتلك واحدة من أقوى ترسانات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط (AFP)
إيران تمتلك واحدة من أقوى ترسانات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط (AFP)

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الصين وفرت لإيران مواد كيميائية تستخدم في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني متوسط المدى.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة فقد رست سفينتان إيرانيتان في الصين مؤخرا وجرى تحميلهما بمادة أساسية لإنتاج وقود للصواريخ الباليستية.

جرى تحميل السفينتين بحوالي 1000 طن من "بيركلورات الصوديوم"، وهي مادة يمكن لإيران تحويلها إلى "بيركلورات الأمونيوم"، أحد المكونات الرئيسية لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية، وفقا لمصادر الصحيفة.

وذكر مسؤول غربي أن هذه الكمية تكفي لإنتاج 260 صاروخا إيرانيا متوسط المدى.

وزاد اعتماد طهران على بكين، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت برنامج الصواريخ الإيراني وشبكة الميليشيات التابعة له في الأشهر الأخيرة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا الأمر يشكل تحديا لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى للضغط على الصين لتقليل تعاونها مع إيران.

وتمتلك إيران واحدة من أقوى ترسانات الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، حيث تقدر الولايات المتحدة أن لديها أكثر من 3000 صاروخ باليستي في عام 2023.

ولكن مخزونها بدأ يتناقص بعد أن أطلقت هجومين صاروخيين على إسرائيل العام الماضي، وأرسلت صواريخ إلى روسيا.

وبموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2231، الذي صدر في عام 2015، يحظر على الدول تزويد إيران بمادة "بيركلورات الأمونيوم" دون موافقة مجلس الأمن الدولي.