ذكرت وسائل إعلام إيرانية محلية، السبت، أن طهران ألقت القبض على 13 من أتباع العقيدة البهائية المحظورة في البلاد بتهمة "التبشير بها بين القصر".
وجاء في بيان صادر عن وحدة استخبارات الحرس الثوري، نقلته وسائل الإعلام الرسمية، أن الاعتقالات جرت في مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وقبل ذلك أعلنت منظمة "الجماعة البهائية الدولية"، التي تمثل مصالح تلك الأقلية على مستوى العالم، أن السلطات الإيرانية اعتقلت 10 نساء من الديانة البهائية في سلسلة مداهمات منزلية "مروعة".
وأوضحت المنظمة في بيان، الأربعاء، أن قوات الأمن نفّذت عمليات الاعتقال دون أوامر قانونية أو إشعارات مسبقة، حيث تسلل العناصر إلى منازل النساء بتسلق الجدران، أو عبر التظاهر بأنهم عمال مرافق، مما أثار استياء الجيران.
وأشارت إلى أن النساء خضعن لتفتيش وصفته بـ"المهين والمؤلم"، حيث يواجهن اتهامات تشمل الانخراط في أنشطة تعليمية ودعائية "منحرفة"، والتي تعتبرها السلطات الإيرانية مخالفة للشريعة الإسلامية.
ومع ذلك، أوضحت سيمين فاهاندي، ممثلة البهائيين في الأمم المتحدة بجنيف، أن "الجريمة المزعومة هي مجرد خدمة مجتمعاتهن المحلية".
قمع متواصل
تعد إيران البهائية، التي يُقدر عدد أتباعها بنحو خمسة ملايين شخص في أكثر من 190 دولة، "فرعا منحرفا" عن الإسلام.
والبهائية ديانة توحيدية حديثة نسبيا تعود جذورها الروحية إلى أوائل القرن التاسع عشر في إيران.
ويشكو البهائيون في إيران من التمييز في حياتهم اليومية، ما يجعل من الصعب عليهم مزاولة أعمال تجارية وحتى دفن موتاهم.
كما يشتكون من حرمانهم بشكل منهجي من الوصول إلى التعليم العالي في إيران.
ويؤمن البهائيون بوحدة الأديان وبالمساواة بين الرجل والمرأة، ويعتنقون تعاليم بهاء الله المولود في إيران في 1817 والذي يعتبرونه نبيا.
كذلك يؤمنون بوحدانية الخالق ووحدة البشر وتطوير الخصال الروحية وتكامل العبادة والخدمة وتناغم الدين والعلم، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني للجامعة البهائية حول العالم.
وتعرض بهاء الله، واسمه الحقيقي ميزار حسين علي النوري، للنفي من إيران طيلة 40 عاما وتوفي عام 1892 ودفن قرب مدينة حيفا.
ويعرف البهائيون دينهم بأنه من "الأديان السماوية ويشترك معها في الدعوة إلى التوحيد لكنه مستقل".
جرى حظر معتقدهم في إيران حيث يعتبرون "زنادقة وجواسيس يعلمون لحساب إسرائيل" لأن مقرهم العالمي موجود في حيفا.
وقد باشروا التعليم عن بعد منذ 1987 لأن السلطات لم تسمح لهم بإقامة معاهد للتعليم العالي في إيران.
على عكس بقية الأقليات، ليس للبهائيين ممثلون في البرلمان، وعددهم في إيران غير معروف بالضبط، ولكن قد يصل إلى عدة مئات من الآلاف.
وتكرر الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الإعراب عن القلق إزاء الاضطهاد الذي يتعرض له البهائيون في إيران حيث يمنعون من دخول الجامعات أو تسلم وظائف حكومية.
ويتعرض البهائيون في إيران للملاحقة بشكل منتظم وصدرت أحكام بالسجن عشرين عاما بحق المسؤولين السبعة الرئيسيين للأقلية البهائية نهاية عام 2010.
وبحسب منظمة العفو الدولية فإن أتباع هذه الديانة يتعرضون إلى اضطهاد "منهجي" منذ عام 1979 مع سجن تعسفي وتمييز في الجامعات والخدمات العامة وإغلاق الشركات.
وكان البهائيون الذين يعتبرهم الكثير من المحافظين الإسلاميين مرتدين، يتعرضون للاضطهاد خلال عهد الشاه أيضا وإن بدرجة أقل.
لكن في العام 1979، غادر الكثير من أفراد النخبة البهائية البلاد على غرار المهندس المعماري حسين أمانات المعروف خصوصا بتصميم برج آزادي في العاصمة.
ويقول ناشطون إن أكثر من 200 بهائي أُعدموا في السنوات الأولى للجمهورية الإسلامية.
ففي يونيو 1983 شنقت 10 نساء بهائيات بينهن منى محمود نجاد التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما في مدينة شيراز.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر 2018، قرارا يدعو طهران إلى وقف "مضايقة" و"ترهيب" و"التوقيف الاعتباطي" لأتباع أقليات دينية والإفراج عن بهائيين قالت إنه تم توقيفهم لانتمائهم الديني.
واشتكى البهائيون بشكل متكرر من مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم. وقد زعمت السلطات في بعض الأحيان بأن هذه الأصول تعود لمنظمات باتت محظورة الآن في إيران، لكن البهائيين ردوا بأن الأصول تم نقلها لاحقا إلى مؤسسات خاضعة لسيطرة الدولة.
وفي أبريل الماضي، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن اضطهاد السلطات الإيرانية للأقلية البهائية منذ العام 1979 يشكل "جريمة ضد الإنسانية".
