كريغ وليندسي فورمان سجنا في إيران- الصورة من حساب ليندسي على فيسبوك
كريغ وليندسي فورمان سجنا في إيران- الصورة من حساب ليندسي على فيسبوك

كانت رحلة بالدراجات لزوجين بريطانيين يفترض أن تطوف بهما حول العالم، وتشاء الظروف أن تمر الرحلة عبر إيران، وينتهي بهما المطاف في أحد السجون الإيرانية.

رحلة من هذا النوع تتطلب تحمل عناء السفر وقطع مسافات طويلة وعبور الحدود بين الدول، لكن يبدو أن الزوجين تحملا عناء الاعتقال والإقامة في سجن إيراني أكثر من عناء الرحلة نفسها.

والآن يواجهان تهمة اعتاد النظام الإيراني على توجيهها للزوار الأجانب، خاصة من حاملي الجنسيات الغربية التي تقع على خلاف شديد مع طهران.

هذا ما حدث للزوجين البرطانيين، كريغ وليندسي فورمان، وهما في الخمسينات من العمر، عندما أصرا على عبور الحدود الإيرانية ضمن رحلة دراجات دولية.

ومن أرمينيا، عبرا إلى إيران في 30 ديسمبر الماضي في زيارة كان يفترض أن تستمر لمدة خمسة أيام، ثم يواصلا الرحلة بعدها نحو أستراليا.

ويبدو أن ليندسي كانت تدرك المخاطر المحيطة بها، إذ كتبت في حسابها على فيسبوك أنها على وشك مواجهة واحدة من أكبر التحديات في رحلتها، وهي إيران وباكستان.

 

"على الرغم من نصيحة الأصدقاء والعائلة ووزارة الخارجية (التي تنصح بشدة بعدم السفر إلى إيران)، فقد اخترنا المضي قدما في الرحلة"، تضيف.

وقالت "لماذا؟ لأننا نعتقد أنه بغض النظر عن مكان وجودك في العالم، فإن معظم الناس طيبون ولطفاء... نعم، نحن ندرك المخاطر. لكننا نعلم أيضا أن مكاسب مقابلة أشخاص رائعين، والاستماع إلى قصصهم، ورؤية المناظر الطبيعية الخلابة لهذه المناطق قد تفوق بكثير الخوف".

وكان آخر منشور على صفحتهما على فيسبوك في مدينة أصفهان الإيرانية، في الثالث من يناير. وتضمن صورا مرفقة بتعليق: "يا له من مكان رائع".

ويبدو أنهما اعتقلا في وقت ما خلال يناير، وهو ما أكده متحدث باسم القضاء الإيراني الثلاثاء، بعد غموض بشأن ظروف توقيفهما.

وقال المتحدث، وفق ما أعلنته وكالة أنباء "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني الثلاثاء إن مواطنين بريطانيين محتجزين في إيران وجهت إليهما تهمة التجسس لأنهما "جمعا معلومات في أجزاء مختلفة من البلاد".

ويوم الأربعاء الماضي، نشرت وكالت أنباء إيرانية رسمية صورة للسفير البريطاني في إيران، هوغو شورتر، وهو يجتمع بمواطينن بريطانين محتجزين، بدا أنهما الزوجين فورمان.

 وقالت الوكالة إنه التقى بريطانيين اثنين محتجزين في مدينة كرمان بجنوب إيران.

وأكد المتحدث باسم القضاء، الثلاثاء، أنهما اعتقلا في يناير من هذا العام من قبل منظمة استخبارات الحرس الثوري الإسلامي في محافظة كرمان بتهمة التجسس، بعدما تم رصدهما بالتعاون مع الأجهزة الأمنية "خلال سلسلة من العمليات الاستخباراتية المنسقة".

وأعلن المتحدث أنهما دخلا إيران "تحت ستار السياحة" بينما "جمعا معلومات في عدة محافظات من البلاد، وعملا مع مؤسسات سرية مرتبطة بأجهزة استخبارات الدول المعادية والغربية تحت ستار أنشطة البحث والتحقيق".

وأكدت الحكومة البريطانية، السبت، أن الموقوفين هما كريغ وليندسي فورمان، وقالت أسرتهما إنها عازمة على ضمان "العودة الآمنة" لهما.

وتحتجز إيران عددا من المواطنين الأوروبيين. ويقول مسؤولون غربيون إن طهران تستخدمهم لمبادلتهم بسجناء إيرانيين.

وبحسب منظمة العفو الدولية، تتراوح عقوبة التجسس في إيران بين السجن لمدة عامين والإعدام، ومن غير الواضح كيفية تطبيق هذه العقوبات على الرعايا الأجانب.

وفي يناير 2023، أعلنت إيران إعدام الإيراني-البريطاني، علي رضا أكبري، ما أثار حفيظة حكومات دول غربية عدة بينها بريطانيا التي وصفت الأمر بأنه "وحشي". وكان أكبري مدانا بتهمة التجسس لحساب بريطانيا.

سفينة شحن إيرانية
سفينة شحن إيرانية (صورة تعبيرية)

نشر موقع "فويس أوف أميركا" تقريرا خاصا يفيد بأن سفينة إيرانية ثانية يشتبه في أنها تحمل مكونات صاروخية غادرت الصين.

وسفينة الشحن "جيران" تتجه حاليا إلى إيران محملة بشحنة كبيرة، وسط تقارير عن استخدامها في نقل مكونات صاروخية حساسة من الصين.

ووفقا لمواقع تتبع السفن، غادرت  السفينة "جيران" ميناء صينيا، الإثنين، بعد تأخير استمر شهرًا عن الموعد المتوقع وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز في يناير.

وكانت تقارير سابقة، نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، وشبكة "سي إن إن، و"فايننشال تايمز"، قد ذكرت أن "جيران" وسفينة إيرانية أخرى تدعى "غلبون" كانتا تستخدمان لنقل 1,000 طن متري من نترات البيركلورات الصوديوم، وهي مادة يمكن تحويلها إلى بيركلورات الأمونيوم، أحد المكونات الرئيسية في وقود الصواريخ الصلبة، والذي يكفي لصنع 260 صاروخًا متوسط المدى.

وكانت السفينة الثانية "غلبون" قد أكملت رحلتها من شرق الصين إلى ميناء بندر عباس الإيراني في 13 فبراير، بعد توقف لمدة يومين في ميناء جوهاي غاولان بجنوب الصين، حيث سلمت شحنة غير معروفة.

وكلتا السفينتين "جيران" و"غلبون" مدرجتان ضمن قائمة العقوبات الأميركية، حيث تديرهما شركة الشحن الإيرانية الحكومية، التي صنفتها وزارة الخزانة الأميركية باعتبارها "شركة الشحن المفضلة للجهات الإيرانية العاملة في الانتشار الصاروخي وشراء المعدات العسكرية".

"تغيرات في الغاطس"

ووفقًا لتحليل أجرته إذاعة "صوت أميركا" بالتعاون مع مارتن كيلي، المحلل الاستخباراتي في مجموعة "EOS Risk Group"، لم تظهر بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) أي تغيير كبير في غاطس السفينة خلال فترة توقفها في جزيرة ليوهينغ الصينية، مما يشير إلى أنها لم تكن محملة بأي شحنة كبيرة حتى أوائل مارس.

لكن السفينة غادرت الميناء في 3 مارس متجهة إلى جوهاي غاولان، حيث توقفت لمدة يومين قبل أن تغادر في 10 مارس نحو بندر عباس، مع تغيير ملحوظ في غاطسها بأكثر من مترين، مما يدل على تحميلها بشحنة ثقيلة.

واعتبارًا من، الجمعة، كانت السفينة تبحر عبر أرخبيل رياو الإندونيسي، متجهة جنوب غرب نحو مضيق سنغافورة، وفقًا لمواقع تتبع السفن.

وعند سؤالها عن مغادرة "جيران" للصين، امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق، لكنها أكدت سابقًا أنها تراقب تقارير تفيد بأن إيران تستورد مكونات صاروخية من الصين.

وفي المقابل، نفت الصين هذه الادعاءات، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي في 23 يناير، إن بكين تلتزم بضوابطها الخاصة على الصادرات وواجباتها الدولية، وترفض العقوبات الأحادية التي تفرضها دول أخرى.

وفي 4 فبراير، وجه ثمانية أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، بقيادة جيم ريش وبيت ريكيتس، رسالة إلى وزير الخارجية، ماركو روبيو، طالبوه فيها بالعمل مع الشركاء الدوليين لاعتراض ومنع هذه الشحنات إذا ثبتت صحتها.