شهدت مناطق مختلفة من إيران احتفالات ما قبل عيد النوروز أو ما يسمى في التقويم الفارسي بأربعاء السوري أو الأربعاء الأحمر، وهو أقدم تقليد إيراني لإحياء آخر ايام السنة الفارسية من خلال طقوس أبرزها إشعال النار والاحتماء به حتي نهاية الليل.
وأظهرت فيديوهات منشورة على شبكات التواصل، تجمع عائلات في مناطق من العاصمة طهران لإحياء الاحتفال، تحول بعضها إلى مواجهات مع رجال الأمن التابعين للنظام حيث تحاول السلطات منع التجمهر مخافة أن تتحول الاحتفالات إلى احتجاجات مناهضة للحكومة
محطة شعبية لمناهضة النظام
ومنذ نجاح الثورة الإسلامية عام 1979، يحاول النظام الإيراني تبني استراتيجية إضعاف التقاليد الإيرانية القديمة، ويقوم باستمرار بتحديد النشاط الاجتماعي في البلاد علي مظاهر أيديولوجية تدعم توجهات النظام المذهبية.
ويري مراقبون بأن محاولات النظام فشلت في تحقيق الأهداف وأدت إلى نتائج عكسية، وهو ما يظهر في تحدي الشارع لسياسات النظام الهادفة إلى عدم إحياء التقليد أو حصره في مظاهر محدودة.
كما حاول عناصر الأمن التابعون للنظام منع التجمهر وإحياء الاحتفالات في طهران، وتحدثت وسائل إعلام معارضة عن وقوع مواجهات بعد أن هاجمت قوات الأمن عشرات المواقع في طهران وفي محافظات كرج، وبندر، وبابل، وسبزوار، وخراسان رضوي، ومنطقة بهارستان جنوب غرب العاصمة.
وحسب تلك المصادر، تم استخدام الأعيرة النارية والغاز المسيل للدموع، وأدت تلك المواجهات لإصابة العشرات من المدنيين.
ويتخوف النظام من أن يتم تحويل المناسبة إلى وقفات احتجاجية مناهضة للحكومة بينما ترى المعارضة والتيارات الشبابية في "الأربعاء الأخير" من السنة الفارسية موعدا لتجديد التظاهر ومقاومة النظام.
وقبل ذلك بيوم، دعت وسائل الإعلام الإيرانية، الثلاثاء، لتفادي أي مظاهر تخل بالأمن العام وشددت على أن السلطات الأمنية تتخذ إجراءات لتقييد وحظر التجمعات وسط مخاوف من تحويل المظاهر الإحتفالية إلى تجمعات معارضة قد تودي الي احتجاجات شعبية كبيرة ضد النظام
ما هو "الأربعاء الأحمر"؟
الأربعاء الأخير أو الأربعاء الأحمر هو تقليد فارسي لوداع آخر شمس من السنة الفارسية وينظر إليه تاريخيا باعتباره أبرز مظاهر استقبال عيد النوروز الذي يتم إحياؤه بشكل واسع في دول المنطقة بدءا من إيران وأفغانستان ومناطق في كردستان ودول آسيا الوسطي.
ومن أهم مظاهر الاحتفال في هذه الليلة إشعال النيران والقفز عليها، ويردد المجتمعون حولها اأشعارا باللغة الفارسية تتركز حول الخلاص من الهموم والمتاعب والأمل في بداية جديدة.
ومن التقاليد أيضا أن يضرم الناس النار في مكان محدد وتبقى مشتعلة حتى طلوع شمس اليوم التالي، ويقفز البعض فوق النار ليلقوا فيها أمراضهم ومتاعبهم، ويستلهمون منها الحظ والنور.
وللاحتفال طقوس أخرى أيضا منها أن يغطي الناس وجوههم ورؤوسهم بأقمشة خاصة والتردد علي بيوت الجيران.
وتتعدد المراسم لكن أكثر الطقوس طرافة هي سلوك الفتيات الحالمات بالزواج حيث يقفن مع غروب الأربعاء الأخير أمام سبعة بيوت ويطرقن كؤوسا بواسطة ملعقة وعلى صاحب البيت الذي يسمع صوت طرق الكأس ان يقدم شيئا لتلك الملعقة الفارغة من حلوى أو قطعة نقدية وفي هذه الحالة تتحقق للفتاة أمنيتها، حسب الاعتقاد.