رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني
رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني

حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الاثنين مجددا حكومة إقليم كردستان بعد إرسالها تعزيزات عسكرية قرب المناطق المتنازع عليها.

وطالب بيان صادر عن المالكي بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية "قوات حرس الإقليم (كردستان) بعدم تغيير مواقعها أو الاقتراب من القوات المسلحة" الحكومية.

جاء تحذير المالكي بعد تصريح لمسؤول كبير في قيادة قوات البيشمركة الكردية أكد فيه أن حكومة إقليم كردستان أرسلت الآلاف من المقاتلين الأكراد إلى المناطق المتنازع عليها، ثم سحبت جزءا منهم.

وقال ضابط في البيشمركة إن آلاف القوات أرسلت إلى محيط مدينة طوز خرماتو لتعزيز مواقعها العسكرية، لكن أعدادا كبيرة منها انسحبت بعد ذلك.

وكانت الحكومة المركزية في العراق شكلت في الأول من سبتمبر/أيلول قيادة عسكرية تحمل اسم "قيادة عمليات دجلة" تتولى مسؤوليات أمنية في محافظات تضم مناطق متنازع عليها في الشمال هي كركوك وديالى وصلاح الدين.

وأثارت هذه الخطوة غضب القادة الأكراد الذين رأوا فيها "نوايا وأهدافا" ضد الأكراد.

وذلك هو التحذير الثاني من جانب رئيس الوزراء العراقي حيث كان قد حذر قوات البيشمركة من استفزاز القوات الحكومية في بيان أصدره يوم الخميس.

وأكد المالكي في البيان أن قيادة عمليات دجلة "لا تستهدف مكونا أو محافظة أو قومية"، كما شدد على أن تشكيل هذه القيادة يندرج في إطار "الصلاحيات الدستورية" التي يتمتع بها باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة العراقية.

ورأى رئيس الوزراء العراقي انه "لا يحق لمحافظة أو إقليم الاعتراض على تشكيل هذه القيادة لأن واجبها هو حماية السيادة الوطنية".

يذكر أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني كان قد قال أمس الأول السبت إنه أمر بإعلان حالة التأهب في صفوف البيشمركة في المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي.

مواطنون في موقع أحد الانفجارات في كركوك
مواطنون في موقع أحد الانفجارات في كركوك

قتل 19 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في سلسلة هجمات وقعت الأربعاء في مناطق متفرقة من العراق بينها انفجار ست سيارات مفخخة.

ففي كركوك، ذكرت مصادر أمنية وطبية أن تسعة أشخاص قتلوا بينهم عناصر أمنية، فيما أصيب ما لا يقل عن 39 آخرين في تفجيرات بسيارات مفخخة وقعت في مناطق متفرقة من المدينة صباح الأربعاء.

وأوضح مصدر في الشرطة أن السيارة الأولى انفجرت في منطقة طريق بغداد وسط المدينة بينما كان عمال دائرة البلدية يعملون في المنطقة، في حين انفجرت السيارة الثانية في منطقة دور الفيلق غربي المدينة قرب مقر تابع للحزب الديموقراطي الكردستاني. وما أن تجمع مواطنون وحضرت دوريات الأمن حتى انفجرت عبوة ناسفة.

أما السيارة الثالثة فقد انفجرت في منطقة العمل الشعبي غربي المدينة، وقالت مصادر أمنية إنها استهدفت ضابطا في التحقيقات برتبة نقيب مما أدى الى إصابته مع اثنين من المدنيين.

وفي قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، انفجرت سيارة مفخخة رابعة قرب مرآب للسيارات مما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وتأتي التفجيرات، التي ألحقت أضرارا مادية بالمباني والسيارات القريبة، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الكركوكية جدلا واسعا بشأن تشكيل قيادة عمليات دجلة والبدء بمهامها الأمنية في المنطقة.

وفي محافظة واسط، قتل أربعة أشخاص وأصيب 14 آخرون بجروح إثر انفجار سيارة مفخخة أمام مطعم الحفرية الذي يقع على الطريق الرئيسي بين بغداد والمحافظة.

وبحسب مصدر في شرطة الصويرة فإن بعض الجرحى في حالة حرجة وأنهم نقلوا إلى المستشتفى العام في المدينة.

وفي الحلة، قال ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 77 آخرون بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان في انفجار سيارة مفخخة وقع عند سوق شعبي في ناحية المدحتية جنوب الحلة.

وفي العاصمة، أدى انفجار سيارة استهدفت موكب اللواء قاسم نوري، آمر حماية المنشآت التابعة لأمانة بغداد، وسط شارع السعدون إلى مقتل شخص وإصابة إثنين من أفراد حمايته وخمسة من المارة بينهم مراسل "راديو سوا" علاء حسن وجمعة القريشي أو جمعة أبو الجرايد كما يطلق عليه الصحافيون والإعلاميون.

وأصيب جمعة في انفجار السيارة التي كانت متوقفة بالقرب من محله الذي يقع في الجادة التي تربط شارعي السعدون وأبو نؤاس وسط بغداد.

وتحدث جمعة عن تفاصيل الحادث مع مراسل "راديو سوا" بهاء النعيمي، فقال "الذي صار، انفجار سيارة مفخخة قبل الساعة الثامنة صباحا، ما حسّينا إلا بصوت انفجار قوي، محلاتنا، العمارة كلها" لحقت بها أضرار جسيمة.

أما الزميل حسن، الذي اعتاد أن يمارس طقوسه الصباحية في جلب الصحف اليومية من جمعة أبو الجرايد، فقال "لحظة الانفجار أصبت في الركبة بالإضافة إلى الوجه وهناك شظايا بالكتف".

وخلّف الانفجار دمارا في البنايات القريبة المتهالكة والقديمة والتي يقطنها أناس معدمون، فضلا عن عدد من الفنادق التي تستقبل في العادة السياح الإيرانين وغيرهم من المستثمرين العراقيين.

وقال أبو محمد وهو أحد سكنة تلك البنايات لـ"راديو سوا" "السيارة راحت، البيت كله راح، ومن يعوضك، ومن يسأل عليك، إنا لله وإنا إليه راجعون، حسبي الله ونعم الوكيل".

وقال النعيمي "أقف الآن على أطلال محال وشقق وبنايات تضررت جراء انفجار أصابها اليوم،  وقد حمّلني أصحابها رسالة إلى الحكومة كي تنظر إليهم بعين عطوف لتعويضهم عن الأضرار المادية خاصة أصحاب الشقق السكنية فهم معدمون وفصل الشتاء قد طرق الأبواب".

وفي الموصل، أصيب ستة من عناصر القوات الأمنية بينهم مدنيان في انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلا عسكريا لدى مروره في حي التأميم شرق مدينة الموصل بحسب مصدر في الجيش.

وفي الموصل انفجرت عبوة ناسفة داخل حرم جامعة الموصل قرب كلية العلوم، فيما تمكنت فرقة مكافحة المتفجرات من تفكيك عبوة ثانية كانت قد زرعت بالقرب من مدخل كلية الهندسة دون وقوع خسائر بشرية.

وفي حادث آخر استهدفت عبوة رابعة صهريجا عسكريا لنقل الوقود زرعت على الطريق العام في منطقة الحي العربي شمال الموصل دون أن يسفر انفجارها عن خسائر.

وعلى خلفية هذه الحوادث، عمدت قوات الجيش إلى قطع الطريق وتمشيط المنطقة مما مكنها من العثور على عبوة أخرى زرعت قرب الأولى حيث تم تفكيكها.

وفي منطقة حي الصحة غربي الموصل ألقى مسلحون مجهولون قنبلة يدوية على مقر سرية الثالثة التابعة للفرقة الثالثة في الجيش لن تسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوات الأمنية بحسب ما أكد مصدر أمني.