بدأت ملامح أزمة سياسية جديدة في العراق تتشكل منذ مساء الخميس، بعد اعتقال أفراد من حماية وزير المالية وموظفين في مكتبه، فما هي الأسباب الخفية للأزمات السياسية المتلاحقة التي يشهدها العراق؟
يرى محللون سياسيون أن الأزمات المتكررة التي باتت سمة غالبة على المشهد السياسي العراقي لها جذور طائفية، وأجندات تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية من خلال تلك الأزمات.
فقد قال المحلل السياسي عبد الأمير المجر ف يتصريح لـ"راديو سوا" إن "الاشتغال السياسي على المناطقية" ومحاولة استفراد كل جهة سياسية بتمثيل طائفة دينية معينة وإعلانها ذلك صراحة ضدا على رغبة الشعب العراقي، يساهم في احتقان الأوضاع ويؤدي أحيانا إلى التوتر الطائفي أو العرقي الذي يحاول من ورائهيستغله بعض السياسيين لتحقيق مكاسب شخصية.
أما المحلل السياسي واثق الهاشمي، فأوضح أن الانتخابات القادمة تعدا سببا رئيسا في تفاقم الأزمات السياسية في البلاد، وأضاف أن المشهد السياسي العراقي مرتبك لأن الحكومة التي تقول إنها حكومة شراكة تعد "حكومة عداء" في واقع الحال وهناك خروقات أمنية كبيرة، بالإضافة إلى تدخلات دول الجوار في الشأن الداخلي العراقي وتنفيذ الكتل السياسية لأجندات خارجية ولهذا فإن "التصعيد القومي والطائفي والإثني هي الورقة الرابحة في الانتخابات المقبلة".
ولم يستبعد المحلل السياسي حميد فاضل وجود انعكاس للصراعات الإقليمية على الواقع السياسي العراقي، حيث قال لايمكن أن نعزل ما يجري في العراق عما يجري في المنطقة عموما لأن هناك تنافسا على قيادة منطقة الشرق الأوسط بين تركيا وإيران، و"ربما تمثل هذا التنافس هويات مذهبية".
وتعيد حادثة اعتقال أفراد من حماية وزير المالية إلى الأذهان حادثة مماثلة جرت في توقيت مقارب العام الماضي تقريبا، عندما اعتقلت قوات الأمن عددا من منتسبي مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، قبل أن يصدر القضاء أحكاما مختلفة بحقهم فضلا عن عدد من أحكام الإعدام بحق الهاشمي نفسه.
هذا مقطع فيديو لمظاهرة احتجاج خرجت اليوم في مدينة القائم بمحافظة الأنبار احتجاجا على اعتقال حراس وزير المالية: