جانب من مظاهرة الرمادي الجمعة 28 ديسمبر/كانون الأول 2012
جانب من مظاهرة شهدتها الرمادي في 28 ديسمبر/كانون الأول 2012

أعلن محافظ الأنبار قاسم محمد عبد أنه اتفق مع رئيس الوزراء نوري المالكي على إطلاق سراح السجينات ممن لم تثبت إدانتهن، فضلا عن إخلاء سبيل المعتقلات اللواتي ألقي القبض عليهن بجريرة ذويهن.

وأوضح عبد خلال لقائه وفد نقابة المحامين واتحاد الحقوقيين أن قرار عفو خاص سيصدر بحق السجينات المدانات، شريطة قبول أصحاب الحق الشخصي بالفصل العشائري، وأضاف أن "حقوق الناس الموجودين بالمحافظة التي هي جزء من قضية المعتقلات سيتكلف بها الشيوخ في محافظة الأنبار لإطفائها وتسليمها إلى المحامي المعني".

 وأشار محافظ الأنبار إلى أن المالكي وجه إلى رفع دعاوى قضائية على الموظفين الحكوميين الذين أساؤوا إلى السجينات، وتابع "أي شخص معتدي على سجينة من محافظة الأنبار تقيمون عليه دعوى إلى أن يحكم أو يعاقب ويدفع ثمن الجريمة التي ارتكبها بحق امرأة سجينة في سجن".

بدوره دعا رئيس نقابة المحامين في الأنبار صالح مطني أهالي المحافظة المعنيين إلى مراجعة النقابة لمتابعة هذا الشأن وقال لـ"راديو سوا" إنه "تم تشكيل خلية عمل ستكون متواجدة على مدار اليوم، لن نرتبط بمواعيد معينة، سنكون متواجدين وعلى ذوي المعتقلات اليوم الإسراع بمراجعة نقابة المحامين فرع الأنبار لتقديم  طلبات نقل المعتقلات  من بغداد إلى الأنبار".
 
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد صرح بأن بعض مطالب المتظاهرين في الأنبار مشروعة، وطالب خلال استقباله عددا من علماء الدين والوجهاء من المحافظة بأن يمارس المعتدلون دورا في عدم جر البلاد إلى ما وصفها بعواقب غير محمودة، كما وجّه إلى تشكيل لجنة تضم الوفد وقضاة آخرين لتحري أوضاع السجون والمعتقلات، وكشف مواطن الخلل.

بدوره وصف رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب الشيخ خالد الملا الاجتماع بأنه كان إيجابيا، وتحدث لـ"راديو سوا"عن اتفاق على إنهاء ملف المعتقلين، والإسراع في تنفيذ الإجراءات القضائية والإدارية المتعلقة بهم.

وأضاف "بعض الأشخاص مفرج عنهم لكن لم يطلق سراحهم إلى الآن، وستقدم  الأسماء التي قال القضاء كلمته فيهم وهم لا يزالون في السجون".

"الاتفاق لا يمثل المعتصمين"

بدوره قال عضو اللجنة المشرفة على الاعتصام في الأنبار مجحم الدحام، إن ورقة المطالب التي قدمت إلى وزير الدفاع والاتفاق الذي أعلن عنه بين محافظ الأنبار ورئيس الوزراء، لا يمثلان مطالب المعتصمين في الأنبار، مشيرا إلى أن المعتصمين فقط هم من يقررون مصيرهم على حد تعبيره.

وكشف الدحام لـ"راديو سوا" عن ورقة مطالب ستعلن عنها اللجنة المشرفة على الاعتصام في الأنبار الأحد، وأضاف "الذين سلموا هذه المطالب لا يمثلون إطلاقا أي أحد من المعتصمين، الذي يحدد المطالب هي ساحة الاعتصام وليس في مكاتب قائد الشرطة أو المحافظ أو قائد الشرطة أو قائد العمليات".

وتابع أن "الذين توجهوا إلى وزير الدفاع لا يمثلوننا بأي وجه، المعتصمون لديهم مطالب شرعية يكفلها الدستور والقانون، اليوم اجتمعت اللجنة المنظمة للاعتصام بكافة أطيافها من رجال دين وشيوخ عشائر وشباب، غدا تسلم المطالب إلى الجهة  التي أتت من بغداد إلينا".

وفي رد على سؤال حول اتهام بعض الأطراف للمعتصمين في الأنبار باستخدام لغة طائفية، قال الدحام "الطائفية من جابها علينا، إحنا مجتمع واحد، عشيرتي نصفها شيعي ونصفها سني، المسؤولين الذين أتوا إلينا هم الذين أتوا بالطائفية، يحورون الكلام وكذبون على أبناء الشعب".

آلاف يشاركون في مظاهرة "العزة والكرامة" يوم الجمعة 28 ديسمبر/كانون الأول 2012 في الرمادي
آلاف يشاركون في مظاهرة "العزة والكرامة" يوم الجمعة 28 ديسمبر/كانون الأول 2012 في الرمادي

قال الباحث والصحافي الأميركي مايكل روبن إن المظاهرات التي تشهدها الأنبار ومحافظات أخرى في العراق قد يكون سببها "خيبة أمل السنة" بعد خروج القوات الأميركية، وإدراكهم بأنهم لن يكونوا القوة العظمى في البلاد بعد الآن، على حد تعبيره.

وأوضح روبن في حوار مع "راديو سوا" أنه "بعد خروج القوات الأميركية، يشعر السنة بأنهم محرومون ومعزولون، ولذلك يشعرون بالمرارة.  سؤال آخر يطرح نفسه هنا هو ما هو التفكير الإيراني أثناء هذه الأزمة، وإذا ما كانوا يضغطون لإطلاق رصاصة الرحمة على السنة في العراق."

وأضاف أن ما يحدث في العراق الآن من موجة غضب قد يتطور إلى شيء أكبر، بسبب ما وصفه باللون الطائفي الذي تتسم به بعض الاحتجاجات.

وأردف قائلا أنه "لا شك في أن إجراءات رئيس الوزراء المالكي تسببت بتأجيج الصدع الطائفي، والسؤال حول قضية اعتقال عناصر حماية العيساوي ذو شقين، الأول: هل كان الدافع وراء الاعتقال طائفيا؟ أما الشق الثاني: هل كان الحراس المتهمون مذنبين؟  هما سؤالان مختلفان، ولكن في النهاية التصور قد يكون أهم من الواقع في هذه القضية".

وأشار روبن إلى أن الخلاف بين المالكي والعيساوي يرجع في تاريخه إلى عدة أعوام حسب قوله. وتابع "في الواقع كان هنالك توتر في العلاقات بين المالكي والعيساوي منذ الأيام التي كان العيساوي يشغل فيها منصب مدير مستشفى الفلوجة، في وقت كانت الفلوجة فيه مأوى للأعمال العسكرية المناهضة للحكومة، ولكن ما يقوله المالكي هو: الأمر ليس طائفيا فقد وقع على مذكرات الاعتقال 10 قضاة معظمهم من السنة العرب".

وأعرب روبن عن اعتقاده أن رئيس البرلمان أسامة النجيفي هو المستفيد الأكبر من المعارضين لسياسات المالكي، مشيرا إلى حجم دوره في التهدئة والتوصل إلى الحلول.

وأردف قائلا "الفائز الحقيقي في هذا الصراع بحسب تصوري، هو رئيس البرلمان أسامة النجيفي، الذي لا يشغل منصبا رفيعا وحسب، بل إنه ومع سقوط بعض رموز العراقية، يصبح هو الزعيم الافتراضي للحركة، وبسبب موقفه الهادئ حتى الآن، سيصبح الشخص الذي يتبادل الدبلوماسيون الحوار معه".