هاجم مئات المحتجين في الرمادي، الذين يواصلون منذ أسبوع قطع الطريق الدولي الذي يصل العاصمة بغداد بالأردن وسورية، نائب رئيس الوزراء السني صالح المطلك بالحجارة وأجبروه على الفرار.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أصيب شخصان على الأقل بجروح اثر فتح الشرطة النار في الهواء لتفريق الحشود.
والرمادي عاصمة محافظة الانبار، ومعظم سكانها من السنة، وقد شهدت المحافظة منذ الأحد الماضي تظاهرات احتجاج على رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
وقطع المتظاهرون الطريق الدولي، مطالبين بإلغاء قانون مكافحة الإرهاب وإطلاق سراح "الأبرياء من السجون".
وقالت الوكالة إن نائب رئيس الوزراء لشوؤن الخدمات صالح المطلك وصل إلى تجمع المتظاهرين صباحا وصعد إلى منصة الخطابات، لالقاء كلمة.
وأضافت أن المطلك بدأ كلامه بالسلام ثم قال "اسمعوني ياشباب"، فانطلقت صيحات من عدد من الحشد، "خائن".
وتابعت الوكالة أن المتظاهرين قاموا بقذف زجاجات المياه والحجارة والأحذية تجاه المنصة، وأجبروا المطلك على النزول منها وأحاطوا به، ما دفع حراسه إلى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم.
وأضافت أن الحشود أجبرت المطلك على التوجه إلى جهة عكس الجهة التي تقف فيها سيارات موكبه مشيرة إلى أن المتظاهرين هرولوا خلف المطلك لمسافة كليومتر قبل أن تصل قوة من الشرطة الاتحادية التي قامت بدورها باطلاق النار بالهواء وانقاذ المطلك.
وانتزع المحتجون ربطة عنق المطلك الذي تعرض للكمة على فمه، واصيب بنزيف، كما قالت الوكالة.
ونسبت الوكالة إلى متحدث باسم المطلك في بغداد القول إنه سليم وهو في طريق عودته إلى بغداد.
ويتزعم المطلك الذي تعود أصوله إلى الأنبار، جبهة الحوار الوطني وهي جزء من ائتلاف العراقية الذي يتزعمه إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق.
وكانت الاحتجاجات في الرمادي قد بدأت اثر اعتقال قوة خاصة 150 عنصرا من حمايات وزير المالية رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية، قبل ان تفرج عنهم وتبقي على تسعة فقط.
وعلى اثر الحادث اتهمت القائمة العراقية المالكي باستهداف السنة، فيما وصف العيساوي القوة الحكومية التي دهمت مقر الوزارة بأنها "قوة مليشياوية".
آنو جوهر يتحدث لـ"الحرة" عن مخاوف ومعاناة المسيحيين في العراق
الحرة - واشنطن
16 يناير 2025
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
عبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال، لويس روفائيل ساكو، عن مخاوف لدى المسيحيين بسبب عودة خطاب الكراهية، وهيمنة الميليشيات على بلدات سهل نينوى، في شمالي العراق.
وقال ساكو خلال استقباله في بغداد الثلاثاء، وفدا من الخارجية الأميركية برئاسة فكتوريا تايلور (نائبة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط) إن المسيحيين يفضلون سلطة الدولة التي يثقون بها، وليس بغيرها.
كما ذكر ساكو أهمية حصر التصويت "للكوتا" في الانتخابات النيابية بين المسيحيين، و"إلا لا معنى لها" حسب تعبيره.
آآنو جوهر عبد المسيح، السكرتير العام للتحالف المسيحي ووزير النقل والاتصالات في حكومة إقليم كردستان قال إن لدى المسيحيين "غصات عدة" وتعرضوا إلى "مذابح" في العراق.
ويضيف جوهر في حديث لقناة "الحرة" أن هذه "المذابح" أجبرت نحو مليون ونصف المليون مسيحي، وخلال أقل من 15 سنة، على الهرب والهجرة إلى خارج العراق.
وأضاف أنه هناك الكثير من القرارات المجحفة بحق المسيحيين مثل "قانون الأحوال الشخصية، وقانون البلديات، ومنع أنتاج وتصدير واستيراد المنتجات الكحولية" مشيرا إلى أن هذه القوانين حولت العراق إلى "لون واحد وقومية واحدة وطيف واحد".
السكرتير العام للتحالف المسيحي أوضح أيضا أن التعايش السلمي والتنوع تتحمل مسؤوليته "الأغلبية"، مشيرا إلى أن رسالة ساكو "مسيحية ولكنها إنسانية ووطنية جامعة وجهها إلى جميع العراقيين سيما القيادات الدينية والسياسية والاجتماعية".
آآنو جوهر عبد المسيح دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أن يكون "أكثر جراءة وشجاعة وأن يقف بالمرصاد" بوجه بعض القوى التي قال إنها "اختطفت التمثيل المسيحي" في السلطتين التنفيذية والتشريعية في بغداد.
ودعا إلى أن يكون هذا التمثيل عادلا من خلال إجراء انتخابات نيابية "حقيقية تمنح المسيحيين تمثيلا حقيقيا" بناءا على نظام "كوتا يكون محصورا بالمسيحيين" دون تدخل من قبل جهات ذات اجندات لا تمت بالمسيحيين بأي صلة، وفق قوله.
الكاردينال لويس روفائيل ساكو أضاف خلال لقاءه الوفد الأميركي، أن الحكومة العراقية بمقدورها ان تلعب دورا في حركة المنطقة المتغيرة والمتسارعة بحنكة، والحصول على الدعم الإقليمي والدولي الواسع، خصوصا ان الحكومة الحالية نجحت في تجنب جرها للصراع الدائر في المنطقة.
وأكد ساكو أن الشعب العراقي يتطلع الى ان يرتقي الى مستوى الدولة الحقيقية، التي تبسط سلطتها على أراضيها، وتحصر السلاح بيدها، وتضرب الفساد من أجل توفير الخدمات، دولة ذات سيادة كاملة، وبهوية وطنية شاملة، حسب تعبيره.
وعلى مدى أشهر، اشتد الخلاف بين ساكو وريان الكلداني، الخاضع لعقوبات أميركية منذ 2019 الذي يتزعم حركة "بابيلون" المسيحية البرلمانية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران باتت جزءا من القوات الرسمية.
وفي يوليو الماضي، اتخذت الأحداث منحى تصاعديا مع سحب رئيس الجمهورية مرسوما يحمل الرقم 147 لعام 2013 يمنح وظائف الكاردينال كرئيس للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا.
وكان ساكو غادر مقره في بغداد إلى أربيل في يوليو الماضي، وقال حينها إن الكنيسة مستهدفة وتواجه أنواعا مختلفة من "الإهانة والعنف" قبل أن يعود للعاصمة، خلال الأسبوع الماضي، بدعوة من السوداني. وقال ساكو حينها إن المرسوم يتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة.
وتُعتبر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية أكبر الطوائف المسيحية في العراق، حيث يُقدّر أن الكلدان يشكلون حوالي 80٪ من المسيحيين في البلاد.