عودة النازحين إلى منازلهم في الرمادي
عودة النازحين إلى منازلهم في الرمادي

قتل عشرات المدنيين العراقيين العائدين إلى مناطقهم في مدينة الرمادي، جراء انفجار عبوات ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في تلك المناطق.

تحذيرات أطلقتها جهات عراقية عديدة، من أن الجزء الأكبر من المدينة لا يزال غير آمن، لم تثن الأسر النازحة عن العودة إلى ديارها بعد تحريرها من قبضة التنظيم.

وعاد عشرات الآلاف من النازحين إلى الرمادي عاصمة محافظة الأنبار خلال الشهرين الأخيرين معظمهم من مخيمات شرقي المدينة، فروا إليها قبل أن يتقدم الجيش ويطرد مسلحي داعش أواخر العام الماضي.

وعرقل نقص الخبراء المدربين على إبطال مفعول العبوات الناسفة جهود استعادة الأمن، لكنه لم يحل دون استجابة السكان لدعوات بالعودة أطلقها رجال دين محليون ومسؤولون حكوميون.

ورفض مكتب محافظ الأنبار الذي أشرف على الجانب الأكبر من جهود استعادة الرمادي طلبات بالحصول على تعقيب.

في المقابل، قالت الأمم المتحدة إنها علمت من السلطات أن 49 شخصا قتلوا وأصيب 79 آخرون في الرمادي منذ بداية شباط/فبراير الماضي.

وأضافت الأمم المتحدة أن هذه الأرقام "من شبه المؤكد أنها تقديرات أقل من الحقيقة".

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي، إن الأمم المتحدة "تشعر بقلق بالغ" حيال سلامة الأسر العائدة وانتشار عبوات ناسفة وألغام لم تنفجر على نطاق واسع في الكثير من الأحياء.

وأضافت غراندي بأن "التصرف المسؤول هو تطهير هذه المناطق بأسرع وقت ممكن باستخدام أحدث الطرق وأكثرها حرفية. وإذا لم يحدث ذلك، ستكون هناك مخاطر جمة".

وإلى جانب زرع القنابل في شوارع الرمادي زرع مقاتلو داعش أيضا المتفجرات داخل المساكن أو ربطوها بلوحة مفاتيح الكهرباء بحيث تنفجر مع محاولة السكان إعادة الكهرباء لمنازلهم.

المصدر: رويترز 

عناصر من داعش تدمر القطع الأثرية في متحف الموصل (أرشيف)
مسلحون من داعش يدمرون قطعا أثرية في متحف الموصل-أرشيف

مؤشرات تراجع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لم تتوقف عن الظهور منذ الأشهر الماضية، وأحدثها خسارته لمدينة تدمر الأثرية في سورية وقبلها الرمادي في العراق.

مؤشر إضافي آخر لتراجع التنظيم المتشدد، كشف عنه نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين حين أكد أن مقاتلي داعش انخفض عددهم إلى أدنى مستوى منذ سنة 2014.

وأكد المسؤول الأميركي في جلسة لمجلس الشيوخ "في واقع الأمر، تقييمنا أن عدد عناصر داعش هو الأدنى منذ أن بدأنا مراقبة قوة التنظيم البشرية في 2014".

​​

​​

ولم يقدم بلينكين رقما محددا، لكن حديثه عن تراجع أعداد المقاتلين يبرهن على أن التنظيم لا يعاني فقط من الناحية المادية.

غرامات مضاعفة وتقلص السيطرة

ويقدر آخر تقرير أصدرته مجموعة "صوفان" الأميركية أعداد مقاتلي داعش الأجانب بـ 31 ألف مقاتل من 86 بلدا حول العالم، لكن صدور التقرير تزامن مع هزائم تكبدها مسلحوه في الميدانين السوري والعراقي، وشهادات من داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تؤكد أنه بات يتخبط في مشاكل مالية.

وكشف ​تقرير​ لوكالة اسوشيتد برس صدر منتصف شباط/فبراير الماضي أن التنظيم اضطر إلى خفض تعويضات مقاتليه كافة بنسبة 50 في المائة، قبل أن يحرمهم من الإكراميات التي كانوا يتمتعون بها في السابق.

وفضح التقرير ممارسات يقوم بها داعش للتغلب على الضائقة المالية التي تحاصره، مثل إجبار السكان على دفع "ضرائب" أكثر، وتغريمهم عند اقتراف حوادث بسيطة عكس ما كان عليه الوضع في السابق.

وتؤكد شهادات من داخل مدينة الموصل العراقية، أن مقاتلي داعش أصبحوا يجبرون السكان على دفع غرامات جديدة وضاعفوا غرامات كانت مفروضة قبل أشهر.

وأجبرت "الأزمة المالية" داعش على قبول إطلاق سراح من يحتجزهم مقابل 500 دولار، حسب شهادات من الفلوجة.

​​

​​

وعلى الأرض، فقد داعش 40 في المائة من المساحة التي كان يسيطر عليها في العراق، و 10 في المائة من المساحة التي كان يسيطر عليها في سورية.

ويرجع خبراء أمنيون، تحدثوا لموقع قناة "الحرة"، أسباب تراجع داعش إلى عدة عوامل منها القصف المكثف لطيران التحالف الدولي، ومقتل قادة بارزين، فضلا عن التراجع المسجل في أسعار النفط الذي كان التنظيم يهربه إلى السوق السوداء.

​​

​​

المصدر: وكالات / موقع قناة الحرة