تعكف المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق على توثيق الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية داعش بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرته، رغم الصعوبات المتعلقة بالوصول إلى المعلومة.
وقالت المفوضية إنها تعتمد بشكل كبير في الوقت الراهن على إفادات نازحين تعرضوا إلى انتهاكات على أيدي عناصر داعش قبل أن يتمكنوا من الفرار من القرى والمدن التي لا تزال ترزح تحت قبضة التنظيم.
وأوضح عضو المفوضية مسرور أسود أن المنظمة وثقت الكثير من الانتهاكات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، وتسعى إلى عرض نتائج تحقيقاتها على المجتمع الدولي، ولا سيما بشأن قصف داعش لناحية تازة جنوبي كركوك بالغازات السامة.
ودعا مدير مكتب المفوضيةفي كركوك دعا مجيب عبد الله كريم الحكومة العراقية إلى دعم المفوضية في عمليات البحث والتحري ورصد الانتهاكات.
مزيد من التفاصيل في تقرير مراسل "راديو سوا" في كركوك أحمد الحيالي:
لاقت الفتوى التي أطلقتها المرجعية الدينية في العراق للجهاد ومحاربة تنظيم داعش، استجابة سريعة من قبل جميع شرائح المجتمع وفي مختلف المناطق بعد أن اقتصرت سابقا على المحافظات الجنوبية.
واستقبلت مراكز التطوع آلاف المواطنين من مختلف الأعمار، لتتبلور الفكرة لاحقا في إنشاء مؤسسة معنية بمتابعة أمور هؤلاء المقاتلين، أطلق عليها "هيئة الحشد الشعبي" لتنضم بعد ذلك إلى المؤسسة الأمنية الرسمية.
ورغم أن الجميع يتفق على أهمية الدور المهم الذي تلعبه قوات الحشد الشعبي في تنفيذ عمليات تحرير المدن وتطهيرها من مسلحي داعش، يشير البعض إلى أن تلك المعارك شهدت مشاركة العديد من القاصرين الذين التحقوا مع آبائهم وأقاربهم لمحاربة الإرهاب، وأسفرت عن مقتل وجرح العديد منهم.
الناشطة المدنية سرود أحمد دعت الجهات ذات العلاقة إلى منع القاصرين من التطوع والالتحاق بالقطعات المرتبطة بهيئة الحشد الشعبي، وأوضحت في حديث لراديو "سوا" أنها وثقت خلال زياراتها الميدانية لعدد من المستشفيات في كركوك مقتل وإصابة العديد من المقاتلين الذين لم يبلغوا السن القانونية.
وأوضحت سرود أحمد أن موافقة هيئة الحشد الشعبي على زج الأحداث في العمليات العسكرية يعد خرقا للاتفاقيات الدولية التي وقع عليها العراق، ودعت الحكومة وقيادات الحشد الشعبي إلى منع المتطوعين ممن لم يبلغوا السن القانونية من الالتحاق بساحات المعارك.
المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري، قال بدوره إن هيئة الحشد الشعبي ترفض اقحام القاصرين في العمليات العسكرية، مؤكدا في حديث لـ "راديو سوا" إقدام بعض المتطوعين على تزوير أعمارهم للانخراط بصفوف المقاتلين في الخطوط الأمامية.
وقال علي البياتي أحد مواطني ناحية تازة جنوب محافظة كركوك، إن بعض القاصرين من التركمان اندفعوا للقتال بعد مقتل العديد من أقربائهم في الهجمات التي نفذها تنظيم داعش، وأضاف لـ"راديو سوا" أن الثأر والشعور بالمسؤولية يقفان وراء أصرار العديد منهم على التطوع والقتال.
في غضون ذلك، ذكر القيادي في الحشد الشعبي المتحدث باسم "تيار رساليون" محمد البصري أن القيادات الميدانية حريصة على عدم خرق القوانين المعنية بحماية الأطفال، وتفرض إجراءات مشددة لمنع القاصرين من الالتحاق بساحات القتال.
مزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة "راديو سوا" في العراق رشا الأمين: