كشف عراقيون فارون من مدينة الفلوجة الخميس، عن تفشي الموت بسبب الجوع داخل المدينة التي يسيطر عليها داعش، وتحاصرها القوات الحكومية في محاولة لاستعادتها، وفقا للمجلس النرويجي للاجئين.
امرأة فرت من الفلوجة قالت إن أسرتها اقتاتت على التمر المجفف، وكانت تشرب من نهر الفرات قبل الهرب من الفلوجة.
وقالت المنسقة الإعلامية للمجلس بيكي بكر عبد الله في تقرير أرسل بالبريد الإلكتروني: "إذا بقوا في الفلوجة، سيواجهون احتمال الموت جوعا وإذا حاولوا الهرب يجازفون بحياتهم."
وأوضح المجلس النرويجي الذي يساعد اللاجئين في مخيم قريب من الفلوجة، أن القتال جعل من الصعب تقييم الحجم الكامل "للوضع الأليم في المدينة".
ويؤكد المجلس أن نحو 50 ألفا محاصرون في مدينة تفتقر حاليا لمياه الشرب والكهرباء والوقود، وتمكنت نحو 40 أسرة من الفرار في الساعات الـ36 الماضية، وقال أفراد إحداها إنهم اختبأوا في أنبوب صرف صحي.
وتشعر منظمات الإغاثة بالقلق تجاه معاناة المدنيين، ودعت الأمم المتحدة المقاتلين لأن يكفلوا المرور الآمن للسكان الذين يحاولون الهرب من القتال.
وقال مصدر في المستشفى الرئيسي في الفلوجة عبر الإنترنت، إن عدد القتلى منذ بدء العملية العسكرية الاثنين وصل إلى 47 شخصا، 30 منهم من المدنيين و17 من المتشددين.
وبدأ الجيش العراقي حملة الاثنين لإخراج داعش من الفلوجة، التي تقع على مسافة 50 كيلومترا غربي بغداد.
وذكر بيان عسكري أن الجيش لم يصل بعد للمدينة، وأنه يقاتل المتشددين في القرى المحيطة بها، وأضاف البيان أن الجيش حقق تقدما على بعض الجبهات بدعم من مسلحين شيعة وسنة.
العبادي في الكرمة
وفي قضاء الكرمة قريبا من الفلوجة، هنأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العراقيين وقوات الأمن والجيش بمناسبة تحرير القضاء من قبضة داعش، ونشرت على توتير صورة له برفقة عدد من الضباط الميدانيين في الكرمة.
تحديث: 21:20 تغ
ناشدت الحكومة العراقية القائمين على تنظيم احتجاجات أسبوعية في العاصمة بغداد، إلغاء مظاهرات مقررة الجمعة لانشغال قوات الأمن بالعمليات العسكرية الرامية لاستعادة مدينة الفلوجة الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش منذ كانون الثاني/يناير 2014.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الثانية إلى مقر عمليات استعادة الفلوجة برفقة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، "أدعو شبابنا إلى تأجيل تظاهراتهم لحين استعادة الفلوجة لأن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير"، التي يشارك فيها عشرات الآلاف من قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي والعشائري.
ويتظاهر آلاف الأشخاص، غالبيتهم من مؤيدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كل يوم جمعة للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية وتغيير وزاري. واقتحم المتظاهرون الأسبوع الماضي المنطقة الخضراء التي تضم المباني الحكومية المهمة للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع.
وأضاف العبادي أن أطرافا سعت إلى عرقلة انطلاق عملية الفلوجة، لكنها فشلت، محذرا من محاولات بعض وسائل الإعلام دس "السم في العسل" عبر إثارة مشاعر التفرقة والطائفية.
زحف نحو الفلوجة
ويأتي هذا فيما أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أن القوات العراقية تتقدم نحو الفلوجة من محور الجنوب بإسناد من التحالف الدولي. وأفادت وزارة الدفاع العراقية من جانبها بأن المرحلة الأولى من معركة تطهير الفلوجة ستنتهي الخميس.
وأعلن قائد سلاح طيران الجيش حامد المالكي، مقتل ما يسمى نائب والي الفلوجة و32 من قياديي داعش في ضربة جوية دقيقة استهدفت اجتماعا لهم في مطعم الحاج حسين وسط المدينة.
وتوقع رئيس أركان الجيش الفريق الركن عثمان الغانمي أن تنتهي عملية تطويق الفلوجة بالكامل في نهاية هذا الأسبوع، على أن تبدأ عملية اقتحام المدينة الأسبوع المقبل، مرجحا "القضاء على العدو في 48 ساعة".
العلم العراقي يرفرف في الكرمة
ورفعت وحدات الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات بغداد والحشد الشعبي العلم العراقي فوق مباني مدينة الكرمة شرق الفلوجة، بعد استعادتها بالكامل الخميس.
مزيد من التفاصيل في تقرير مراسل "راديو سوا" في بغداد إسماعيل رمضان:
وفي سياق متصل، أعلن رئيس المجلس المحلي في قضاء الخالدية علي داوود استعادة منطقتي البو راشد والنعيمية ضمن محور جزيرة الخالدية شمال غرب الفلوجة.
وأضاف في اتصال مع "راديو سوا" أن قوات الأمن تواصل تقدمها لاستعادة الخالدية باتجاه منطقة الصقلاوية قرب الفلوجة.
دور للتحالف الدولي
وجددت الولايات المتحدة التزامها بدعم القوات العراقية لمحاربة داعش واستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي العقيد ستيف وارن في إيجازه الصحافي الخميس إن قوات التحالف تساهم في عملية الفلوجة، وإنها ضربت 30 موقعا لداعش داخل المدينة منذ الأحد الماضي.
وأضاف وارن أن القوات العراقية حققت تقدما ملحوظا أمام عناصر داعش الذين قال إنهم أبدوا مقاومة ضعيفة.
ظروف إنسانية صعبة
على الصعيد الإنساني، قالت منسقة بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراند الخميس إن المدنيين في الفلوجة يعيشون ظروفا معيشية "رهيبة"، مؤكدة أن 800 فقط تمكنوا من الفرار منذ انطلاق العمليات العسكرية ضد داعش في المنطقة.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري قد صرح في مقابلة مع قناة "الحرة"، بأن القوات العراقية فرضت طوقا أمنيا على الفلوجة وفتحت ممرات آمنة ساعدت على خروج عشرات العائلات منها.
لكن غراند أشارت إلى أن البعثة تتلقى تقاريرا "مؤلمة" عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة والراغبين في الفرار إلى بر الأمان، لكنهم عاجزون عن ذلك.
وقد شدد العبادي على أن القوات العراقية حريصة على حماية المدنيين في الفلوجة وأن هدفها الرئيس هو "تحرير المواطنين" من إرهاب داعش.
وتوقع وزير الدفاع خالد العبيدي من جانبه أن تصاحب مرحلة اقتحام المدينة موجة نزوح كبيرة للمدنيين، مشيرا إلى أن الحكومة والسلطات المحلية هيأت المخيمات والاحتياجات اللازمة لاستقبال نحو 30 ألف نازح.
المصدر: راديو سوا/ وكالات