قوات عراقية قرب الفلوجة
قوات عراقية قرب الفلوجة

قال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الثلاثاء إن قوات الأمن تتقدم باتجاه وسط الفلوجة من المحور الجنوبي، متوقعا تحرير المدينة خلال أيام.

وأضاف الساعدي أن القوات الأمنية تتقدم ببطء وحذر خشية تعرض المدنيين للأذى، ولأن تنظيم الدولة الإسلامية داعش زرع أعدادا كبيرة من القنابل والمتفجرات.

وأكد قائد قوات حشد الكرمة العقيد جمعة الجميلي، بدوره، أن القوات تعمل حاليا على تنظيم صفوفها تمهيدا لاقتحام المدينة.

ولفت في حديث لـ"راديو سوا" إلى أن المعارك تدور حاليا على مشارف منطقتي الشهداء والمعارض جنوب الفلوجة:

​​

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن القوات المشتركة سيطرت على عدة مناطق محيطة بمدينة الفلوجة منذ بدء عملية استرجاعها في 22 أيار/مايو الماضي.

وأشار إلى أن الطيران العراقي وطيران التحالف يواصلان القيام بغارات في هذه المعركة.

قلق على الأطفال

في غضون ذلك، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن قلقها إزاء وضع الأطفال المحاصرين داخل الفلوجة.

وأشار المتحدث باسم مكتب المنظمة في بغداد بيتر هوكنز إلى أطفال قتلوا خلال محاولة عائلاتهم الفرار من المدينة، مؤكدا أنه عاين بعض الأطفال الذين بدت على أجسادهم آثار إصابات من شظايا القنابل.

وقال "كانت واحدة عليها آثار شظايا وأخوها الأصغر كان مصابا في كاحليه. كانا من المحظوظين. هناك آخرون ربما كانوا أقل حظا ولم يتمكنوا من الخروج من المدينة".

دعم أميركي للعبادي

في سياق متصل، قال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تدعم جهود رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لحماية المدنيين الفارين من الفلوجة.

التفاصيل عن هذا الموضوع في سياق تقرير مراسل "راديو سوا" في واشنطن سمير نادر:

​​

المصدر: "راديو سوا"

نازحون عراقيون فروا من منطقة خاضعة لداعش قرب الفلوجة يصلون إلى جويبة لثامن من فبراير 2016، أرشيف
نازحون عراقيون فروا من منطقة خاضعة لداعش قرب الفلوجة يصلون إلى جويبة لثامن من فبراير 2016، أرشيف

أفاد نازحون فروا من مدينة الفلوجة بأن عناصر داعش استخدموا الطعام لتجنيد مقاتلين من الأهالي الذين يتضور أغلبهم جوعا.

وبحسب ما أفادت به هناء مهدي فياض (23 عاما) وهي ناجية من الفلوجة، كان مقاتلو التنظيم يترددون على الأسر بانتظام، وكلما تأكدوا من نفاد الطعام لديها ساوموها لتجنيد أبنائها.

وأضافت بأن التنظيم الذي كان قد فرض حراسة مشددة على مخازن الغذاء في المدينة المحاصرة منذ كانون الثاني/ يناير 2014، ساوم جارها على "جوال من الطحين" مقابل انضمام ابنه إليهم لكنه رفض، وفر هو وعائلته من المدينة.

نزحت هناء من السجر مع مجموعة من 15 نازحا من أهلها وجيرانها، في رابع أيام هجوم القوات العراقية، بعدما نفد الطعام واقترب القصف من بيتها، لتصل هي ومن معها إلى بلدة الكرمة عبر أراض زراعية رافعين أعلاما بيضاء.

يذكر أن أغلبية النازحين الواصلين إلى المستشفى في الكرمة وعددهم 1500، معظمهم من النساء والأطفال، لأن الجيش يفصلهم عن الرجال عند وصولهم للتأكد من عدم وجود مندسين من داعش بينهم. وما زالت هناء تنتظر سماع أنباء عن شقيقيها اللذين يخضعان للتحقيق. 

دروع بشرية

وعند سؤال أزهار نزار هادي وهي نازحة أخرى، عما كان مقاتلو التنظيم يقولونه للمدنيين، سارع طفلها البالغ من العمر ست سنوات للإجابة بتلاوة آية من القرآن "اصبروا إن الله مع الصابرين".

وعضدت أزهار وهي في الـ45 من عمرها، إفادة هناء عن الأوضاع في الفلوجة، إذ حتى التمر الجاف "باهظ الثمن (...) الحياة كانت صعبة.. صعبة جدا.. خاصة وأننا لم نعد نتسلم الرواتب والمعاشات".

وأضافت بأن مقاتلي التنظيم طلبوا من أسرتها النزوح من السجر إلى مركز الفلوجة  لاستخدامهم دروعا بشرية.

لكن "حدث إطلاق نار وقذائف مورتر واشتباكات.. ظللنا مختبئين إلى أن أتت القوات" الأمنية، ورافقتهم إلى مركز النازحين، فيما تمكن مقاتلو التنظيم من أخذ مئات الأشخاص مع ماشيتهم باتجاه الفلوجة، حسب قولها.

المصدر: وكالات