أهم مواقع تركز العلميات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش
أهم مواقع تركز العلميات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش

بدأت العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل أهم معاقل تنظيم الدولة الإسلامية داعش  في العراق، بقصف مدفعي مكثف لأهداف في المدينة.

وانطلقت العمليات وفق خطة عسكرية وزعت من خلالها الأدوار بدقة على القوات المشاركة، وفق ما أفاد به الخبير العراقي في الشؤون الاستراتيجية والأمنية هشام الهاشمي لموقع "الحرة".

وتحدث الهاشمي عن أبرز محاور الخطة والوضع الميداني في الساعات الأولى لانطلاق العملية.

الأهداف والأدوار

حددت الأهداف للعملية العسكرية في الموصل استنادا إلى معلومات جمعتها الاستخبارات العراقية الاتحادية واستخبارات البيشمركة والتحالف الدولي، من أهالي الموصل، حسب الهاشمي.

ووزعت الأدوار على القوات المشتركة التي يقدر عددها ما بين 60 ألف إلى 65 ألف مقاتل.

وبدأ قصف مكثف من مدفعيات القوات العراقية والبيشمركة والشرطة الاتحادية، بمشاركة المدفعية الفرنسية من جهة مخمور والمدفعية الأميركية من جهة القيارة.

وحسب الهاشمي فإن التركيز في المراحل الأولى من العملية العسكرية سيكون على منطقة سهل نينوى وتلكيف وبعشيقة.

أهم مواقع تركز العلميات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش

​​

وأكد الهاشمي أن جدار الصد الأول في بعشيقة والذي بناه داعش قد انهار، وبدأت القوات العراقية بالتقدم بعد أن أزالت السواتر الترابية "وربما ستعلن بعشيقة محررة بالكامل" قريبا.

مشاركة الحشد الشعبي

وأوكلت للحشد الشعبي مهمتان أساسيتان، الأولى حسب الهاشمي لوجستية لتأمين طرق الإمدادات من شمال صلاح الدين وصولا إلى قاعدة القيارة.

والمهمة الثانية تتعلق بالمشاركة مع الشرطة الاتحادية في تطويق عزل مناطق الشورى وحمام العليل وتأمين طريق القيارة- حمام العليل.

التواصل مع المدنيين في الموصل

تتواصل القوات العراقية مع أهالي الموصل عبر ثلاث إذاعات تصل إلى كل أحياء ومناطق الموصل، واحدة تتبع شبكة الإعلام العراقي وواحدة تتبع الحكومة المحلية في نينوى، وإذاعة أخرى تتبع قناة الرشيد الفضائية.

وتقدم شبكة "كورك" للاتصالات حزم إنترنت مجانية لكل من لديه جهاز فيه تطبيقات ذكية من أهالي الموصل ليستطيع أن يدخل إلى فيس بوك وتويتر، وفق ما أفاد به الهاشمي لموقع "الحرة".

خطة داعش

وقسم داعش الموصل حسب طبيعتها الجغرافية إلى 65 حيا، وبين الهاشمي أن كتائبه الخاصة في ثلاثة أحياء مهمة من الساحل الأيسر من الموصل، وفي خمسة أحياء من الساحل الأيمن، ثم نشر وحداته التكتيكية من القناصين والانتحاريين على أطراف هذه الأحياء.

وتوقع الهاشمي أن لا يرغب داعش في القتال في كل أحياء المدينة، وإنما في الأحياء الثمانية المهمة بالنسبة له فقط.

وأكد الهاشمي لموقع "الحرة" أن القوات المشاركة في العملية العسكرية ستستخدم نموذج الفلوجة مع الساحل الأيسر، ونموذج الرمادي والفلوجة في الساحل الأيمن.

التحركات التركية

وسارعت القوات العراقية بالتعاون مع البيشمركة إلى دخول  بعشيقة لقطع الطريق على أي تدخل عسكري تركي في العمليات العسكرية لتحرير الموصل، وفق ما أفاد به الهاشمي.

وعزلت القوات المشتركة معسكر "الزلكان" الذي تتواجد فيه القوات التركية، وأصبح حسب الهاشمي " خلف ظهورهم كي لا يكون له قدرة على المشاركة في العمليات".

ويشير الهاشمي إلى أن عدد القوات التركية في المعسكر قليل، ولا يمكنها من الدخول في أي احتكاك مع القوات العراقية والبيشمركة، متوقعا أن تلتزم القوات التركية التواجد داخل المعسكر فقط.

وستلجأ القوات التركية " لخطة بديلة عبر تزويد حشد نينوى الوطني بالسلاح، وربما يغطون بعض عملياته بسلاح الجو".

وأعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي فجر الاثنين انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش.

وقال العبادي في كلمة عبر فضائية العراقية الرسمية إن دخول الموصل لتحريرها من تنظيم داعش سيقتصر على الجيش والشرطة.

 

المصدر: موقع الحرة

 

 

 

مقاتلون من المعارضة في ريف حمص.
مقاتلون من المعارضة في ريف حمص. Reuters

يكتنف الغموض حول مشاركة المليشيات العراقية الموالية لإيران في الحرب السورية، التي عادت لدائرة الضوء مجددا منذ بدء فصائل المعارضة هجوما واسعا ضد نظام بشار الأسد والمليشيات الإيرانية وسيطرتها على مدينتي حلب وحماة واستمرار زحفها باتجاه العاصمة دمشق.

ويؤكد الموقف الرسمي العراقي على عدم السعي للتدخل العسكري بسوريا، وجدد الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، الجمعة، تأكيده على ذلك الموقف، مضيفا في بيان أن "العراق يعمل بقوة على إيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة".

لكن موقف هيئة الحشد الشعبي وكذلك المليشيات العراقية غير واضح حتى الآن، رغم أنها أكدت عدم المشاركة في الحرب السورية الا بموافقة رسمية من الحكومة.

ويتزامن غموض موقف المليشيات العراقية من المشاركة في الحرب مع دعوة زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) مقتدى الصدر، الخميس الماضي، الحكومة والفصائل العراقية المسلّحة إلى "عدم التدخل" فيما يحصل بسوريا.

وشدّد الصدر في منشور على منصة "إكس" على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم فيما سبق"، داعيا "الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي."

ويوضح المحلل السياسي المقرب من التيار الوطني الشيعي،عصام حسين، لـ"الحرة"، "يرى مقتدى الصدر أن الأحداث في سوريا صراع دولي، بمجرد أن يتدخل العراق سينتقل هذا الصراع الدولي إلى العراق الذي يشهد أمانا."

ويشير حسين الى أن الفصائل العراقية التي كانت في منطقة البوكمال السورية الحدودية مع العراق انسحبت، الجمعة، مستبعدا مشاركة الفصائل العراقية في الحرب السورية هذه المرة لامتلاكها مصالح سياسية واقتصادية وارتباطات دولية.

وعلى نقيض الصدر أعلنت مليشيا "أبو الفضل العباس" بزعامة أوس الخفاجي، الخميس، عن إعادة تشكيل قواتها، وأنها ستتجه بعد استكمال العدد والعدة إلى دمشق وستتمركز بجوار مرقدي "السيدة زينب" و"السيدة رقية" دون المشاركة في أي عمليات عسكرية خارج محيط المرقدين التزاما بقرارات الحكومة العراقية والمرجعية الشيعية.

ويبدو أن المليشيات العراقية تسعى لتقاسم الأدوار في المرحلة الحالية تجاه الأحداث في سوريا، حيث تعلن قسم منها أنها ستدخل الأراضي السورية لممارسة دورها في حماية دمشق من السقوط بيد فصائل المعارضة، التي يعتبرها العراق"جماعات إرهابية"، بينما تشير مليشيات أخرى الى أنها تتطلع إلى حل سياسي وأنها ملتزمة بالموقف الحكومي الرسمي.

ويرى الخبير السياسي إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، أن تقاسم الأدوار قد يكون في المرحلة الأولى، على اعتبار أن الحكومة العراقية أو حتى الفصائل بحاجة إلى مسار دبلوماسي ومسار آخر عسكري.

ويبين الشمري لـ"الحرة"، "لكن إذا كان هناك تهديد بسقوط الحكومة السورية أو حتى بشار الأسد، أتصور ان الفصائل قد تنخرط بشكل كامل ومن ثم ينتهي الحد الفاصل في المناورة وتبادل الأدوار"، مشيرا الى أنه ورغم إعلان الفصائل الاستعداد للانخراط في الحرب السورية، إلا أنها في نفس الوقت متمركزة في بعض النقاط داخل سوريا.

وتحتضن سوريا نحو 20 فصيلا من المليشيات العراقية منذ عام 2012، وكانت تتمركز جزء كبير من هذه المليشيات حتى نوفمبر الماضي في حلب وحماة قبل انسحابها مع المليشيات الإيرانية الأخرى وجيش النظام السوري من هاتين المدينتين، اللتين سيطرت عليها الفصائل المعارضة السورية إلى جانب بلدات أخرى ضمن عملياتها الواسعة ضد الجيش السوري والمليشيات المتحالفة معها.

ويشير الشمري الى أن إيران تطرح فكرة إرسال مستشارين إلى سوريا، معربا عن اعتقاده بأن هذه الفكرة "قد تدفع جميع الفصائل إلى الاشتراك إذا ما كان هناك قرار بهذا المستوى، لكن مع ذلك لا يزال الرأي المطروح بأن الذهاب إلى سوريا مع انسحاب كامل للجيش السوري من بعض المحافظات والمدن قد يكون ذا كلف وأثمان باهظة جدا."

وتظهر تصريحات قادة المليشيات العراقية حتى المنخرطة منها في العملية السياسية، أنها ستدخل الى الأراضي السوريا فيما إذا اشتد حصار المعارضة على نظام الأسد.

وأكد هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر أقدم المليشيات العراقية الموالية لإيران، السبت، خلال مشاركته في مهرجان "أبناء المجاهدين"، أنه "إذا هُدد أمننا القومي يجب أن ندخل للقتال في سوريا"، مشددا "الهجوم خير وسيلة للدفاع ومن غير الصحيح أن نبقى نترقب التصعيد من بغداد".

لكن الخبير السياسي الناصر دريد، يعتبر الفصائل العراقية كلها غير متشجعة وغير راغبة في دخول أجواء المعركة في سوريا هذه المرة.

ويسلط دريد الضوء على أبرز الأسباب التي تجعل الفصائل غير راغبة بدخول الأراضي السورية، موضحا لـ"الحرة"، "الوضع الحالي لم يعد شبيه بالأوضاع الطائفية، التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية عندما دخلت الفصائل في معارك سورية للدفاع عن مرقد السيدة زينب، ومنها أن المعارضة الحالية في سوريا استطاعت إلى حدما أن تطرح بشكل مختلف الشكل الطائفي الذي ظهرت فيه في المرة الأولى، إلى جانب ضعف القبضة الإيرانية بعد المعارك التي أعقبت 7 أكتوبر 2023."

ومن أبرز المليشيات العراقية المتمركز في سوريا حاليا، هي مليشيا النجباء ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق، لواء أبو الفضل العباس، التي كانت اول مليشيات عراقية تشكل في سوريا لحماية مرقد السيدة زينب، وكتائب سيد الشهداء وكتائب الإمام علي.

كما أن هناك عددا آخر  من المليشيات التي شكلها الحرس الثوري الايراني من مجندين شباب عراقيين تلقوا تدريباتهم في العراق وانضموا للحرب في سوريا، وتتمركز المليشيات العراقية حاليا في العاصمة دمشق ومطارها وفي محيط مرقد السيدة زينب، وريف دمشق وحمص وريفها والقلمون والغوطة الشرقية واللاذقية.