قوات عراقية تستعد لعملية الحويجة
قوات عراقية تستعد لعملية الحويجة

يمثل قضاء الحويجة الواقع في محافظة كركوك المتنازع عليها في شمال العراق والذي بدأت القوات العراقية الخميس عملية لاستعادته، مع القائم أحد آخر معقلين لداعش في البلاد.

الأهمية الاستراتيجية

تقع الحويجة (230 كيلومترا شمال شرق بغداد) على امتداد طريقين رئيسيين يصلان العاصمة العراقية بمحافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل.

ويؤكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، القائد في جهاز مكافحة الإرهاب، على الأهمية الاستراتيجية لهذا القضاء "باعتباره يمثل عقدة مواصلات بين محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى. فهو موقع استراتيجي مهم جدا".

ويقول الساعدي لـ"موقع الحرة" إن القوات العراقية "تملك الخبرة والقدرة الكافية لتجاوز الصعاب التي قد تتخلل عملية استعادة الحويجة، فقط طبيعة الأرض والجبال قد تشكل عائقا".

وتمثل استعادة الحويجة نهاية وجود داعش في شمال وشمال شرق العراق.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس بدء المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة.

ويضيف الساعدي أن "العملية ستحسم قريبا إن شاء الله".

"غير مستقرة أمنيا"

يسكن الحويجة حوالي 70 ألف نسمة يمثلون غالبية مطلقة من العرب السنة الذين ينتمون بصورة رئيسية إلى عشائر العبيد والجبور والنعيم.

ويشتهر قضاء الحويجة والمناطق التي حوله بزراعة الحنطة والشعير والذرة، ويعد المصدر الرئيسي للمنتجات الزراعية في محافظة كركوك.

وتعتبر الحويجة من المناطق غير المستقرة أمنيا منذ عدة سنوات، فقد شهدت مقتل أكثر من 50 شخصا خلال حملة نفذتها القوات الأمنية ضد مناهضين للحكومة في نيسان/أبريل 2013.

ووقعت في الحويجة أعمال عنف متلاحقة خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق عام 2003، وبلغت ذروتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد سيطرة داعش على ثلث مساحة البلاد بعد هجومه الشرس عام 2014.

موقع متنازع عليه

تقع الحويجة في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ويحدها من الجانب الشمالي الشرقي.

وسيطرت قوات البيشمركة الكردية، التابعة لحكومة إقليم كردستان، على مناطق واسعة في محافظة كركوك بعد أن كانت تحت سيطرة الحكومة المركزية، تزامنا مع هجمات تنظيم داعش عام 2014.

وتعارض قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل ذات غالبية شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد التنظيم المتشدد، أي محاولة لفصل كركوك عن سيطرة الحكومة المركزية.

ويأتي بدء العمليات العسكرية، بعد أقل من شهر من إعلان السلطات العراقية استعادة كامل محافظة نينوى في شمال العراق، والتي تضم مدينة الموصل وقضاء تلعفر، اللذين كانا أبرز معاقل داعش في العراق.

 المصدر:موقع الحرة/وكالات

عربات عسكرية عراقية قرب الحويجة- أرشيف
عربات عسكرية عراقية قرب الحويجة - أرشيف

أعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي صباح الخميس انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة بمحافظة كركوك من قبضة تنظيم داعش.

جاء ذلك في بيان نشره العبادي على صفحته في موقع فيسبوك.

​​وكتب العبادي على صفحته "مع فجر يوم عراقي جديد، نعلن انطلاق المرحلة الأولى من عملية تحرير الحويجة وفاء لعهدنا لشعبنا بتحرير كامل الأراضي العراقية وتطهيرها من عصابات داعش الإرهابية التي أذاقها المقاتلون العراقيون الشجعان الموت ومر الهزيمة في جميع عمليات التحرير الظافرة".

وأثنى العبادي في منشور آخر على القوات العراقية "بجميع صنوفها وتشكيلاتها"، لافتا إلى أنها "تخوض أكثر من معركة تحرير في وقت واحد وتحرز الانتصار بعد الانتصار".

وكان القيادي في الحشد الشعبي علي الحسيني قد أبلغ "راديو سوا" في وقت سابق أن أكثر من 40 ألف مقاتل سيشاركون في معركة الحويجة، وقال إن المنطقة المحيطة بها كبيرة جدا ووعرة وجبلية وبحاجة إلى محاور عمليات عدة.

وأكد أن الجهات المعنية ستوفر ممرات آمنة لإجلاء أهالي المدينة.

وألقت طائرات تابعة للقوات الجوية العراقية آلاف المنشورات على مناطق الحويجة في وقت سابق، حذرت فيها داعش من "ساعة الحساب".

وتواصل القوات العراقية مدعومة بفصائل من الحشد العشائري في الوقت الحالي عملياتها لاستعادة قضاء عنه في محافظة الأنبار غرب البلاد.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن نهاية الشهر الماضي تحرير مدينة تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل من أيدي داعش.

وتم خلال شهر تموز/ يوليو إعلان النصر على التنظيم في الموصل.

المصدر: صفحة العبادي على فيسبوك/ موقع الحرة