مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحتها الحكومة العراقية لإقليم كردستان بالانسحاب من حقول النفط والمقرات الأمنية في مدينة كركوك، يترقب العراقيون ما ستؤول إليه المواجهة بين بغداد وأربيل.
واحتشدت مدرعات القوات العراقية على ضفة نهر على أطراف مدينة كركوك، بينما تقف قوات البيشمركة الكردية خلف سواتر ترابية وحواجز إسمنتية عليها رايات كردية على الضفة الأخرى من النهر.
ويقول النائب الكردي في البرلمان العراقي مثنى أمين نادر في حديث لـ"موقع الحرة" إن البيشمركة "لن تقبل بأن يفرض عليها أي شيء. وستعتبر هذا الحشد والاقتحام اعتداء سافرا وتهديدا لسلامة وأمن المواطنين".
ويشدد نادر على أن البيشمركة "ستقاتل القوات الحكومية" إذا حاولت فرض إرادتها بالقوة دون اللجوء إلى الحوار.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان بارزاني ناشد المجتمع الدولي الجمعة من أجل التدخل للحيلولة دون وقوع حرب في المنطقة بعد تفاقم الأزمة.
ويتهم الأكراد القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي بمحاولة إشعال مواجهة.
"احتمال المواجهة وارد"
ويعتقد المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي أن احتمال المواجهة بين الطرفين "يبدو واردا" في حال لم تستجب السلطات في كردستان لمطالب الحكومة في بغداد.
ويرى الهاشمي في حديث لـ"موقع الحرة" أن بغداد ستحاول "فرض الأمن والقانون"، وأن البيشمركة قد تنسحب من المواقع التي تسيطر عليها "لتفادي معركة في كركوك".
ووجهت بغداد إنذارا إلى اقليم كردستان لإخلاء آبار النفط في كركوك وسحب قوات اليبشمركة من المواقع التي سيطرت عليها صيف 2014 بالتزامن مع انسحاب القوات العراقية أمام هجوم لتنظيم داعش آنذاك.
وقال مسؤول كردي إن القوات العراقية أمهلت البيشمركة 48 ساعة للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء السبت، من أجل تفادي أي صدامات مسلحة بين الجانبين.
"الحوار هو الحل"
ويستبعد النائب في البرلمان عن "كتلة الوطنية" حسن شويرد الحمداني حدوث أي صدام عسكري بين القوات الحكومية والبيشمركة، معتبرا أن الحوار هو "المخرج الوحيد لهذه الأزمة".
وأشار الحمداني في حديث "لموقع الحرة" إلى مبادرات من عدة سياسيين عراقيين لحل الأزمة بينهم نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي.
ويقول الحمداني :"لسنا مستعدين لنخسر دما أكثر مما خسرناه أمام داعش"، مشيرا إلى أن الحكمة والحوار هما المخرج الوحيد.
واندلعت الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل بعد أن نظم إقليم كردستان العراقي استفتاء لتقرير المصير صوتت فيه الغالبية لصالح الاستقلال عن بغداد.
المصدر: موقع الحرة