العميد شريف اسماعيل (وسائل التواصل الاجتماعي)
العميد شريف اسماعيل المرشدي

روى نائب في البرلمان العراقي تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة العميد شريف إسماعيل المرشدي، قائد اللواء 57 المكلف أمن تحركات رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء قرب مدينة سامراء شمال بغداد.

وقال النائب من محافظة صلاح الدين شعلان الكريم إن القوة التي قادها المرشدي كانت في طريقها إلى الموصل لتأمين زيارة العبادي إلى المدينة، وعندما وصلت إلى نقطة التفتيش المركزية الواقعة عند المدخل الجنوبي لمدينة سامراء، حصلت مشادة مع عناصر من ميليشيا سرايا السلام الذين كانوا يتواجدون في نقطة التفتيش.

​​

​​

وأضاف الكريم لموقع "الحرة" أن "القوة الحكومية اعتقلت اثنين من عناصر سرايا السلام التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، بعد أن تجاوزا الصلاحيات الممنوحة لهما".

وتابع أن القوة التي يقودها المرشدي "مضت في طريقها باتجاه مدينة الموصل، ولكن عند وصولها إلى نقطة تفتيش الحويش شمال سامراء، حصلت اشتباكات عنيفة مع عناصر من سرايا السلام، أسفرت عن مقتل العميد المرشدي".

وتنتشر سرايا السلام منذ أكثر منذ ثلاثة أعوام في قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح الدين، وتمسك بالملف الأمني في المدينة بالتنسيق مع قوات الشرطة الاتحادية.

ويشير النائب الكريم إلى أن قوات الشرطة الاتحادية التي كانت موجودة في نقطة تفتيش الحويش "لم تحرك ساكنا" اثناء حصول الاشتباكات بين سرايا السلام واللواء 57.

وتتواجد في محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية العديد من الفصائل الشيعية المسلحة منها قوات بدر وعصائب أهل الحق وجند الإمام وقوات الشهيد الصدر وحركة النجباء وأنصار الحجة وغيرها.

ويقول النائب شعلان الكريم إن هذه الفصائل "لا تنسق أو تنفذ أوامر جهات رسمية، وإنما تعمل بمفردها".

ويؤكد أن العديد من الحوادث المماثلة حصلت في السابق "عندما تعرض نواب في البرلمان العراقي ومسؤولون في محافظة صلاح الدين لمضايقات من قبل تلك الفصائل أو في بعض الأحيان يتم منعهم من دخول المحافظة".

 

​​وجرت في بغداد اليوم مراسم تشييع رسمية للعميد المرشدي شارك فيها العبادي ووزير الدفاع عرفان الحيالي وعدد من كبار المسؤولين.

وكان العبادي قد أمر الثلاثاء بفتح تحقيق فوري حول مقتل المرشدي، واتهم "عناصر غير منضبطة" بالوقوف وراء الحادث.

وعادة ما تستخدم عبارة "عناصر غير منضبطة" في العراق للإشارة إلى أفراد أو قوات تابعة للحكومة أو موالية لها.

 

في الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، تحدث رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن "التطورات الإيجابية ونجاحات" الحكومات المتعاقبة
يسعى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى إبعاد العراق عن الصراع الدائر في المنطقة

تسعى الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، إلى إبقاء العراق بعيدا عن دائرة الصراع في المنطقة، ومنع تعرض البلاد لأي ضربات إسرائيلية، بالإضافة إلى منع استهداف إسرائيل من أراضيها.

وفي اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني الذي عقد في السادس من نوفمبر الحالي، أكد المجلس الذي يرأسه السوداني، أن مصلحة العراق، تحتم إبعاد أراضيه وأجوائه عن "آلة الحرب التي تسعى إسرائيل لتوسعتها"، وفقا لبيان حكومي.

يقول فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية، إن "أولوية حكومة السوداني، إبعاد العراق عن الصراع، لكن هذا لا يعني أن تتبدل مواقفه".

ويضيف خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "العراق لا يبحث عن مصلحته فحسب، بل يسعى أيضاً إلى إنهاء الحرب في المنطقة، ويجري تحركات دبلوماسية مهمة مع الفاعلين والمؤثرين على مستوى المنطقة والعالم لتحقيق ذلك".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي الثلاثاء الماضي، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن الولايات المتحدة حذرت العراق من أنه قد يتعرض لـ"هجوم إسرائيلي" إذا لم يمنع إيران من الرد على إسرائيل من أراضيه.

وفي ذات الوقت، كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصول العراق على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على إسرائيل، في حال حدوث أي رد من طهران على هجوم إسرائيل الأخير.

ويقول ريناد منصور، مدير مشروع مبادرة العراق في معهد "جاثام هاوس" في لندن: "لقد حاولت حكومة السوداني والإطار التنسيقي إبقاء العراق معزولا عن الصراع الأوسع مع إسرائيل. وبالنسبة للعديد من أعضاء الإطار التنسيقي الشيعي، كان التركيز والأولوية على السياسة المحلية، وقد حققوا العديد من المكاسب على مدار العام الماضي".

ويضيف خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "لكن التصعيد الإقليمي يهدد مشروعهم المحلي. كما دفعت إيران باتجاه إبقاء العراق خارج الصراع حتى الآن، لأنه يلعب دوراً مؤثراً مهما في المنطقة. ومن الصعب أن نقول إلى أي مدى ستذهب لإسرائيل ومتى سيتم استهداف العراق أو ستتدخل بشكل أكبر، ولكن هذه كانت السياسة حتى الان".

وركزت تصريحات المستشارين الحكوميين، وحتى رئيس الحكومة خلال الفترة الأخيرة، على ضرورة إبعاد العراق عن الصراع الدائر في المنطقة، رغم وجود تقارير ومعلومات تفيد باحتمالية تعرض فصائل مسلحة إلى ضربات إسرائيلية، نتيجة استهدافها إسرائيل من الأراضي العراقية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن النائبة رقية النوري قولها إن "السوداني نجح في لعب دور مهم في إبقاء العراق بعيدا عن الصراع الإقليمي عبر مجموعة من الاستراتيجيات الدبلوماسية والسياسية، ونجح أيضا في بناء علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية وضمان أن يبقى العراق عنصرا محايدا ومساهما في الاستقرار الإقليمي بدلًا من الانخراط في التوترات".

وبعث السوداني في أكثر من مناسبة، برسائل إلى الفصائل المسلحة التي توالي إيران، بإن "قرار الحرب بيد الدولة، وليس بيد أي طرف آخر" رداً على محاولات تحشيد الرأي العام العراقي للدفع باتجاه زج العراق في الحرب الدائرة في المنطقة.