الدخان يتصاعد من موقع الحريق في بغداد
الدخاالدخان يتصاعد من موقع الحريق في بغداد - أرشيف

حريق اجتاح الأحد مخزنا في الرصافة ببغداد يضم صناديق اقتراع، وضع العملية الانتخابية بأكملها على المحك، وأثار دعوات إلى إعادة الانتخابات بالكامل.

وبلغ عدد المصوتين في بغداد حوالي 1.8 مليون ناخب، وعددهم في حي الرصافة حيث الحريق لا يقل عن 1.1 مليون ناخب، وفق ما قاله المحلل السياسي عادل اللامي في مقابلة مع قناة "الحرة عراق" الأحد.

وتستحوذ بغداد على 71 مقعدا من إجمالي 329 مقعدا في البرلمان، ونسبة أصوات الرصافة تعادل حوالي 40 مقعدا.

السلطات الأمنية حاولت التقليل من تأثير الحريق، فمدير الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات رياض البدران قال في تصريحات لقناة "الحرة عراق" إن 95 في المئة من الصناديق لم تصلها النيران.

شاهد تقرير "الحرة عراق":

​​

وأعلنت زارة الداخلية في وقت سابق أن الحريق أتى على مخزن واحد فقط من أربعة مخازن في الموقع.

أما "قيادة عمليات بغداد" فحرصت على النأي بنفسها عن المسؤولية الأمنية، وذكرت في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك أن مسؤولية القوات الأمنية تقتصر على حماية السور الخارجي لمراكز الخزن للمفوضية وليس لها أي عمل داخل المخازن التي قالت إنها تقع في دائرة اختصاص المفوضية.

وعلى الرغم من محاولة السلطات الأمنية التقليل من تداعيات الحريق، دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى إعادة الانتخابات.

وكان الجبوري فقد مقعده في الانتخابات الأخيرة، وهو أحد أبرز مؤيدي إعادة فرز الأصوات.

وتعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي - الذي حل ائتلافه (النصر) ثالثا في الانتخابات وتحدث من قبل عن خروقات جسمية في نتائج الانتخابات - بملاحقة "العصابات الإرهابية والجهات التي تحاول العبث بالأمن وبالانتخابات".

وقال الأحد إن الحريق يمثل "مخططا لضرب البلد ونهجه الديمقراطي".

واعتبر عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون هشام السهيل ما حدث "عملا مفتعلا بامتياز حتى لا تتم عملية كشف التزوير الحاصل في الرصافة".

وحذر السياسيين من "مؤامرة" تحاك ضد العملية السياسية وضد العراق "ستجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه".

أما مقتدى الصدر، الذي تصدر ائتلافه "سائرون" الانتخابات، فدعا القوى السياسية والكتل "إلى الكف عن الصراع من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم".

من جهته، اعتبر ضياء الأسدي، وهو أحد كبار مساعدي الصدر، الحريق "مؤامرة تهدف لفرض إعادة الانتخابات"، بحسب تغريدة له.

​​

واستبعد المحلل السياسي عادل اللامي الصدفة أو حتى الإهمال في الحريق، مشيرا إلى أن توقيته جاء بعد الإعلان عن بدء العد اليدوي يوم الأربعاء أو الخميس المقبلين تطبيقا لقرار البرلمان إعادة العد والفرز لأكثر من 10 ملايين صوت بشكل يدوي، إثر "ادعاءات بوقوع عمليات تزوير خلال الانتخابات".

تزامن الحريق أيضا مع عقد جلسة لمجلس القضاء الأعلى شهدت تسمية القضاة المنتدبين للقيام بصلاحيات مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

ماذا سيحدث؟

توقع عضو اللجنة القانونية النيابية محمود الحسن عقد جلسة طائرة للبرلمان يوم الاثنين أو الثلاثاء، مشيرا إلى وجود اتصالات بين هيئة الرئاسة وقادة وممثلي الكتل للاتفاق على دعوة النواب لحضور هذه الجلسـة، واتهم "المزورين الذين يخشون كشف الحقيقة لدى بدء عملية العد والفرز اليدوي" بتدبير الحداث.

وقال الخبير الانتخابي وعضو مجلس المفوضين السابق سردار عبد الكريم عبد القادر في تصريح لموقع "الحرة" إن هناك "محاولات من جانب بعض القوى للملمة هذه القضية وإيجاد حلول للمشاكل التي رافقت العملية الانتخابية والخروج بنتائج ترضي الجميع".

ورأى أن تدخل البرلمان في مسار العملية الانتخابية في المرحلة الأخيرة "لم يكن صائبا" لأنه "لم يكن في مصلحة عملية البناء الديمقراطي وإكمال العملية الانتخابية والوصول إلى المصادقة النهائية للنتائج".

هذا التدخل، برأيه، أضاف مشاكل إلى ما يعانيه العراق من مشاكل جمة في هذه المرحلة.

المحلل السياسي خالد عبد الإله رأى، بدوره، أن الحادث أدى إلى مطالبات تخرج عن الإطار القانوني، وقال إنه كان على الحكومة توفير كل المستلزمات الأمنية واللوجستية لحماية الصناديق.

وتوقع في تصريحات لموقع "الحرة" أن يؤثر الحريق على مخرجات العملية الانتخابية حتى بعد العد والفرز اليدوي.

وحذر من أن الرهان على إعادة الانتخابات سيترك فراغ دستوريا في السلطتين التشريعية والتنفيذية.

حريق الحمدانية أثار غضبا شعبيا
حريق الحمدانية أثار غضبا شعبيا

طالب قادة دينيون مسيحيون في شمال العراق، الاثنين، بإجراء تحقيق دولي في حريق الحمدانية، قي وقت اعتبر بعضهم أن المأساة لم تكن حادثة بل أمرا "مدبرا" دون أن يقدموا أي دليل أو تفاصيل.

وفي مقابلة مع الأسوشيتدبرس عبر الهاتف من بلدة قرقوش، انتقد القس السرياني الكاثوليكي الأب، بطرس شيتو، الفساد المستشري في البلاد وسيطرة الميليشيات المسلحة على الحكومة كأحد العوامل التي أدت إلى اندلاع الحريق.

ودون أي يقدم أي دليل، قال القس شيتو، الذي خسر أفراد من عائلته في الحريق الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي،  إن الحريق كان "متعمدا"، وفق ما نقلت عنه الأسوشيتدبرس.

ولقي عشرة من أقارب القس شيتو، بينهم شقيقته فاتن شيتو، التي حضرت إلى العراق من ولاية أريزونا لحضور حفل الزفاف، حتفهم جراء الحريق.  وقال: "نرفض فكرة أن يكون الحريق ناجما عن حادث. نحن واثقون من أنه كان متعمدا ولذلك نطالب بإجراء تحقيق دولي".

وبحسب نتائج التحقيق التي أعلنها وزير الداخلية عبد الأمير الشمري في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، سمح مالك القاعة وثلاثة موظفين آخرين لتسعمئة من المدعوين بدخول المكان الذي لا يتسع سوى لأربعمئة كحد أقصى. وجاء في نتائج التحقيق أن "الحادث عرضي وغير متعمد، وهناك قصور".

وتدافع عشرات الضيوف المذعورين الثلاثاء ليلا لمغادرة قاعة هيثم الملكية للأفراح في منطقة الحمدانية ذات الأغلبية المسيحية في محافظة نينوى، بعد اشتعال النيران في سقف القاعة بسبب الألعاب النارية.

شخص باع ضميره

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن الكاردينال الكلداني الكاثوليكي لويس رافائيل ساكو من روما قوله إن الحريق  "نفذه شخص باع ضميره وأمته من أجل أجندة محددة".

وفي المقابل، نقل موقع "العهد نيوز" العراقي عن رئيس كتلة بابليون النيابية، أسوان الكلداني، قوله إن "تصريح القيس لويس ساكو بكون فاجعة الحمدانية مفتعلة غير صحيح".

وغادر ساكو مقره في بغداد في يوليو الماضي، وعاد إلى إقليم كردستان في شمال العراق بعد إلغاء الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد مرسوما يعترف بمنصبه كبطريرك للكلدان، أكبر طائفة مسيحية في العراق.

كما طالب بنديكتوس يونان حنو، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، وأحد القادة الدينيين للأقلية المسيحية العراقية، بإجراء تحقيق تحت "إشراف محققين دوليين"، مؤكدا رفض المسيحيين العراقيين قبول نتائج التحقيق العراقي.

وقامت دائرة صحة نينوى، يوم الاثنين، بتحديث عدد القتلى إلى 113، بينهم 41 لم يتم التعرف عليهم بعد. وأضافت أن 12 شخصا أصيبوا بحروق شديدة تم إرسالهم لتلقي العلاج في الخارج وسيتبعهم ثمانية آخرون.

المأساة هي الأحدث التي تلم بالأقلية المسيحية في العراق، التي تضاءلت أعدادها بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين.

بدأ هذا الانخفاض قبل اضطهاد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد للأقليات الدينية بعد استيلاء التنظيم المتطرف على أجزاء كبيرة من العراق عام 2014. وكان المسيحيون من بين الجماعات التي استهدفها المسلحون عقب انهيار الأمن بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين.

ويقدر عدد المسيحيين في العراق اليوم بنحو 150 ألفا، مقارنة بـ 1.5 مليون عام 2003. ويبلغ إجمالي عدد سكان العراق أكثر من 40 مليون نسمة.