عمال بناء في إحدى مناطق شمالي الموصل- أرشيف
عمال بناء في إحدى مناطق شمالي الموصل- أرشيف

قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، السبت، إن تضحيات بلاده التي تقاتل تنظيم داعش، تعني أنها تستحق دعما أكبر في جهود إعادة الإعمار من المجتمع الدولي.
 
وأدلى عبد المهدي بتصريحاته خلال لقائه وفدا من أعضاء مجلس الأمن الدولي يقوم بزيارة هي الأولى من نوعها إلى العراق.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء بأن الوفد الأممي أكد دعم سيادة العراق واستقراره وتوجهات حكومة بغداد.

​​وأعلن العراق الانتصار على داعش في يوليو / تموز 2017، بعد أن استعاد الجيش سيطرته على الموصل، ثاني كبريات مدن البلاد، بعد ثلاث سنوات على سيطزة المتطرفين عليها.
 
وتسببت الحرب ضد داعش في دمار العديد من المدن والبلدات والقرى، ويكافح العراق الآن لإعادة إعمارها.

وتعهد مانحون دوليون بتقديم 30 مليار دولار للمساعدة في إعادة بناء العراق العام الماضي، وهو ما يقل بكثير عن المبلغ المطلوب والبالغ 88.2 مليار دولار.

 

 

جفاف الأهوار أدى إلى هجرة السكان وإندثار النظام البيئي
جفاف الأهوار أدى إلى هجرة السكان وإندثار النظام البيئي

مسطحات مائية متفرقة وأرض جرداء، هذا ما تبقى من أهوار محافظة ذي قار جنوبي العراق، إذ يقول سكان المنطقة إن أوضاعهم تتجه نحو الأسوأ بسبب استمرار موجة الجفاف التي تخيم على البلد منذ سنوات.

أهالي المنطقة عبروا أيضا عن مخاوفهم من خطر الجفاف وتبعاته على حياتهم سيما صيد الاسماك الذي يعتمد عليه الكثير لكسب لقمة العيش.

وقال نسيم علي، صياد سمك من الأهوار، للحرة: "العديد منا يعيشون هنا من أجل الصيد، ولا نعرف أين نذهب وماذا سنعمل بسبب الجفاف، لن نقدر أن نعيش هنا بدون الماء".

وتحذر الجهات الرسمية من تبعات شح المياه في مناطق الأهوار، وما ينجم عن ذلك من هجرة سكانها واندثار النظام البيئي جراء الجفاف وضعف الإطلاقات المائية وانحسارها إلى مستويات غير مسبوقة.

حيدر سعدي، مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين، قال للحرة إن شح المياه أدى أيضا إلى زيادة نسب التلوث في المياه والتي كانت السبب في زيادة الأمراض بين الأطفال.

ويؤثر الجفاف، بحسب سعدي، أيضا على التنوع الإحيائي في مناطق الأهوار التي هي على لائحة التراث العالمي، ويسبب ايضا بتغيير ديمغرافية المنطقة بسبب هجرة الأهالي.

مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين دعا السلطات إلى تجهيز مناطق الأهوار بالكهرباء وزيادة الإطلاقات  المائية والاهتمام بالنظام التعليمي وتحسين وضع المرأة، بحسب تعبيره.

ووفق تقارير أممية، يتصدر العراق دول المنطقة المتأثرة بالتغيرات المناخية، وتشير آخر التقديرات إلى أن أكثر من نصف مساحة الأهوار تحولت إلى أرض جرداء وأن غالبية سكانها غادروا إلى المدن القريبة.

ديفيد هاردن، مدير سابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) تحدث لقناة "الحرة" عن الدعم المالي الذي قدمته الوكالة لمواجهة التصحر والجفاف في العراق، وقال إن الوكالة تحاول مساعدة العراق لتعزيز أمنه الغذائي، وقدرة المزارعين في منطقة الأهوار على مواجهة التحديات المناخية.

لتحقيق ذلك، يضيف هاردن، يحتاج العراق إلى تقنيات ومشاريع تساعده على حماية ثروته المائية وترشيد استهلاك المياه.

هاردن أكد أهمية أن يتأقلم أهالي الأهوار مع الوضع الحالي ويعملوا على الحد من زيادة رقعة الجفاف من خلال استخدام أساليب ري حديثة وترشيد الاستهلاك، وانشاء محطات لتحلية المياه.

المدير السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) اشار  للحرة إلى أن الجفاف الذي يعانية العراق سببه الرئيس أيضا هو عدم حصوله على الحصص المائية من دول المنبع في إيران وتركيا التي قال انهما لا تستعملان المياه بطريقة رشيدة.

حل هذا الموضوع، بحسب هاردن، يتطلب مفاوضات سياسية وصفها بـ "الصعبة" بين العراق وتلك الدول لتكون هناك عدالة في توزيع الحصص المائية، على حد قوله.