جانب من مطار بغداد
جانب من مطار بغداد

اتهمت قوى سياسية سنية الأربعاء الحكومة العراقية بالتخطيط لإحداث تغيير ديموغرافي في المناطق المحيطة بمطار بغداد الدولي، وهو أمر نفته بغداد.

وقال رئيس حزب الحق النائب السابق أحمد المساري في لقاء مع "الحرة" إن "إصرار الحكومة على تطبيق قرار الاستثمار في مناطق محاذية لمطار بغداد سيؤدي لتهجير 250 ألف مواطن يقطنون هذه المناطق منذ مئات السنين".

من جانبه، دعا تحالف القرار العراقي ​رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى إلغاء قرار منح الأراضي المحيطة بمطار بغداد للاستثمار.

وأضاف في بيان أن "هذا القرار يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات عن أهدافه ومدى ارتباطه بالرغبة في إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة كما يؤكد سكانها وعشائرها العربية".

من جهتها، قالت الهيئة الوطنية للاستثمار إنها "حصلت على موافقة مجلس الوزراء لاستثمار جزء من الأراضي المحيطة بمطار بغداد والبالغة مساحتها 16 ألف دونم من أصل 106 آلاف دونم تعود ملكيتها للدولة".

وقال رئيس الهيئة سيامي الأعرجي للحرة إن "الحديث عن دوافع سياسية وراء هذا القرار غير صحيح ومرفوض".

وتابع الأعرجي أن "أية أراض تعود ملكيتها لمواطنين أو مشغولة من قبلهم تم استبعادها من خطة الاستثمار، سواء كانت دورا سكنية أو منشآت أو أراضي زراعية".

ووجه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي دعوة لرئيس الوزراء عادل المهدي يطالبه فيها بالتدخل لإيقاف الإجراءات التعاقدية والتريث بتنفيذ قرار مجلس الوزراء.

وأكد عبد المهدي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الثلاثاء أن "الحكومة لا تسعى إطلاقا لأي تغيير ديموغرافي في العاصمة أو غيرها".

World leaders take part in the 79th annual U.N. General Assembly high-level debate
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك - سبتمبر 2024

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الاثنين، أن العراق يعمل على ضبط أوضاعه الأمنية والسياسية داخليا، لتجنب الانزلاق في أي صراع، في إشارة إلى الحرب في غزة والتصعيد بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وقال الشمري لموقع "الحرة" إن "الحكومة تسعى بإصرار للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز سيادة الدولة، وأن تكون فعاليات جميع القوى العاملة ضمن سياق المؤسسات القرارية للدولة، وعدم الخروج عن الإجماع الوطني".

وعن الآليات التي تتبعها بغداد بشأن ما يحدث في المنطقة، أشار الشمري أن "العراق يعتمد بشكل كبير على حجم علاقاته الدبلوماسية، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وفك الاختناقات التي قد تنشأ نتيجة التعقيدات الحاضرة".

ويشير إلى أهمية أن يتحقق التوازن في سياسات العراق الخارجية، التي يستخدم "الدبلوماسية" للتهدئة، والداخلية من خلال "ضبط" الأوضاع للحفاظ على الاستقرار، وتجنب "الانزلاق في أي صراع قد يفرض عليه"، على حد تعبيره.

ويذهب المستشار الحكومي مع ما ذهب إليه السوداني في مرات عديدة، بشأن التحذير من "اتساع رقعة الحرب"، التي يرى أنها "لن تكون في صالح أحد"، ويشير إلى أن "لا منتصر فيها".

وبينما يسعى العراق إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر الماضي، تدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

في "التوقيت الحرج".. بغداد تستنجد بـ"الأصدقاء" لتجنب الحرب
لكن في مقابل هذه المساعي الرسمية، تُهدد فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات جديدة على إسرائيل. ليس هذا فحسب، بل هدد زعيم ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، الأحد، باستهداف السعودية والإمارات، واتهمهما بـ"المسؤولية" عن الحرب التي تشهدها المنطقة.

والجمعة، قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وخاطب السوداني، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي "كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، وقال: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".