عناصر أمن قرب موقع الهجوم في أربيل عاصمة إقليم كردستان
عناصر أمن قرب موقع الهجوم في أربيل عاصمة إقليم كردستان

أدانت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء، بأشد العبارات الممكنة، الاعتداء في أربيل الذي أدى إلى مقتل دبلوماسي تركي على الأقل.

وقالت الخارجية في بيان إن من غير الممكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذه الأعمال الوحشية.

وقدمت الخارجية الأميركية التعازي العميقة لأهالي الضحايا وأعربت عن أملها بشفاء الجرحى في أقرب وقت. وأعادت تأكيد التزامها بدعم شعبي وحكومتي العراق وتركيا.

وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد استنكرت هجوم أربيل.

وتقدمت السفارة، في تدوينة على فيسبوك، بـ "تعازيها القلبية للبعثة الدبلوماسية التركية".

الرئاسة التركية توعدت بدورها برد "مناسب" على الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل دبلوماسي تركي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، الأربعاء.

وفي تغريدة على تويتر، قال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "سنقوم بالرد المناسب على منفذي هذا الهجوم الجبان".

بيد أن المتحدث باسم أردوغان لم يتهم أي جهة بتنفيذ الهجوم، الذي استهدف مجموعة من موظفي القنصلية التركية في أحد المطاعم.

وكانت الخارجية التركية قالت إن الهجوم، الذي وصفته بالغادر، أسفر عن مقتل "أحد موظفي القنصلية التركية في مدينة أربيل"، دون تحديد هوية الضحية.

إلا أن المصادر الأمنية والإعلامية في أربيل كشفت أن الهجوم أسفر عن مقتل نائب القنصل التركي واثنين من مرافقيه برصاص مسلحين مجهولين.

وقال ضابط في شرطة أربيل لفرانس برس طالباً عدم كشف هويته "قتل ثلاثة أشخاص، بينهم نائب القنصل التركي في أربيل في هجوم مسلح استهدف القنصل وموظفي القنصلية، عند تواجدهم في أحد المطاعم".

وأضاف المصدر نفسه أن شخصاً واحداً على الأقل نفذ الهجوم ولاذ بالفرار، فيما أشار شهود عيان إلى نشر حواجز أمنية في المكان وفي محيط منطقة عينكاوه التي تعتبر مركزاً للمطاعم في أربيل.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها على الفور عن الهجوم، ونفى المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ديار دنير أن تكون للحزب علاقة بالهجوم.

ولم تتمكن فرانس برس من الاتصال مباشرة مع السفارة التركية في بغداد.

وشنت تركيا المجاورة للعراق، هجوماً جوياً وبرياً على منطقة جبلية في شمالي العراق، مستهدفة مخابئ حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا "منظمة إرهابية".

World leaders take part in the 79th annual U.N. General Assembly high-level debate
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك - سبتمبر 2024

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الاثنين، أن العراق يعمل على ضبط أوضاعه الأمنية والسياسية داخليا، لتجنب الانزلاق في أي صراع، في إشارة إلى الحرب في غزة والتصعيد بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وقال الشمري لموقع "الحرة" إن "الحكومة تسعى بإصرار للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز سيادة الدولة، وأن تكون فعاليات جميع القوى العاملة ضمن سياق المؤسسات القرارية للدولة، وعدم الخروج عن الإجماع الوطني".

وعن الآليات التي تتبعها بغداد بشأن ما يحدث في المنطقة، أشار الشمري أن "العراق يعتمد بشكل كبير على حجم علاقاته الدبلوماسية، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وفك الاختناقات التي قد تنشأ نتيجة التعقيدات الحاضرة".

ويشير إلى أهمية أن يتحقق التوازن في سياسات العراق الخارجية، التي يستخدم "الدبلوماسية" للتهدئة، والداخلية من خلال "ضبط" الأوضاع للحفاظ على الاستقرار، وتجنب "الانزلاق في أي صراع قد يفرض عليه"، على حد تعبيره.

ويذهب المستشار الحكومي مع ما ذهب إليه السوداني في مرات عديدة، بشأن التحذير من "اتساع رقعة الحرب"، التي يرى أنها "لن تكون في صالح أحد"، ويشير إلى أن "لا منتصر فيها".

وبينما يسعى العراق إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر الماضي، تدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

في "التوقيت الحرج".. بغداد تستنجد بـ"الأصدقاء" لتجنب الحرب
لكن في مقابل هذه المساعي الرسمية، تُهدد فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات جديدة على إسرائيل. ليس هذا فحسب، بل هدد زعيم ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، الأحد، باستهداف السعودية والإمارات، واتهمهما بـ"المسؤولية" عن الحرب التي تشهدها المنطقة.

والجمعة، قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وخاطب السوداني، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي "كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، وقال: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".