يتحدث ناشطون عراقيون عن ضلوع قوات الرد السريع (سوات) بشكل أساسي، في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ الأول من أكتوبر الجاري.
ومنذ ليل الاثنين تردد اسم هذه القوة التابعة لوزارة الداخلية وقائدها المعروف بـ"أبو تراب الحسيني" بشكل لافت بعد أن شهدت مدينة كربلاء ليلة احتجاجات عنيفة، حيث سمعت أصوات إطلاق كثيف للرصاص الحي.
أبو تراب الحسيني
وتولى أبو تراب الحسيني واسمه الحقيقي (ثامر محمد إسماعيل) قيادة قوات الرد السريع في عام 2013، بقرار من رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.
وقبل ذلك كان الحسيني يعمل ضابط استخبارات في الشرطة الاتحادية (الشرطة الوطنية سابقا).
وفي عام 2007 اعتقل الجيش الأميركي الحسيني للاشتباه بصلته "بأنشطة ميليشيات غير قانونية"، وفقا لصحيفة بالتيمور صن الأميركية.
وقال الجيش الأميركي في حينه أن الحسيني (وكان يعمل وقتها ضابط استخبارات في مقر الفرقة الثانية في الشرطة الوطنية شمال غربي بغداد) متهم بتوجيه ضباط اتحاديين لاحتجاز عراقيين سنة عند نقاط التفتيش غربي بغداد.
وأشار الجيش الأميركي إلى أن الحسيني أمر الضباط بإساءة معاملة المعتقلين وتعذيبهم من أجل انتزاع اعترافات كاذبة لضمان استمرار احتجازهم والحصول فيما بعد على فدية من ذويهم مقابل إطلاق سراحهم.
واتهم أبو تراب الحسيني بتقديم معلومات لميلشيات عراقية، ومنها جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر، لمساعدته في استهداف القوات الأميركية.
وخلال الاحتجاجات التي اندلعت هذا الشهر في العراق، ورد اسم الحسيني باعتباره واحدا من مجموعة أشخاص كانوا يديرون خلية أزمة تضم عناصر ميليشيا عراقيين وقادة في الحرس الثوري الإيراني، مهمتها قمع التظاهرات.

ووفقا لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن أبو تراب عضو منذ وقت طويل في منظمة بدر المدعومة من إيران، ويرأس حاليا فرقة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية (التي تعرف أيضا باسم "قسم الاستجابة لحالات الطوارئ")، وقام، حسب تقرير المعهد، بنشر قناصين لاستهداف المتظاهرين.
وتعرضت قوات الرد السريع لانتقادات واسعة خلال فترة تولي أبو تراب الحسيني المسؤولية عنها، بعد اتهامها بممارسة انتهاكات في مجال حقوق الإنسان في العراق.
وفي 2015 وضع الكونغرس الأميركي هذه القوات في قائمة سوداء بعد شمولها بقانون ليهي وهو القانون الذي يمنع تقديم مساعدات لقوات أمن دول أجنبية في حال ثبوت تورطها في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وفقا لقناة "أي بي سي" الأميركية.
الوضع الميداني في كربلاء
وأفادت مصادر طبية عراقية للحرة بسقوط 30 قتيلا وأكثر من 900 جريحا في كربلاء، فيما نقلت رويترز عن مصادر طبية وأمنية قولها إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 14 شخصا وأصابت 862 متظاهرا في مدينة كربلاء بعدما فتحت النار باتجاه محتجين ليل الاثنين.
وتحدث ناشطون عن حصول "مجزرة" بحق المتظاهرين، إذ تعرضوا لعمليات دهس بسيارات حكومية مسرعة.
الان #كربلاءتخيل هذه ارض كربلاء المقدسة ارض الحسين بن علي عليهم السلام تنتهك حرمتها ويسل دماء شبابها 💔 pic.twitter.com/tkwhYBDh08
— Firas W. Alsarray ⭕️ (@firasalsarrai) October 28, 2019
في المقابل، نفى محافظ كربلاء نصيف الخطابي في اتصال هاتفي مع الحرة هذه الأنباء، وأكد أن قوات الأمن لم تطلق الرصاص على المتظاهرين، في الوقت الذي أقرت مديرية صحة كربلاء بإصابة 122 شخصا فقط، مشيرة إلى أن 66 منهم يتبعون للقوات الأمنية و34 من المتظاهرين.

ونفى قائد شرطة كربلاء في بيان مقتل أي متظاهر، وقال إن شخصا واحدا توفي في واقعة جنائية. ووصف مقاطع فيديو تظهر قوات الأمن وهي تطلق النار على المتظاهرين بأنها مفبركة، غايتها تحريض الشارع.
وخلال تلك المقاطع يظهر جليا أن المحتجين يتحدثون عن قوة خاصة قامت بفتح النار على المتظاهرين، وقالوا إنها تتبع لقوات سوات (الرد السريع) التي يقودها اللواء الحقوقي أبو تراب الحسيني.