أكدوا ان جهودهم طيلة الفترة السابقة كانت منكبة على مساعدة أسر متضررة من الحجر
أكدوا أن جهودهم طيلة الفترة السابقة كانت منكبة على مساعدة أسر متضررة من الحجر

حذر المتظاهرون العراقيون سلطة بلادهم من مغبة "تجاهل مطالبهم المشروعة" بذريعة الانشغال بمكافحة وباء كورونا، محملين إياها مسؤولية اعتقالات في صفوف نشطاء الحراك. 

وجاء ذلك في بيان صادر عن "المجلس السياسي العام لثوار العراق" المتبني لمطالب المتظاهرين، الأربعاء، وأيده علاء الركابي، أبرز نشطاء الحراك في الناصرية، علاوة على خيام ساحة تحرير بغداد، وفقا لما أكده الناشط حسن رجب، أحد متظاهري بغداد. 

واتهم البيان من وصفهم بـ"الفاسدين" في السلطة، بممارسة "أساليب الترهيب ضد المتظاهرين في ساحات الاعتصام"، محملا الجهات الرسمية مسؤولية ما سيتعرض له النشطاء خلال حملات الاعتقال، آخرها كان في السماوة وبابل. 

وأفاد نص البيان "عندما كرس الثوار جهودهم في تفعيل الحملات الخيرية لسد حاجة العوائل المتعففة التي تضررت بسبب حظر التجوال، تنصلت الحكومة عن دورها الأساسي في دعم الفئات المستحقة من أبناء الشعب العراقي..". مشيرا إلى أنهم تعاملوا بـ"وعي منضبط في ترتيب الأولويات وأوقفوا النشاط الثوري ضد الفاسدين، بسبب فيروس كورونا الوبائي، حرصاً على الشعب واكتفوا بالاعتصام في الساحات". 

وقالوا في معرض البيان: "واهمون أولئك الذين يظنون إن ثورة أكتوبر قد تتخلى عن أهدافها وتخون دماء المئات من الشهداء وتهمل معاناة آلاف الجرحى". 

كما بينوا انهم "دائماً مشروع تضحية من أجل مساندة الشعب، حيث يعرضون أنفسهم إلى إحتمالية الإصابة بفيروس كورونا خلال تجولهم في الأحياء والأزقة لمساعدة الجميع". 

وحذروا السلطة التي يصفونها بـ"الفاسدة"، من "خروجهم عن حلمهم وغضبهم" الذي قالوا إنه "سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ويعجل بإزالتهم عن مواقعكم وهو الذي يجب أن يتم عاجلاً أم آجلاً". 

وحول ما إن كان الوباء قد أضعف حراكهم، أورد بيانهم أن "مبادئهم لا يغيرها فيروس، ولاتتأثر بزمان أو مكان". 

محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف
محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف

لم تتوقف الاتهامات التي وجهها رئيس هيئة النزاهة في العراق، حيدر حنون، إلى قاضي محكمة النزاهة، ضياء جعفر، عند  وسائل الإعلام، بل دخلت فعليا مرحلة الإجراءات القضائية.

ففي وقت مبكر من يوم الاثنين، أعلن مجلس القضاء الأعلى أنه شرع في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق حنون على خلفية التصريحات التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده في أربيل في الرابع من سبتمبر الجاري.

وذكر بيان صحفي للمجلس بناءً على تقرير رئيس هيئة الإشراف القضائي أن "ما تحدث به حنون غير صحيح، ومجرد ادعاءات القصد منها تضليل الرأي العام، وأنها كانت رد فعل لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه عن موضوع قطعة الأرض المخصصة لدائرة التسجيل العقاري في ميسان".

وقبل أيام سُربت في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية منسوبة لحنون، وردت فيها أحاديث عن رشى وقضايا تلاعب بقطع أراض في محافظة ميسان حيث مسقط رأسه ومقر إقامته، وعلى إثر ذلك بدأ القضاء التحقيق معه.

وبحسب بيان لهيئة النزاهة صدر عقب هذه التسريبات، فإن حنون "قدم شكره للسلطات القضائية والادعاء العام لمباشرته التحقيق في المقاطع الصوتية المزورة والمفبركة المنسوبة زورا له، وأنه يحترم كل ما يصدر عنها من نتائج وقرارات".

وشهدت الأيام القليلة الماضية توترا سياسيا كبيرا في العراق، على خلفية مؤتمر حنون في أربيل، الذي اتهم فيه جعفر بـ"الفساد".

وتحدث رئيس هيئة النزاهة في المؤتمر عن استلام مجموعة قضاة قطع أراض، مساحة كل منها 600 متر مربع، من حكومة مصطفى الكاظمي (2022 – 2020)، وقال: "جميعنا استلمنا قطع الأراضي".

لم يُعلق جعفر على تصريحات حنون، لكن المؤتمر أخذ أبعاداً سياسية خلقت تشنجا بين القضاء وحكومة محمد شياع السوداني، وفقاً لما أشيع في وسائل الإعلام المحلية العراقية.

عُين حنون، وهو قاض بالأساس، رئيساً لهيئة النزاهة في نوفمبر 2022، وكان قبل ذلك رئيساً لمحكمة استئناف ميسان حيث مسقط رأسه. برز كثيراً في النشاطات التي تعلقت بـ"استرداد الأموال المسروقة" خاصة تلك المتعلقة بما تُعرف بـ"سرقة القرن".

وظهر حنون في المؤتمر الصحفي في أربيل على خلفية المقابلة الصحفية مع المتهم الرئيسي في "سرقة القرن" (قضية الأمانات الضريبية)، نور زهير. وخلال المؤتمر، حاول رئيس هيئة النزاهة تخفيف حدة الانتقادات التي وجهها زهير للسلطات بشكل عام في تلك المقابلة.

طالب زهير بمحاكمة علنية تشبه محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واعتبر "سرقة القرن كذبة"، وهدد بـ"كشف أسماء" متورطين فيها.

تزامن ذلك كله مع الحديث عن ملف "تجسس" اتُهم به موظفون حكوميون في مجلس الوزراء، وأصدر القضاء حينها مذكرات قبض بحق بعضهم.

هذه التوترات خفت حدتها بلقاء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، في الثامن من الشهر الحالي، لكنها لم تنته تماما.

يرى الخبير القانوني علي التميمي في مقابلة مع قناة "الحرة" أن التحقيقات التي أجرتها هيئة الإشراف القضائي بصفتها الهيئة المعنية في التحقيق بالاتهامات التي توجه للقضاء، بينت أن الاتهامات التي وجهت لقاضي محكمة النزاهة غير صحيحة.

حاول مراسلنا الحصول على تعليق من مجلس القضاء الأعلى، لكنه لم يتمكن لعدم وجود متحدث باسم المجلس.

لم تصدر هيئة النزاهة أي موقف بشأن إعلان مجلس القضاء الأعلى بدء التحقيقات مع رئيسها، على عكس الأيام السابقة التي كانت تتوالى فيها بياناتها بشأن هذه القضية.

ويعتبر حنون ثالث رئيس هيئة نزاهة يُتهم بملفات فساد من أصل خمسة رؤساء تعاقبوا على إدارة الهيئة، بعد راضي الراضي ورحيم العكيلي، اللذين صدرت بحقهما مذكرات قبض.