رجال أعمال قدموا رشاوى إلى كتل لاقتراح أسماء في وزارتي المالية والاقتصاد
رجال أعمال قدموا رشاوى إلى كتل لاقتراح أسماء في وزارتي المالية والاقتصاد

كشف النائب رئيس كتلة "إرادة"، حسين عرب، الاثنين، عن وجود ضغوطات سياسية، قال إن رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، يتعرض لها من قبل الكتل السياسية. 

ووصف هذه الضغوطات بـ"المتباينة"، إلى حد كبير، مشيرا إلى ان "الكاظمي طلب من الكتل السياسية أن يتركوا له آلية الاختيار لكابينته الوزارية بينما هم اقترحوا عليه أن يبعثوا له أسماء مرشحيهم للمناصب الوزارية، بالمقابل يسمي من جهته بعض الأسماء لكي يتم التوافق عليها".

وأوضح عرب، انه مع ذلك "هناك محاولات من بعض الكتل السياسية باتجاه الضغط على رئيس الوزراء المكلف في سبيل تمرير أسماء ترى هذه الكتل أنهم يخدمون توجهاتها".

ودعا رئيس الكتلة النيابية، رئيس الوزراء المكلف، إلى أن يكون "قويا وألا يقبل بأي اسم لأن أساس نجاحه أو فشله في تمرير كابينته هو أن يقبل أسماء قد تكون ضعيفة أو غير قادرة على إدارة دفة الوزارة مثلما حصل في حكومات سابقة حيث تولى مدراء بعض مكاتب الوزراء إدارة الوزارات وليس الوزير ".

ووجه ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، الاثنين، رسالة إلى الكاظمي بشأن كابينته الوزارية.

وقال النائب عن الائتلاف، منصور البعيجي، في بيان :"ندعو الكاظمي الاسراع بتقديم كابينتة الوزارية الى مجلس النواب من أجل منحها الثقة بأسرع وقت ممكن وعدم تأخيرها لحين انتهاء المدة الدستورية لان البلد يعيش أوضاعا استثنائية تتطلب الاسراع بحسم الكابينة الوزارية الجديدة ".

 

تسخير كتل لشراء وزارات 

وعلى الرغم من إحاطة رئيس الوزراء العراقي المكلف مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بسرية تامة، إلا أن بعض التسريبات تؤكد وجود عروض لـ"شراء وزارات محددة من قِبَل جهات نافذة ".

وذكرت مصادر مطلعة على كواليس المفاوضات لـ"الحرة" أن رجال أعمال عرضوا على حزبين شيعيين على الأقل دفع مبالغ طائلة لقاء تسمية شخصين اثنين وزيرين في حكومة الكاظمي. وإحدى الحقائب المستهدفة بهذه الصفقة أَمنيّة، ما يعني أن الأمر يتعلق بمستويات بالغة الحساسية

من جانبه، كشف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الأحد، عن حسم الكرد مفاوضاتهم مع الكاظمي بمنحهم 3 وزارات هي العدل والاعمار والمالية على ان تترك له حرية الاختيار للشخص المرشح .

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي فرحان جوهر ، ان الكتل الكردية أنهت المفاوضات حول حصص الأحزاب الكردية في تشكيلة الكاظمي .

وكان النائب عن تحالف سائرون بدر الزيادي، كشف مساء أمس الأحد، عن موعد حسم الكابينة الحكومية، مبيناً أن هناك "غموضاً"، يرافق اختيار الوزراء.

وأضاف الزيادي، أن الأسبوع المقبل هو موعد حسم الكابينة الوزارية ولا أحد يعرف لحد الآن آلية أختيار الأسماء هل هي تكنوقراط أم شخصيات حزبية وسياسية.

محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف
محكمة تحقيق الكرخ الاتحادية ..أرشيف

لم تتوقف الاتهامات التي وجهها رئيس هيئة النزاهة في العراق، حيدر حنون، إلى قاضي محكمة النزاهة، ضياء جعفر، عند  وسائل الإعلام، بل دخلت فعليا مرحلة الإجراءات القضائية.

ففي وقت مبكر من يوم الاثنين، أعلن مجلس القضاء الأعلى أنه شرع في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق حنون على خلفية التصريحات التي أدلى بها في مؤتمر صحفي عقده في أربيل في الرابع من سبتمبر الجاري.

وذكر بيان صحفي للمجلس بناءً على تقرير رئيس هيئة الإشراف القضائي أن "ما تحدث به حنون غير صحيح، ومجرد ادعاءات القصد منها تضليل الرأي العام، وأنها كانت رد فعل لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه عن موضوع قطعة الأرض المخصصة لدائرة التسجيل العقاري في ميسان".

وقبل أيام سُربت في مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية منسوبة لحنون، وردت فيها أحاديث عن رشى وقضايا تلاعب بقطع أراض في محافظة ميسان حيث مسقط رأسه ومقر إقامته، وعلى إثر ذلك بدأ القضاء التحقيق معه.

وبحسب بيان لهيئة النزاهة صدر عقب هذه التسريبات، فإن حنون "قدم شكره للسلطات القضائية والادعاء العام لمباشرته التحقيق في المقاطع الصوتية المزورة والمفبركة المنسوبة زورا له، وأنه يحترم كل ما يصدر عنها من نتائج وقرارات".

وشهدت الأيام القليلة الماضية توترا سياسيا كبيرا في العراق، على خلفية مؤتمر حنون في أربيل، الذي اتهم فيه جعفر بـ"الفساد".

وتحدث رئيس هيئة النزاهة في المؤتمر عن استلام مجموعة قضاة قطع أراض، مساحة كل منها 600 متر مربع، من حكومة مصطفى الكاظمي (2022 – 2020)، وقال: "جميعنا استلمنا قطع الأراضي".

لم يُعلق جعفر على تصريحات حنون، لكن المؤتمر أخذ أبعاداً سياسية خلقت تشنجا بين القضاء وحكومة محمد شياع السوداني، وفقاً لما أشيع في وسائل الإعلام المحلية العراقية.

عُين حنون، وهو قاض بالأساس، رئيساً لهيئة النزاهة في نوفمبر 2022، وكان قبل ذلك رئيساً لمحكمة استئناف ميسان حيث مسقط رأسه. برز كثيراً في النشاطات التي تعلقت بـ"استرداد الأموال المسروقة" خاصة تلك المتعلقة بما تُعرف بـ"سرقة القرن".

وظهر حنون في المؤتمر الصحفي في أربيل على خلفية المقابلة الصحفية مع المتهم الرئيسي في "سرقة القرن" (قضية الأمانات الضريبية)، نور زهير. وخلال المؤتمر، حاول رئيس هيئة النزاهة تخفيف حدة الانتقادات التي وجهها زهير للسلطات بشكل عام في تلك المقابلة.

طالب زهير بمحاكمة علنية تشبه محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، واعتبر "سرقة القرن كذبة"، وهدد بـ"كشف أسماء" متورطين فيها.

تزامن ذلك كله مع الحديث عن ملف "تجسس" اتُهم به موظفون حكوميون في مجلس الوزراء، وأصدر القضاء حينها مذكرات قبض بحق بعضهم.

هذه التوترات خفت حدتها بلقاء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، في الثامن من الشهر الحالي، لكنها لم تنته تماما.

يرى الخبير القانوني علي التميمي في مقابلة مع قناة "الحرة" أن التحقيقات التي أجرتها هيئة الإشراف القضائي بصفتها الهيئة المعنية في التحقيق بالاتهامات التي توجه للقضاء، بينت أن الاتهامات التي وجهت لقاضي محكمة النزاهة غير صحيحة.

حاول مراسلنا الحصول على تعليق من مجلس القضاء الأعلى، لكنه لم يتمكن لعدم وجود متحدث باسم المجلس.

لم تصدر هيئة النزاهة أي موقف بشأن إعلان مجلس القضاء الأعلى بدء التحقيقات مع رئيسها، على عكس الأيام السابقة التي كانت تتوالى فيها بياناتها بشأن هذه القضية.

ويعتبر حنون ثالث رئيس هيئة نزاهة يُتهم بملفات فساد من أصل خمسة رؤساء تعاقبوا على إدارة الهيئة، بعد راضي الراضي ورحيم العكيلي، اللذين صدرت بحقهما مذكرات قبض.