اشتعل الجدل في العراق حول مصطلح جديد وهو "المقاتلون الفضائيون"، حيث تدخلت شخصيات مثل النائب فائق الشيح علي معلقا، فيما تفاعل عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي مع القضية، فما هي القصة؟
النائب في البرلمان العراقي فائق الشيخ علي شن هجوما على إدارة هيئة الحشد الشعبي العراقي، متهما إياها بوجود "82 ألف فضائي" بين صفوف مقاتلي الحشد.
وكلمة "فضائي" هي الوصف الدارج بين الأجهزة الأمنية العراقية للجندي الذي يدفع جزءا من راتبه لمسؤوله مقابل عدم التحاقه بالدوام.
ويبلغ تعداد مقاتلي الحشد نحو 120 إلى 140 ألف مقاتل، الأغلبية الكبرى منهم من المقاتلين الشيعة، وتوجد أيضا فصائل سنية ومسيحية وشبكية وتركمانية.
وقال الشيخ علي في تغريدة إن أعداد مقاتلي الحشد الفعليين هم "48 ألف مقاتل، لكن قادتهم يتقاضون رواتب 130 ألف مقاتل، بفارق 82 ألف فضائي".
وأضاف علي في رد على سؤال أحد متابعيه "رواتب وتخصيصات الحشد تأتي إلى مجلس النواب في قانون الموازنة السنوية، ويجلسون ثلاثة شهور يناقشون فقراتها، ومعهم نوّاب قادة الحشد، وهم واحد يفتن (يسرب معلومات) على الثاني، هذا يقول فلان يأخذ رواتب 2000 حشدي.. وهو عنده بس 300 وذاك يقول والله ظلم تنطوه (تعطوه) رواتب 900 واحد وهو عنده بس 150".
وقال مصدر في هيئة الحشد الشعبي لموقع "الحرة" إن "الأعداد التي يتحدث بها الشيخ علي مبالغ بها"، مضيفا "مشكلة الفضائيين موجودة في كل الأجهزة الأمنية العراقية لكنها أقل لدى الحشد"، بحسب المصدر.
لكن مصادرا أخرى تحدثت لموقع "الحرة" أشارت إلى أن مشكلة الأعداد الوهمية موجودة بشكل كبير بين فصائل الحشد الشعبي.
وقالت المصادر، ومن بينهم مقاتلون في الحشد ومسؤولون بدرجة متوسطة فيه إن "خيار منح الأموال وترك الدوام شائع بشكل كبير، ويمكن للمقاتلين أن يمنحوا أموالا في أي وقت، سواء بشكل اتفاق مستمر، أو من أجل إجازات قصيرة".
وبحسب المصادر، فإن "جميع ألوية الحشد، بضمنها الحشد العشائري والأفواج المسيحية وغيرها تعاني من المشكلة ذاتها"، مؤكدة إن "هناك مقاتلين حقيقيين تسرق رواتبهم أيضا".
وتداول عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية وثائق لشكاوى من مقاتلين في الحشد بأن رواتبهم تسرق منذ أعوام.
وفي عام 2018، قتل مدير المديرية المالية في الحشد الشعبي قاسم الزبيدي على يد مجهولين، بعد بدئه تحقيقا بأمر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي في موضوع رواتب مقاتلي الحشد الوهمية.
افادت مصادر ان اغتيال "قاسم ضعيف الزبيدي" جاء على إثر كشفه عن عملية فساد واسعة النطاق. وبينت مصادر صحفية ان مجموعة مسلحة مؤلفة من 4 أشخاص داهمت منزل الزبيدي في #بغداد، في الأول من أيار الجاري، واطلقت النار عليه، ثم فارق الحياة في المستشفى. #التوجيه_العقائدي #الحشد_الشعبي #العراق pic.twitter.com/ew1RUkrxlQ
— فريق التواصل DOS (@DOTArabic) May 11, 2018
وقال العبادي وقتها إن الزبيدي كان قد اتصل به قبل حادث الاغتيال ليزوده بمعلومات تشير إلى وجود مقاتلين وهميين وأخبره بوجود فساد في توزيع الأموال واستيلاء بعض القيادات عليها، وأن هذا الملف بحاجة إلى تدقيق قبل أن يطلق أي زيادة في الرواتب.
وفي 2019، لم ينكر الحشد الشعبي اتهامات العبادي بوجود "فضائيين" في هيئة الحشد لكنه طالبه بتناول المشكلة "بروح أخوية".
وتعلن قيادات الحشد الشعبي وأبرز فصائله الولاء لإيران حيث ينفذ مسلحو الجشد أجندة طهران في العراق، وساءت سمعة الحشد في الآونة الأخيرة بعد أن تورط مسلحون في ميليشياته في قمع المتظاهرين العراقيين وتنفيذ إعدادمات وعمليات اختطاف بحق ناشطين خرجوا في تظاهرات منددة بفساد الطبقة السياسية والولاء لإيران.