صورة أرشيفية لعناصر من تنظيم داعش
صورة أرشيفية لعناصر من تنظيم داعش

نعى نائب رئيس البرلمان العراقي ومحافظ ديالى مقتل خمسة من أفراد قبيلة واحدة، بينهم شيخ القبيلة، على يد تنظيم داعش في مدينة المقدادية بمحافظة ديالى شرقي العراق.

وتباينت الأنباء بشأن تفاصيل الحادث، لكن الثابت هو أن داعش اختطف شخصا من قبيلة بني كعب الكبيرة في المحافظة، وفخخ جثته، ثم أدى انفجار الجثة إلى مقتل أربعة آخرين من عائلة المختطف.

والقتلى هم الشيخ فضاله الكعبي، واثنان من أبنائه، وابن عم لهم، وشخص خامس تباينت المصادر بشأن هويته.

الشيخ فضاله كان نافذا في منطقته واشترك بقتال تنظيم داعش

ففي البداية قيل إن المختطف هو راعي جاموس لاحق قطيعه إلى قرية مهجورة في المقدادية، قبل أن يختطفه تنظيم داعش منها ويفصل رأسه ويفخخ جثته، التي انفجرت على أفراد عائلته الذين قدموا لأخذها وقتلت أربعة منهم.

بعدها قالت مصادر إن المختطف هو أحد أبناء الشيخ فضالة الكعبي، شيخ عشائر البو همام في محافظة ديالى، وأن الجثة انفجرت حينما جاءت عائلته لرفعها وقتل خمسة منهم، لكن بيان رئاسة البرلمان العراقي ومحافظ ديالى قالا إن المختطف هو الشيخ فضاله نفسه.

وقال مصدر ثالث إن المختطف هو أحد الرعاة، وأن الشيخ وعائلته جاؤوا لتأمين الجثة التي انفجرت عليهم.

لكن كل المصادر اتفقت على أن الشيخ وقبيلته نافذون جدا في المحافظة، وقد اشتركوا في مقاتلة تنظيم داعش حينما كان يسيطر على أجزاء منها، ورجحوا أن تكون العملية انتقاما من التنظيم.

وقال محافظ ديالى مثنى التميمي إن "العصابات التكفيرية قامت بقتل أحد الشيوخ أثناء تواجده في إحدى المناطق الزراعية في المقدادية حيث تختبئ جرذان داعش ومن ثم قامت بتفخيخ جثته وبعد العثور على الجثة من قبل ذويه انفجرت عليهم ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير منهم".

ونعى النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي، في وقت سابق “الشيخ فضاله" و5 من بني كعب الذين قتلوا على يد تنظيم داعش في المقدادية. 

وقال بيان نائب رئيس البرلمان، الذي ينتمي إلى نفس قبيلة الشيخ إن "الشيخ الكعبي من الشيوخ الكبار الذين قارعوا الإرهاب".

وقالت مصادر محلية لموقع "الحرة" إن داعش بدأ يكثف تواجده في هذه المنطقة من محافظة ديالى، مستفيدا من طبيعة الأرض الوعرة والغطاء الزراعي الكثيف.

وازدادت وتيرة هجمات التنظيم خلال الشهر الماضي في هذه المنطقة، إذ نسبت للتنظيم هجمات يومية على مدينة المقدادية وأطرافها، باستخدام أسلحة مختلفة.

وهاجم التنظيم المدينة وأطرافها بقذائف الهاون وأسلحة القنص والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كما اختطف وقتل عددا من أبنائها.

أكثر من 25 ألف لبناني نزحوا إلى العراق هربا من دوامة الحرب المستعرة بين إسرائيل وحزب الله
أكثر من 25 ألف لبناني نزحوا إلى العراق هربا من دوامة الحرب المستعرة بين إسرائيل وحزب الله

دفعت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله آلاف اللبنانيين إلى الفرار من ديارهم، ليجد بعضهم ملاذاً آمناً في العراق، إذ يسعون للتأقلم مع واقع جديد مليء بالتحديات الاقتصادية والإجتماعية. 

لكن ما طرأ على واقع بلادهم من ظروف استثنائية تجبرهم على التعايش مع هذه التحديات وغيرها، حيث أن لبنان يعيش حالياً ظروفاً أمنية وإنسانية خطيرة بسبب آتون الحرب، ما قد يدفع بتزايد موجات النزوح اتجاه العراق وغيره من بلدان المنطقة.

وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت في بيانات صحفية استقبال النازحين اللبنانيين على شكل دفعات بناءً على قرار رئيس الوزراء العراقي بمنح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين وتسهيل دخولهم إلى العراق. 

ويقول المتحدث باسم الوزارة، علي عباس، لموقع الحرة إن كوادر الوزارة استقبلت أول دفعة تضم 144 نازحاً لبنانياً في 27 سبتمبر، ومن ثم توالت الدفعات من النازحين اللبنانيين، حيث استقبلت وزارة الهجرة عبر منفذ القائم البري مع سوريا أكثر من 8 آلاف لبناني.

لجنة إيواء

ويؤكد عباس أن رئاسة الوزراء شكّلت لجنة الإيواء العليا تضمنت وزارات أمنية وخدمية هيأت مركزاً لاستقبال النازحين من لبنان في منفذ القائم لتوثيق دخولهم رسمياً، من ثم تُقدم لهم الخدمات السريعة ومتطلباتهم الآنية يليها جرد بياناتهم وتهيئة وسائط نقل ليوزعوا على المحافظات وفقاً لتخطيط اللجنة.

ويشير عباس الى أن وزارة الهجرة سجلت في قاعدة بياناتها حتى الآن أكثر من 16 ألف نازح لبناني توزعوا على العديد من المحافظات العراقية منها نينوى والأنبار وصلاح الدين وبغداد وبابل ومحافظات ديالى والمثنى وأيضاً الديوانية والبصرة وميسان بأعداد قليلة، بينما تركز انتشارهم بأعداد كبيرة في محافظتي كربلاء والنجف.

وأضاف أن آلية استقبال النازحين اللبنانيين واجهت بعض المشاكل لغياب الاستعداد الكامل لهذا الملف، مما دفع لجنة الإيواء لتوزيعهم على محافظتي كربلاء والنجف اللتين تمتلكان بنية تحتية مناسبة إذ أنهما تستقبلان عادة عشرات آلاف الزوار سنوياً في المناسبات الدينية.

أعداد النازحين اللبنانيين في العراق .. إحصائيات أممية

في آخر إحصائية أعدتها منظمة الأمم المتحدة في 23 أكتوبر، أعلنت أن عدد النازحين اللبنانيين في العراق بلغ 25464  نازحاً دخلوا عبر منفذ القائم البري مع سوريا ومطاري بغداد والنجف، مبينة أن نحو 62 بالمئة منهم نساء وأطفال، وفقاً لموقعها الرسمي.

شهادات ومخاوف

"حفاوة استقبال وكرم كبير لم أشهدهما في حياتي" بهذه الجملة بدأ النازح اللبناني علي ريا حديثه لموقع "الحرة" من مدينة كربلاء، ويقول في شهادته عن رحلة نزوحه إنه خرج مع وزوجته وطفلتهما الوحيدة من مدينة البقاع، قرية تمنين التحتا، إلى قرية المتن بعد أن قصفت قريته بنحو 45 غارة جوية إسرائيلية خلفت 20 قتيل من أهالي القرية.

وأضاف أنه غادر بلاده إلى العراق بعدما علِم بالتسهيلات التي تقدمها بغداد للبنانيين، ويؤكد ريا أنه اضطر للسفر براً من منطقة المتن نحو سوريا عبر منطقة المصنع من ثم إلى الحدود مع العراق قبل أن يصل إلى مدينة كربلاء في 10أكتوبر المنصرم.

ويضيف ريا أن العتبات المقدسة وفرت كافة متطلباته وأقرانه من سكن ووجبات طعام يومية وبقية الإحتياجات الأخرى لكنه يواجه بعض الصعوبات في الحصول على فرصة عمل للحصول على منزل مستقل له ولأسرته، مبيناً أنه يأمل العودة سريعاً إلى لبنان، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل وإيقاف نزيف الدم وإنهاء الحرب.

وتؤكد النازحة اللبنانية هالة شمس الدين أن الحكومة العراقية ومواطنيها وحتى مؤسساتها الخاصة متمثلة بالعتبات المقدسة، تعاملت بأبهى صورة مع اللبنانيين وقدمت كل ما تحتاجه العائلة اللبنانية من سكن مجاني ومواد غذائية ووجبات طعام مستمرة ومبالغ إعانة مالية. 

وتقول النازحة اللبنانية إنها تشعر وأفراد عائلتها الأربعة براحة وآمان بعيداً عن أهوال الحرب لكنها تواجه صعوبة في الاستقرار، معربة عن قلقها من تأخر التحاق أبنائها بالمدارس، مطالبة بتدخل دولي حقيقي لإنهاء مأساة اللبنانيين.

المصدر: الحرة