اغتيال الناشطين بات يتكرر في العراق خلال الأشهر الأخيرة.
اغتيال الناشطين بات يتكرر في العراق خلال الأشهر الأخيرة. | Source: Twitter

أفادت وسائل إعلام عراقية باغتيال الناشط العراقي، مصطفى الجابري، مساء الأربعاء، وسط محافظة ميسان جنوبي البلاد.

وتشهد مدن جنوبية في العراق احتجاجات تطالب بالكشف عن مصير الناشطين الذين تعرضوا للاعتقال أو الاختطاف، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المحتجين بالرصاص الحي.

وقبل أيام قتل أكثر من سبعة محتجين في محافظة ذي قار برصاص مسلحين قيل إنهم ينتمون للتيار الصدري.

مسلحون يغتالون الناشط في التظاهرات مصطفى الجابري وسط ميسان #الشرقية_نيوز

Posted by ‎AlSharqiya تلفزيون الشرقية‎ on Wednesday, December 2, 2020

وتداول مغردون على موقع تويتر، بكثافة، نبأ اغتيال الناشط، معربين عن استيائهم لاستمرار  الاعتداءات على الناشطين في العراق.

ووفقا لمغردين، فإن الاغتيال تم على يد مسلحين لا تزال هويتهم مجهولة.

وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، لم يتسن للحرة التأكد من صحته، يفترض أنه لـ"الواقعة"، ويظهر فيه شخصان على دراجة، يلقيان ما يشبه القنبلة بجوار إحدى السيارات المتوقفة على جانب الطريق، ويغادران الموقع قبيل انفجارها.

وتداول مغردون مقطع فيديو يظهر جثة في داخل سيارة محطمة، يُزعم أنها جثة الجابري.

وطالب مواطنون الحكومة بتشكيل "خلية أزمة" في ميسان، على غرار الخلية التي أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتشكيلها في ذي قار، بعد مقتل ناشطين سلميين.

صورة نشرتها وزارة الخارجية العراقية للقاء الوزيرين
صورة نشرتها وزارة الخارجية العراقية للقاء الوزيرين

يجري وزراء خارجية النظام السوري والعراق وإيران، الجمعة، مباحثات في العاصمة العراقية بغداد، لبحث التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا، حيث دخلت الفصائل المسلحة حدود مدينة حمص، وسط البلاد.

وقبل الاجتماع الثلاثي، حذر وزير خارجية النظام السوري بسام صباغ، ونظيره العراقي فؤاد حسين، الجمعة، من أن التطورات في سوريا قد تمثل "تهديدا خطيرا" و"تأثيرا مباشرا" على أمن المنطقة.

وأوضح بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن الوزيران التقيا في بغداد، و"استعرضا التطورات الأمنية في سوريا". وأعرب حسين عن "قلق العراق البالغ إزاء التطورات"، مؤكدا أنه يتابع المستجدات على الساحة السورية "باهتمام كبير لما لها من تأثير مباشر على أمن واستقرار المنطقة".

وأشار الوزير السوري إلى أن "القلق مشترك بين البلدين"، مؤكدا أن "التطورات الحالية قد تشكل تهديدا خطيرا لأمن المنطقة ككل".

وأكد الوزيران على "أهمية استمرار التنسيق لتفادي تكرار التجارب السابقة، وحماية الأمن الإقليمي، وضمان استقرار المنطقة"، وفق البيان.

وعلى صعيد متصل، قال رئيس "هيئة الحشد الشعبي" العراقية، فالح الفياض، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن الأزمة السورية "حدث داخلي، لكن العراق يتحسب لأي طارئ لمواجهة العصابات الإرهابية".

وأضاف: "لا يمكن لنا غض الطرف عندما تتحكم بسوريا الجماعات الإرهابية المدعومة بأجندات خارجية وتدخلات غربية، والترويج لعصابات داعش".

وشدد على أن "العراق وإن لم يكن طرفا في الأزمة، فإن عليه الوقاية في ظل ما يجري في دولة مجاورة له، وسوريا تمثل مجالنا الأمني الحيوي".

يأتي ذلك بعد تحذير أصدره "أبو محمد الجولاني"، زعيم "هيئة تحرير الشام"، المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية، من تدخل أي قوة متحالفة مع إيران، مثل الحشد الشعبي في العراق، في المواجهات الجارية في سوريا.

وطالب الجولاني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بأن "ينأى بالعراق من أن يدخل في أتون حرب جديدة".

وكانت مصادر عراقية وسورية قد قالت إن بعض المقاتلين العراقيين دخلوا سوريا في وقت سابق من هذا الأسبوع، لدعم قوات النظام السوري.

والخميس أيضا، دعا الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الحكومة والفصائل العراقية المسلّحة إلى "عدم التدخل" في ما يحصل بسوريا.

وشدد عبر منصة إكس على "ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات والميليشيات والقوات الأمنية في الشأن السوري كما كان ديدن بعضهم في ما سبق"، داعيا "الحكومة إلى منعهم من ذلك ومعاقبة كل من يخرق الأمن السلمي والعقائدي".

وسبق أن صرح فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، عن مساع تبذلها بغداد لـ"احتواء الأزمة السورية".

وقال خلال مقابلة مع موقع "الحرة"، الثلاثاء، إن "هناك مساعي كثيرة ومتواصلة من قبل العراق لاحتواء وتطويق الأزمة السورية".

ورأى المستشار الحكومي، أن الأحداث الحالية في سوريا، وانتشار "الإرهابيين" هناك، "يمس" الأمن القومي العراقي على المدى البعيد، وفقا لقوله.

 ودخلت فصائل سورية معارضة مسلحة، الجمعة، إلى حدود مدينة حمص الإدارية من جهة الشمال، وسيطرت على قرى وبلدات كانت متمردة ضد النظام السوري منذ سنوات، وعُرفت بعد عام 2018 بمناطق "التسويات".

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية للعملية التي تُعرف بـ"ردع العدوان" وتقودها "هيئة تحرير الشام" المصنفة على لوائح الإرهاب الأميركية، والفصائل السورية المتحالفة معها، سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الجمعة، إن الفصائل بدأت بالتقدم شمال مدينة حمص، بعد سيطرتها على حماة، وهو ما أكده مصدر في فصيل عسكري يضم تجمعا من أبناء حمص.

وأضاف المصدر لموقع "الحرة"، أن الفصائل "دخلت منذ ساعات الصباح إلى تلبيسة والرستن وتير معلة والدار الكبيرة"، وهي مدن لم يتمكن النظام السوري من فرض سلطته الأمنية والعسكرية فيها بعد تمردها في 2012.

وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها الفصائل المسلحة حدود حمص منذ عام 2018.

وفي التاريخ المذكور كان النظام السوري وروسيا قد أبرما اتفاقا مع الفصائل المسلحة هناك، قضى بخروجهم إلى الشمال السوري، مع إجراء "تسوية وضع" لمن يرغب في البقاء.

ورغم أن اتفاق "التسوية" أعاد النظام السوري إلى بعض المواقع العسكرية وأتاح له التواجد على الطريق الدولي بين حمص وحماة، لم تكن تفاصيله كفيلا بإنهاء حالة التمرد، والتي تمثلت عدة مرات بتفجيرات واستهدافات طالت حواجز أمنية.