يروي الصحفي والناشط العراقي، علي عامر المكدام، لموقع "الحرة" تفاصيل اختطافه الذي دام لأكثر من 24 ساعة، وإطلاق سراحه، و"التعذيب" الذي قال إنه تعرض له على يد الجهة الخاطفة.
ويقول المكدام لموقع "الحرة" إن مسلحين يرتدون الكمامات قاموا بإرغامه على الصعود في سيارة مدنية، من إحدى مناطق بغداد، التي تحفظ على ذكر اسمها لأن التحقيقات ما تزال جارية في قضية اختطافه.
"سارت السيارة لفترة فيما بدا طريقا غير معبد"، يضيف المكدام، الذي قال إنه اقتيد إلى بناء في منطقة لم يتمكن من تحديدها، ثم جرى تعذيبه.
"استعملوا الصواعق الكهربائية في تعذيبي"، يقول المكدام مضيفا أنهم "استخدموا الهراوات التي ضربوني بها على قدمي، وكسروا أنفي".
نشر أصدقاء المكدام صورا له تظهر تعرضه إلى التعذيب بوضوح، والإصابات ظاهرة على أنفه ووجهه.
يقول المكدام إن الخاطفين كانوا يسألونه باستمرار عن مقال منشور في معهد واشنطن شارك هو بكتابته، وعن "الحق الذي يجعله يكتب بهذه الطريقة عن قادة النصر" في إشارة إلى أبو مهدي المهندس، قائد الحشد الشعبي السابق، وقاسم سليماني، القائد في الحرس الثوري الذين قتلا بغارة أميركية في بغداد.
لاحقا، أطلق الخاطفون سراح المكدام بعد أن "أحسوا بأن القوات الأمنية تقترب من اعتقالهم"، كما يقول مضيفا قوله: "أعتبر أن القوات الأمنية هي من حررتني".
قضية المكدام تفاعلت بشكل كبير في العراق، خاصة وأن حوادث الاختطاف تنتهي عادة نهايات أسوأ من نهاية هذه الحادث.
رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، زار المكدام في المستشفى الحكومي الذي يرقد فيه، وتعهد "بحماية حرية التعبير وحماية قلم الصحفي"، كما ينقل المكدام.
رئيس مجلس الوزراء @MAKadhimi يطمئن على صحة الصحفي والناشط علي المگدام في احدى مستشفيات بغداد، بعد أن حررته القوات الأمنية من خاطفيه . pic.twitter.com/SnJhybx7rK
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 10, 2021
كما زارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، جينين بلاسخارت، المكدام في مستشفاه وبقيت "أكثر من ساعة" كما يقول.
Wishing journalist @ali_almikdam a speedy recovery. We salute his courage and determination, and condemn cowardly aggressions that threaten a pillar of democracy: freedom of expression. pic.twitter.com/MPfW3OMNzo
— Jeanine Hennis (@JeanineHennis) July 11, 2021
الاختطاف "الجيد"
ويقول الصحفي العراقي، منتصر السلمان، إن "اختطاف المكدام انتهى نهاية جيدة نسبيا"، مضيفا لموقع "الحرة" أن "حوادث الاختطاف لا تنتهي عادة بعودة المختطف".
ويعتقد السلمان أن "حادثة المكدام كان الهدف منها تهديده وإسكاته كما يبدو، خاصة وأنه صحفي بارز ويتمتع بعلاقات كثيرة، كما إنه ناشط سياسيا".
وينتمي المكدام إلى حركة "البيت العراقي" المعارضة، والتي تشكلت في الفترة التي تلت احتجاجات تشرين 2019 في العراق.
ويقول الناشط في تظاهرات الناصرية، في محافظة ذي قار العراقية، مسلم العبادي، إن "الاختطاف وسيلة تستخدم بشكل واسع لبث الرعب في قلوب الناشطين في البلاد".
ويتابع مسلم، الذي تعرض هو نفسه لتجربة مشابهة لموقع "الحرة" أن "المختطف يشعر بفقدان السيطرة وأنه تحت رحمة من اختطفوه بشكل كامل"، مضيفا "اختطفوني لساعات قليلة فقط، ولم أتعرض للضرب وإنما للاحتجاز، لكن الرعب كان هائلا".
وفي المقابل، يروي مسلم قصة زميله "سجاد العراقي" الذي لا يزال مختطفا منذ أكثر من عام، ولم تفلح جهود القوات الأمنية أو الوساطات في تحريره.
كما يشير مسلم إلى قصة المحامي العراقي علي جاسب، الذي اختطف منذ أكثر من عام هو الآخر، قبل أن يقتل والده برصاص مجهولين فيما يعتقد إنه رغبة بإسكاته، مضيفا "قصة علي محزنة للغاية، لا يزالون يلاحقون عائلته ويهددونهم".
ويرقد المكدام حاليا في مستشفى حكومي ببغداد، لكنه لم يكشف إذا كان يخطط للبقاء في العاصمة، أو العودة لأربيل التي كان يستقر فيها لأشهر بسبب وضعها الأمني الأكثر استقرارا.
ومنذ 2019، خرج عشرات الناشطين العراقيين من مناطقهم الأصلية إلى إقليم كردستان العراق أو إلى دول مجاورة، هربا من الملاحقة والاغتيال، فيما تعرض ناشطون ومحللون وصحفيون كثر إلى القتل، بدون أن يتم اعتقال قاتليهم.