توالت ردود الفعل العراقية على القصف التركي الذي طال منتجعا سياحيا في إقليم كردستان بشمال العراق، الأربعاء، على الحدود التركية، وأودى بحياة 9 مدنيين وفق السلطات المحلية، بينهم أطفال ونساء.
وندد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بالقصف معتبرا أن "القوات التركية (ارتكبت) مجددا انتهاكا صريحا وسافرا للسيادة العراقية".
وأكد الكاظمي في أن العراق "يحتفظ بحقه الكامل بالرد على الاعتداءات التركية" وأنه سيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه، وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر.
وأضاف أن القوات التركية "ارتكبت مجددا انتهاكا صريحا وسافرا للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى أغلبهم نساء وأطفال".
وأضاف أن "هذا الاعتداء الغاشم يثبت أن الجانب التركي لم يعر الانتباه لمطالبات العراق المستمرة بإيقاف الانتهاكات العسكرية ضد الأراضي العراقية وأرواح العراقيين، وأن العراق يرفض استخدام أراضيه من قبل أي جهة للاعتداء على جيرانه، ويرفض في المقابل استخدام المسوغات الأمنية لتهديد حياة المواطنين العراقيين والاعتداء على أراضي العراق".
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) July 20, 2022
وقال التلفزيون العراقي الرسمي إن بغداد رفعت شكوى لدى مجلس الأمن الدولي على القصف التركي، وفقا لما أفاد مراسل الحرة.
من جهته، كتب الرئيس العراقي، برهم صالح، في تغريدة أن القصف التركي "مدان ومستنكر ويمثل انتهاكا لسيادة البلد وتهديدا للأمن القومي العراقي، وتكرارها غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الأعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار".
القصف التركي الذي طال دهوك واسفر عن استشهاد واصابة عدد من أبنائنا، مُدان ومُستنكر ويُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي، وتكرارها غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الاعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار.
— Barham Salih (@BarhamSalih) July 20, 2022
وفي ردود الفعل الشعبية على القصف التركي، تجمع عدد من المتظاهرين الغاضبين بالقرب من مكتب الفيزا التركي في محافظة النجف وأنزلوا العلم التركي، مطالبين بغلق المكتب، فيما دعا محتجون آخرون إلى تظاهرة في المحافظة احتجاجا على القصف.
اغلاق مركز تقديم الفيزا وانزال العلم التركي في بناية القنصلية التركية في النجف الأشرف. #قاطعوا_المنتجات_التركية#اطردوا_السفير_التركي#اقصفوا_قواعد_الجيش_التركي pic.twitter.com/JoCnrOnrCp
— سومري #313 (@S1_313) July 20, 2022
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية إن القصف الذي تعرضت له قرية سياحية قريبة من حدودها في شمال العراق، كان "هجوما إرهابيا" ودعت السلطات العراقية إلى تجنب الإدلاء بتصريحات متأثرة بـ "دعاية منظمة إرهابية" في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في المنطقة.
وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن أنقرة "حزينة" لضحايا الهجوم، وإنها "تولى أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية أو الثقافية" وهي "مستعدة لاتخاذ أي خطوات ضرورية لكشف الحقيقة وراء الهجوم".
وينفذ الجيش التركي باستمرار عمليات عبر الحدود ويشن غارات جوية على شمال العراق يقول إنها مواقع لحزب العمال الكردستاني.
ويستخدم حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته تركيا ودول أخرى على قائمة المنظمات الإرهابية منذ عقود، الجبال الشمالية في العراق نقطة انطلاق لعملياته في إطار التمرد المستمر منذ عقود ضد الدولة التركية وجيشها.
وفي أبريل الماضي، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد مسلحين أكراد في منطقة متينا شمالي العراق، شارك فيها نحو 5 آلاف جندي مدعومين بمروحيات وطائرات مسيرة وقوات خاصة نفذت عمليات إنزال.
وسبق أن طالب العراق تركيا بإنهاء أنشطتها العسكرية على أراضيه، لكن أنقرة تتهم بغداد بالتسامح مع وجود حزب العمال الكردستاني، وترفض إنهاء هجماتها عبر الحدود