القصف طال مصيفا في شمالي العراق
القصف طال مصيفا في شمالي العراق | Source: Social Media

قتل 8 مدنيين على الأقلّ، الأربعاء، وأصيب 20 آخرون بجروح بقصف نسبته بغداد إلى تركيا طال منتجعا سياحيا في زاخو بإقليم كردستان شمال العراق، حسبما نقلت فرانس برس عن مصادر محلية.

وقال قائم مقام قضاء زاخو مشير بشير إن "خمسة أشخاص بينهم سياح" من مناطق عراقية من خارج الإقليم قتلوا في القصف الذي طال منتجعا قرب قرية باراخ في زاخو الحدودية مع تركيا.

وأضاف أن "من بين القتلى طفل وامرأة"، وأشار إلى أن "تركيا قصفت قرية باراخي مرتين اليوم".

وتحدّث مسؤول في حكومة إقليم كردستان بدوره عن "مقتل خمسة أشخاص" على الأقلّ "وإصابة آخرين بجروح".  

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق صورا للحظات القصف الأولى وإسعاف المصابين.

وندد الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة، بالقصف التركي معتبرا أنه يشكل "انتهاكا لسيادة البلد وتهديدا للأمن القومي".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية إن القصف الذي تعرضت له قرية سياحية قريبة من حدودها في شمال العراق، كان "هجوما إرهابيا" ودعت السلطات العراقية إلى تجنب الإدلاء بتصريحات متأثرة بـ "دعاية منظمة إرهابية" في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي ينشط في المنطقة.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي، إن أنقرة "حزينة" لضحايا الهجوم، وإنها "تولى أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية أو الثقافية" وهي "مستعدة لاتخاذ أي خطوات ضرورية لكشف الحقيقة وراء الهجوم".

وينفذ الجيش التركي باستمرار عمليات عبر الحدود ويشن غارات جوية على شمال العراق يقول إنها مواقع لحزب العمال الكردستاني. 

ويستخدم حزب العمال الكردستاني الذي أدرجته تركيا ودول أخرى على قائمة المنظمات الإرهابية منذ عقود، الجبال الشمالية في العراق نقطة انطلاق لعملياته في إطار التمرد المستمر منذ عقود ضد الدولة التركية وجيشها.

وفي أبريل الماضي، أطلقت تركيا عملية عسكرية ضد مسلحين أكراد في منطقة متينا شمالي العراق، شارك فيها نحو 5 آلاف جندي مدعومين بمروحيات وطائرات مسيرة وقوات خاصة نفذت عمليات إنزال.

وسبق أن طالب العراق تركيا بإنهاء أنشطتها العسكرية على أراضيه، لكن أنقرة تتهم بغداد بالتسامح مع وجود حزب العمال الكردستاني، وترفض إنهاء هجماتها عبر الحدود.

تركيا تشن بشكل دوري هجمات جوية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني
تركيا تشن بشكل دوري هجمات جوية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني (أرشيف)

أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان شمال العراق، الاثنين، عن مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين من حزب العمال الكردستاني بضربة جوية نفذتها طائرة مسيرة تركية.

وقال مراسل "الحرة" إن الغارة استهدفت مخيما للاجئين بقضاء مخمور، يقع بين نينوى وأربيل.

وقال الجهاز في بيان إن المسيرة استهدفت صباح الاثنين تجمعا لعناصر حزب العمال داخل مخيم مخمور.

ويضم المخيم المئات من الأسر التي نزحت من تركيا منذ سنوات طوال، وتقول أنقرة إن حزب العمال الكردستاني يتخذ من المخيم منطلقا لتدريب مقاتليه وشن هجمات داخل الأراضي التركية.

وفي 23 أغسطس الماضي، أعلن الجهاز عن مقتل 3 أشخاص بينهم مسؤول في حزب العمال الكردستاني، بعد استهداف السيارة التي تقلهم بطائرة مسيرة تركية في السليمانية.

وأفاد الجهاز في بيان، نقله مكتب قناة الحرة بأربيل، بأن "طائرة مسيرة تابعة للجيش التركي استهدفت سيارة تقل مسؤولا في حزب العمال الكردستاني بالقرب من قرية تابعة لقضاء سيد صادق في السليمانية".

وأوضح المصدر ذاته، أن "الاستهداف أدى إلى مقتل المسؤول العمالي وسائقه ومرافقه واحتراق السيارة بالكامل".

وتشن تركيا منذ فترة طويلة حملة في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهما كيانان تعتبرهما أنقرة جماعتين إرهابيتين.

وأعلنت تركيا، في أغسطس الماضي عن اتفاقية تعاون عسكري مع العراق  تتضمن إقامة مراكز تدريب وقيادة مشتركة ضد الانفصاليين الأكراد، وقالت بغداد إنها قررت حظر العمال الكردستاني كحزب.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بعد اجتماعه في أنقرة مع نظيره العراقي فؤاد حسين "سنرفع تعاوننا إلى أعلى مستوى بفضل مراكز القيادة والتدريب المشتركة المضمنة في هذه الاتفاقية".

ولحزب العمال الكردستاني قواعد خلفية في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي والذي فيه أيضا قواعد عسكرية تركية منذ 25 عاما.

ويخوض الحزب تمردا مسلحا ضد السلطات التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية".