مظاهرة في يوم المرأة العالمي بالعراق (أرشيفية)
مظاهرة في يوم المرأة العالمي بالعراق (أرشيفية)

بعد مرور أكثر من يومين على نشر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام عراقية وعربية ومنظمات حقوقية، معلومات عن "مقتل مدونة عراقية خنقا على يد والدها"، خرجت الأجهزة الحكومية في العراق عن صمتها عبر بيان نشر على الصفحة الموثقة لمسؤول أمني على فيسبوك، الجمعة.

وفي حين لم تذكر وكالة الأنباء العراقية الحكومية أي معلومة عن مقتل الشابة الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام محلية وعربية ما نشره مدونون تحت وسم "حق طيبة"، إذ قيل إن الضحية طيبة العلي، كانت قد غادرت العراق منذ سنوات وتوجهت إلى تركيا هربا من عائلتها، وعادت أخيرًا بطلب من والدتها، إلا أنها تعرضت عقب عودتها للتهديد من قبل بعض أفراد العائلة.

واليوم الجمعة، نقلت وسائل إعلام محلية ما قالت إنه بيانا لوزارة الداخلية يوضح بعض ملابسات القضية، ولكن موقع الحرة لم يجد هذا البيان على حسابات الوزارة على مواقع التواصل أو على موقع وكالة الأنباء العراقية.

إلا أن المعلومات التي أوردها الإعلام المحلي نقلا عن "هذا البيان"، كانت متطابقة مع تغريدات نشرها حساب غير موثق لرئيس خلية الإعلام الأمني ومدير دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، بالإضافة إلى حساب موثق على فيسبوك.

وقال الحساب في سلسلة من التغريدات تحت عنوان "توضيح" أنه "من خلال طبيعة ومهام عمل دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية ترد العديد من المناشدات من قبل المواطنين، ومن بينها مناشدة المرحومة (طيبة العلي) من محافظة الديوانية".

وأضاف التغريدات: "تم الاستماع لها وتقديم الدعم والمشورة من أجل التواصل الى حلول مناسبة للمشكلة التي حصلت بينها وبين اسرتها التي تم اللقاء بها أيضاً لاحقاً في مقر دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية، وبالفعل استجابت المرحومة مع اسرتها لحل المشاكل التي بينهما، وقد وردت معلومات من خلال إحدى صديقاتها بقيام المرحومة بالتوجه الى محافظة الديوانية".

ونبهت إلى أنه"على أثر ذلك وبعد أخذ الضمانات توجهت الشرطة المجتمعية في محافظة الديوانية برئاسة مدير الشعبة الى منزل هذه الأسرة وجرى اللقاء بينهم والوصول الى حلول مناسبة ترضى الجميع لحل الخلاف العائلي بشكل نهائي".

وتابعت سلسلة التغريدات: "إلا إننا تفاجئنا في اليوم التالي الذي من المفروض ان نلتقي بهم مرة أخرى، بخبر مقتلها على يد والدها كما جاء في اعترافاته الأولية".

وختمت "بعد أن قام بهذا الفعل سلم نفسه إلى مركز الشرطة بحسب المعلومات الواردة ومازالت التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادث وإعلانه أمام أنظار الرأي العام".

مدونون أثاروا القضية

وكان حساب "فريق البصرة النسوي"، ذكر عبر سلسلة من التغريدات، أن المدونة الراحلة طيبة العلي كانت قد تعرضت وهي طفلة للتحرش الجنسي.

ونوه الحساب إلى أنه رغم شكواها المتكررة لذويها عما تتعرض له، إلا أنها كانت تقابل بالرفض الأمر الذي دفعها للهروب إلى تركيا في العام 2017 واستقرت في مدينة إسطنبول، حيث تعرفت على خطيبها السوري، وكانت تستعد للزواج منه قريبًا.

وفي يناير الماضي، وفقا لنفس الحساب عادت طيبة إلى العراق من أجل تشجيع منتخب بلادها في كأس الخليج 25 الذي استضافته مدينة البصرة العراقية شهر يناير الماضي.

ودعى حساب "الحراك النسوي بالعراق" إلى وقفة يوم الأحد المقبل، الساعة العاشرة صباحا، أمام قصر العدالة في بغداد للمطالبة بالقصاص من قاتلها. 

 

من هي طيبة العلي؟

تعرف طيبة العلي نفسها في فيديو على قناتها على يوتيوب، بأنها مدونة "لايف ستايل". وتقول إنها من مواليد العام 1999، وإنها سافرت إلى خارج العراق منذ 7 سنوات بغرض الدراسة، ثم أكملت حياتها خارجها. 

وذكرت طيبة، في فيديو، أنها تعتبر والدتها أقرب الناس إلى قلبها، وأنها تعيش في إسطنبول، المدينة الأحب إلى قلبها، وإنها ليست متزوجة وتعيش وحدها. 

وعلى مدار العام الماضي، نشرت طيبة عدة فيديوهات تتعلق بالموضة والتجميل، ووثقت رحلتها خلال عملية تجميل للأنف، وعملية أخرى لتكبير حجم الشفاه.

وظهر في عدد من الفيديوهات شاب عرفته بأنه "حبيبها" شاركها عددا من الأنشطة الرياضية والسياحية. 

وطبقا لصفحة محمد على الإنستغرام، فهو سوري مقيم بتركيا، يعمل في سمسرة العقارات، ويهوى كمال الأجسام. 

ويعود آخر فيديو لقناة طيبة على يوتيوب لتاريخ 18 يناير، وكان مضمونه "تحدي" كوميدي، مكافأته البدء في إجراءات الزواج بمحمد. 

واختفى حساب طيبة من على إنستغرام، في حين ظهرت عشرات الحسابات المزيفة لها التي تنتحل شخصيتها، بحسب ما رصدت "الحرة". 

وأدى اختفاء الحساب لصعوبة التأكد مما تداوله نشطاء بشأن شكاوى طيبة السابقة من عائلتها وسوء معاملتهم. 

ولا توجد إحصائيات دقيقة بشأن الجرائم التي تنسب إلى ما يسمى "غسل العار وتطهير الشرف" والتي يذهب ضحيتها العديد من الفتيات والنساء، إذ ذكرت إحدى الإحصائيات الرسمية أن عدد النساء اللواتي قتلن في العام 2012 يزيد عن 70 امرأة وفتاة، في حين أكد نشطاء أن العدد أكبر من ذلك بسبب التغطية على تلك الجرائم ونسبها في العديد من الحالات إلى "الانتحار".

World leaders take part in the 79th annual U.N. General Assembly high-level debate
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك - سبتمبر 2024

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الاثنين، أن العراق يعمل على ضبط أوضاعه الأمنية والسياسية داخليا، لتجنب الانزلاق في أي صراع، في إشارة إلى الحرب في غزة والتصعيد بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وقال الشمري لموقع "الحرة" إن "الحكومة تسعى بإصرار للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز سيادة الدولة، وأن تكون فعاليات جميع القوى العاملة ضمن سياق المؤسسات القرارية للدولة، وعدم الخروج عن الإجماع الوطني".

وعن الآليات التي تتبعها بغداد بشأن ما يحدث في المنطقة، أشار الشمري أن "العراق يعتمد بشكل كبير على حجم علاقاته الدبلوماسية، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وفك الاختناقات التي قد تنشأ نتيجة التعقيدات الحاضرة".

ويشير إلى أهمية أن يتحقق التوازن في سياسات العراق الخارجية، التي يستخدم "الدبلوماسية" للتهدئة، والداخلية من خلال "ضبط" الأوضاع للحفاظ على الاستقرار، وتجنب "الانزلاق في أي صراع قد يفرض عليه"، على حد تعبيره.

ويذهب المستشار الحكومي مع ما ذهب إليه السوداني في مرات عديدة، بشأن التحذير من "اتساع رقعة الحرب"، التي يرى أنها "لن تكون في صالح أحد"، ويشير إلى أن "لا منتصر فيها".

وبينما يسعى العراق إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر الماضي، تدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

في "التوقيت الحرج".. بغداد تستنجد بـ"الأصدقاء" لتجنب الحرب
لكن في مقابل هذه المساعي الرسمية، تُهدد فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات جديدة على إسرائيل. ليس هذا فحسب، بل هدد زعيم ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، الأحد، باستهداف السعودية والإمارات، واتهمهما بـ"المسؤولية" عن الحرب التي تشهدها المنطقة.

والجمعة، قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وخاطب السوداني، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي "كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، وقال: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".