أثار مقطع مصور للقيادي في الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي الملقب "أبو فدك" وهو يتحدث عن النساء السوريات، الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت اعتبر مقربون من الحشد أن الحادثة ليست سوى "مزحة" غير مقصودة.
وظهر "أبو فدك" في فيديو قصير وهو يتحدث ويضحك مع ضابط سوري من داخل إحدى المدن المتضررة من الزلزال قبل أن يوجه له الكلام بالقول: "أي وحدة (امرأة) متأخرة أو فاتها القطار، اعزلها لنا"، مضيفا باللهجة العراقية "تمشي عندنا".
"شفلنا حتى وحدة فايتها القطار ناخدها ويانا".. القيادي في #الحشد_الشعبي العراقي، الذي قدم #حلب بحجة نجدة أهلها، يطلب من أحد ضباط الأسد تأمين إحدى ناجيات الزلزال له. #أبو_فدك التقى الأسد قبل ساعة من طلبه امرأة سورية منكوبة pic.twitter.com/o7YibCOVSm
— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) February 11, 2023
وانتقد ناشطون ومستخدمون على تويتر كلام "أبو فدك" ورأوا فيه "استفزازا" لمشاعر السوريين وتلميحات لـ"ممارسة الجنس" مع النساء المنكوبات من الزلزال.
وقال الصحافي السوري قتيبة ياسين في تغريدة إن إبو فدك" حضر لمدينة حلب "بحجة نجدة أهلها، لكنه يطلب من أحد ضباط الأسد تأمين امرأة له".
"أبو فدك" قائد أركان الحشد الشعبي العراقي التابع لإيران نزل إلى حلب بحجة نجدة أهلها
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) February 11, 2023
وهنا يطلب من أحد ضباط الأسد تأمين امرأة له من ضحايا الزلزال ويقول: "أي وحدة متأخرة ولو فايتها القطار تمشي عدنا" وضابط الأسد يضحك!
وكان قد التقى مع بشار الأسد قبل ساعة من طلبه امرأة سورية منكوبة pic.twitter.com/5GcLUKLOFK
وكذلك كتبت الناشطة السورية في مجال حقوق الإنسان بيداء حميد في تغريدة أن "رئيس أركان الحشد الشعبي المدعو أبو فدك طلب ممارسة الجنس مع سوريات من ضحايا الزلزال.. وطلب هذا الفعل الفاحش من دون حياء وخجل أمام الكاميرات".
مسؤول حكومي عراقي يطلب ممارسة الجنس مع سوريات فقدن أزواجهن بالزلزال طلب رئيس أركان الحشد الشعبي, المدعو ابوفدك ممارسة الجنس مع سوريات من ضحايا الزلزال وطلب هذا الفعل الفاحش من دون حياء وخجل أمام الكاميرات من ضابط بعثي سوري, وانتشر مقطع #المحتوى_الهابط بالتواصل الإجتماعي pic.twitter.com/8p2OvvrSVp
— Baydaa Hameed (@BaydaaHameed2) February 11, 2023
وكان إعلام هيئة الحشد الشعبي ذكر في وقت سابق أنه أرسل قافلة تضم مواد إغاثية ومساعدات للسوريين المتضررين من الزلزال في مدينة حلب.
وظهر أبو فدك قبل ذلك في فيديو قصير وهو يلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد أثناء زيارته لمدينة حلب.
#بشار_الأسد_البعثي... pic.twitter.com/Wd0b1cglD9
— سَجَد الجبوري (@sjd_aljubori) February 10, 2023
ورفض المسؤول في مديرية إعلام الحشد الشعبي مؤيد الساعدي التعليق على حديث "أبو فدك"، وبدلا من ذلك وجه انتقادات للولايات المتحدة واتهمها بـ"محاصرة السوريين وتعطيل وصول المساعدات الإغاثية لضحايا الزلزال".
وقال أيضا في اتصال مع موقع "الحرة": "لا تبحثوا عن قضايا تفصيلية دقيقة الشعبين السوري والعراقي غير معنيين بها" حسب تعبيره.
يشار إلى أن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت، الجمعة، رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتا بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن. وأشارت أيضا إلى أن برامج العقوبات الأميركية "تتضمن أساسا استثناءات متينة للعمليات الإنسانية".
وأضافت: "لا تستهدف برامج العقوبات الأميركية المساعدة الإنسانية المشروعة، بما في ذلك جهود الإغاثة في حالات الكوارث".
وتعد الولايات المتحدة المانح الرئيسي للمساعدات الإنسانية لسوريا، حيث قدمت ما يقرب من 16 مليار دولار في جميع أنحاء سوريا والمنطقة منذ بداية الأزمة السورية. وتصل مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وحدها إلى أكثر من 6.6 مليون شخص شهريا داخل سوريا.
بالمقابل قال المحلل السياسي المقرب من الحشد حيدر البرزنجي إن "خروج كلام أبو فدك للعلن كان خطأ ويفترض من المقربين والمتواجدين هناك أن يوضحوا ما جرى".
وأعرب البرزنجي في حديث لموقع "الحرة" عن اعتقاده أن أبو فدك تحدث بهذا الكلام "من باب المزاح ولم يكن يقصد ذلك".
وأضاف البرزنجي "مع ذلك هناك من استغل هذا في محاولة للطعن بشخص أبو فدك ومحاولة توظيف ما جرى سياسيا للانتقاص منه".
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت صنفت "رئيس أركان الحشد الشعبي العراقي، عبد العزيز المحمداوي -أبو فدك – ضمن قوائم الإرهاب في يناير 2021، بسبب صلاته بالحرس الثوري الإيراني، وميليشيا كتائب حزب الله العراقية، ومسؤوليته عن مقتل واختطاف متظاهرين، وسيطرته على مؤسسات أمنية عراقية وجعلها تعمل لخدمة إيران".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في حينها إن "المحمداوي هو الأمين العام السابق لكتائب حزب الله، وهي منظمة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة"، ومدعومة من إيران وتسعى إلى "دعم أجندة طهران الخبيثة في المنطقة"، وقد أعلنت مسؤوليتها عن "العديد من الأعمال الإرهابية في العراق".
وحملت مجموعات مسلحة لافتات كتب عليها كلمة "الخال" وهو الوصف الذي يطلقه المسلحون للكناية عن أبو فدك، في بناية مرآب السنك، بعد قيام عناصر مسلحة بقتل وإصابة متظاهرين في ساحة التحرير والسيطرة على بناية المرآب، نهاية عام 2019.
وبحسب بيان الخارجية فإن المحمداوي عمل مع الحرس الثوري الإيراني "لإعادة تشكيل مؤسسات الدولة العراقية بعيدا عن هدفها الحقيقي المتمثل في الدفاع عن الدولة ومحاربة تنظيم داعش"، وجعل تلك المؤسسات في "خدمة الأنشطة الخبيثة لإيران" بما في ذلك الدفاع عن نظام الأسد في سوريا.