أثارت صورة انتشرت للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع قادة فصائل عراقيين مدرجين على قوائم العقوبات الأميركية ضجة واسعة في العراق وأعادت النقاش بشأن الدور الذي تلعبه المنظمة الأممية في هذا البلد.
وظهر في الصورة غوتيريش وإلى يمينه زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وإلى يساره قائد ميليشيا بابليون ريان الكلداني.
هذه الصورة قد تطيح ب غوتيريش ..باتت منظمة #الأمم_المتحدة مليشيا إيرانية بشكل نظامي .. كيف لرئيس منظمة دولية مهمتها الأمن و السلم الدوليين أن يلتقي ب إرهابيين مسؤولين عن قتل الآلاف pic.twitter.com/REans5588e
— Bilal Aljaber (@Bilal_aljaber18) March 2, 2023
وفي صورة أخرى يظهر غوتيريش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومجموعة من المسؤولين والسياسيين العراقيين، بينهم رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر.
بعد ست سنوات، يأتينا السيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، ليعلن تضامنه ودعمه للمؤسسات الديمقراطية العراقية.. حللت أهلاً ونزلت سهلاً، ونستبشر خيراً بحضورك. العراق مهد الحضارة، ولا تقوم الانسانية بلا قيامة العراق pic.twitter.com/MJvIb6MjVT
— Ryan Chaldean ريان الكلداني (@ChaldeanRyan) March 1, 2023
وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت في ديسمبر 2019 عقوبات على الخزعلي مع ثلاثة آخرين، بينهم شقيقه ليث، بسبب تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في العراق وقتل المتظاهرين.
وأحد الذين شملتهم العقوبات خميس الخنجر، بتهم تتعلق بالفساد.
وبعدها بسبعة أشهر فرضت واشنطن عقوبات على الكلداني لارتكابه أو المنظمة التي ينتمي إليها "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".
وبحسب وزارة الخزانة، يظهر شريط فيديو في مايو 2018 الكلداني وهو "يقطع أذن أسير"، مضيفة أن ميليشياته "نهبت المنازل". واوضحت "هناك تقارير تفيد أنه استولى على أراضي زراعية وباعها بطريقة غير قانونية".
ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية فقد أطلق عناصر ميليشيا عصائب أهل الحق المدعومة من إيران في العراق النار على المتظاهرين العراقيين وقتلوهم خلال احتجاجات أكتوبر 2019.
وانتقد سياسيون وناشطون عراقيون وقوف غوتيريش إلى جانب هؤلاء الأشخاص وأعادوا التساؤل بشأن طبيعة تعامل المنظمة الأممية مع قادة الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران.
وكتب الناشط عمر حبيب على حسابه في تويتر إن الصورة تضمنت "عقوبات دولية وقليل من لائحة الإرهاب وقضايا فساد"، موجها انتقادات للأمين العام للأمم المتحدة ولرئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جنين هينيس بلاسخارت.
صورة بيها عقوبات دولية و شوية لائحة ارهاب دولي على اصحاب مليشيا و كم مهرب و قضايا فساد بالاضافة الى … (ركز بهاي)
— Omar Habeeb | عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) March 1, 2023
جنين بلاسخارت صاحبة اقتصادية داخل الاطار التنسيقي.
الصورة ارخص ما بيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش..
منطق العراق الديمقراطي التعددي. pic.twitter.com/BobCtWTioR
واكتفى السياسي العراقي ليث شبر بإعادة نشر الصورة وأرفقها بتعليق "هذه الصورة بألف معنى".
هذه الصورة بألف معني
— Dr.Laith Shubbar الدكتور ليث شُبَر (@LaithShubbar) March 1, 2023
شنو المعنى اللي ببالك pic.twitter.com/Ub7Nyi284H
وقال الصحفي العراقي سلام الحسيني إن لقاء غوتيريش مع قادة الميليشيات "لن يمنحهم الشرعية الشعبية"، واتهم الأمم المتحدة بـ"تدوير النفايات السياسية" في العراق.
لايعني هذا اللقاء سوى كونه لقاءً لشركة مختصة بتدوير النفايات السياسية بحسب ماتقتضيه المصالح الدولية. يعرف"غوتيريش"أن العراق مختطف من الميليـ،،ـشيات ولقاء كهذا لايمنح الشرعية الشعبية التي تمثل الأغلبية؛للأقلية الخاسرة المنبوذة مهما كثرت الإبتسامات الكاذبة فيه! pic.twitter.com/HycNoAVdyj
— سلام الحسيني (@salamAJ5) March 2, 2023
وعلق الناشط والصحافي العراقي منتظر بخيت باتهام المنظمة الأممية بأنها شريكة في قتل المحتجين من خلال منحها "الشرعية للصوص والقتلة".
أضحك فدماؤنا التي تسترخصونها..
— منتظر بخيت (@Mbk_Press) March 2, 2023
لا يعرف ثمنها الظالم والقاتل والسارق..
نحن الوحيدون جداً، الذين نعرف قيمة دماء أصدقاءنا الذين فجرت رؤسهم رصاصات القتلة.. لذا سنبقى نناضل من أجل هذه القيمة التي لن ولم تعرفوها لأنكم شركاء بقتلنا بمنحكم الشرعية للصوص.#غوتيريش pic.twitter.com/3v379WS38m
وكتب المبعوث الأميركي السابق لسوريا جويل رايبورن في تغريدة أن "الأمين العام للأمم المتحدة يبتسم في اجتماع في بغداد مع الإرهابي قيس الخزعلي، الذي قتل المئات من القوات الأميركية، وقتل الآلاف من العراقيين، ويقصف بشكل روتيني القوات الأميركية في العراق وسوريا".
The UN Secretary General is all smiles meeting in Baghdad with the grinning terrorist Qais Khazali, who killed hundreds of US troops, murdered 1000s of Iraqis, & routinely bombards US personnel in Iraq & Syria. pic.twitter.com/Gtt9k739KO
— Joel Rayburn (@joel_rayburn) March 1, 2023
وهذه ليست المرة التي تثير فيها الأمم المتحدة في العراق الجدل بشأن لقاءاتها مع قادة فصائل مسلحة ومليشيات موالية لإيران مدرجة على قوائم الإرهاب.
وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت أثارت سخطا واسعا في العراق بعد أن نشرت تغريدة بالتزامن مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في 2019 قالت فيها إن "التهديدات/ إغلاقات الطرق المؤدية لمنشآت النفط والموانئ تسبب خسائر بالمليارات. وهذا يؤدي إلى إضرار وخيم باقتصاد العراق ويقوض تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين".
وبعدها بنحو عام وبالتزامن مع مرور الذكرى السنوية لانطلاق احتجاجات تشرين" التقت بلاسخارت بأحد أبرز قادة ميليشيا كتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي، الملقب بأبو فدك.
ويشغل أبو فدك حاليا منصب رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، وأدرجته وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتين على قوائم الإرهاب بسبب صلاته بالحرس الثوري الإيراني، وميليشيا كتائب حزب الله العراقية، ومسؤوليته عن مقتل واختطاف متظاهرين، وسيطرته على مؤسسات أمنية عراقية وجعلها تعمل "لخدمة إيران".
وفي 22 من فبراير الماضي إثارت بلاسخارت الجدل مجدد عندما أعلنت عن لقاء جمعها مع قيس الخزعلي، بحثت خلاله "الوضع السياسي في العراق".
بغداد، 22 شباط/ فبراير 2023 - التقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت اليوم بالأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي. وبحث الجانبان الوضع السياسي في #العراق. pic.twitter.com/LeVMu4VvYv
— UNAMI (@UNIraq) February 22, 2023
وتعليقا على ظهور غوتيريش مع قادة ميليشيات مسلحة مصنفة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن الظاهرين في الصورة كانوا "ضيوفا حضروا بدعوة من الحكومة العراقية"، مضيفا أن ذلك "حصل خلال دعوة عشاء للأمين العام من قبل الحكومة العراقية وجميع الحاضرين هي من اختارتهم".
وتابع في تصريح عبر الهاتف لموقع "الحرة" في رد على سؤال بشأن ما إذا كان غوتيريش يعرف أنهم مدرجون على قوائم الإرهاب الأميركية، "كان هناك مدعوون حاضرون وجميعهم بناءً على دعوة من الحكومة العراقية.. وعندما تم التقاط الصورة لم يتم تقديم جميع الحاضرين للأمين العام".
بالمقابل لم ترد بعثة الأمم المتحدة في العراق على طلبات موقع "الحرة" للتعليق.
وكان غوتيريش بدأ مساء الثلاثاء زيارة رسمية للعراق، هي الأولى له منذ ست أعوام، والتقى خلالها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ومسؤولين آخرين كما زار مخيمات نازحين في شمال البلاد.
وتأتي زيارة غوتيريش تزامنا مع مرور 20 عاما على سقوط نظام صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في مارس من العام 2003.