حادث حريق الحمدانية أدى إلى مقتل مئة وأربعة أشخاص
حادث حريق الحمدانية أدى إلى مقتل مئة وأربعة أشخاص

"مقبرة جماعية".. هكذا وصف أحد المواطنين العراقيين الوضع، بعد الحريق الهائل الذي شب في قاعة للأفراح بقضاء الحمدانية جنوب شرقي محافظة نينوى، والذي راح ضحيته أكثر من 100 قتيل.

ووجه رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لمدّة 3 أيام في أعقاب الحادث، فيما استنفرت حكومتا بغداد وأربيل أجهزتهما لتقديم العون والمساعدة لمئات للضحايا.

وكانت الألعاب النارية التي استخدمت في قاعة الأفراح المشيدة من مواد قليلة التكلفة وسريعة الاشتعال، وراء اندلاع النار في السقوف الثانوية، مما جعل أكثر من ألف شخص من المدعوين لحفل الزفاف، تحت "حصار" وسط النيران، قبل أن ينهار المبنى، ثم تتدخل فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق، بحسب تحقيقات مديرية الدفاع المدني العراقية.

"مقبرة جماعية"

 قال وزير الصحة في إقليم كردستان، سامان برزنجي، عقب الحادث، إن مستشفيات إربيل ودهوك استقلبت عشرات الإصابات وحالاتهم كانت بين الحرجة والمتوسطة، مضيفًا أن الفرق الطبية تواصل مهامها بشكل مستمر.

كما أشار إلى أنه "لا يمكن إعلان الحصيلة النهائية للضحايا في الوقت الحالي، لأن الأعداد في تغير مستمر".

وأمام المبنى المنهار والفرق التي تعمل على رفع حطام المبني، قال أحد شهود العيان لقناة الحرة: "اندلع حريق وانهارت القاعة ونزل السقف على الناس، وكان هناك ما لا يقل عن ألف شخص بالقاعة، وحاليا المستشفى مليئة بالقتلى والجرحى".

فيما وصف آخر المشهد بالقول: "مقبرة جماعية صارت.. فاجعة في قضاء الحمدانية".

ليس الأول.. حرائق سابقة صدمت العراقيين

وأعادت المأساة الحالية إلى أذهان العراقيين ذكريات حرائق أخرى مشابهة، أدت إلى سقوط عشرات الضحايا في أسواق ومبان ترفيهية وأخرى حكومية، أشارت أصابع الاتهام فيها إلى إهمال قواعد السلامة العامة خلال عمليات التشييد.

أهم تلك الحرائق تزامنت مع انتشار فيروس كورونا، في عام 2021، في اثنين من مستشفيات العزل الصحي.

ووقع الحريق الأول في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، أما الثاني فوقع في مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار، وأسفرا عن مقتل وإصابة المئات من المرضى ومرافقيهم.

وفي هذا الشأن، قالت العضوة في مجلس النواب العراقي، فيان صبري، في تصريحات لقناة الحرة: "نطالب بوجود تحقيق جدي في هذا الموضوع، وألا يكون هناك تسويف. سنحاول أيضًا المطالبة بتعويض الضحايا والأسر بالقدر الذي نتمكن منه".

وتبع الحادث ردود فعل قوية محليا ودوليا، فبجانب إعلان الحداد لثلاثة أيام، أعلنت المرجعية الدينية في النجف وبعثة الأمم المتحدة (يونامي) والسفيرة الأميركية لدى بغداد، ألينا رومانسكي، عن تضامنهم ووقوفهم مع ذوي الضحايا والمصابين بالحادثة.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، القبض على 3 من المتهمين في الحادث، وذكرت في بيان أنه "من خلال التنسيق المشترك بين وزارة الداخلية الاتحادية مع وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، تم إلقاء القبض على 3 من المتهمين في حادثة قضاء الحمدانية من أصل 4 متهمين صدرت بحقهم أوامر قبض قضائية".

وجاء في بيان لوزارة الداخلية، أن المعلومات الأولية تشير إلى استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف، مما أشعل النيران داخل القاعة في بادئ الأمر. وانتشر الحريق بسرعة كبيرة وفاقم الأمر الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الإيكوبوند البلاستيكية سريعة الاشتعال، والذي تسبب في وقوع ضحايا وإصابات بين العائلات.

إليزابيث تسوركوف مختطفة في العراق منذ عامين تقريبا. أرشيفية
إليزابيث تسوركوف مختطفة في العراق منذ عامين تقريبا. أرشيفية

في مارس المقبل تتم الباحثة الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف عامين على اختفائها في العراق، فيما طالب المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، السلطات العراقية بالعمل على إطلاق سراحها.

واتهم بوهلر في منشور عبر منصة إكس، الأربعاء، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتقديمه "وعودا كاذبة" بشأن إطلاق سراح تسوركوف.

قال إنه إذا لم تعود الآن "يجب طرد السوداني من منصبه".

إيما تسوركوف المقيمية في كاليفورنيا، تحدثت لقناة "الحرة" أن شقيقتها إليزابيث كانت في بغداد لإجراء أبحاث لصالح جامعتها حيث تدرس في برنستون.

ورغم أن إليزابيت تحمل الجنسيتين الإسرائيلية والروسية، إلا أن الحكومة الأميركية هي من تبذل الجهود من أجل إطلاق سراحها.

وقالت إن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، بوهلر تواصل مع إيما وأبدى تصميما لبذل الجهود لإطلاق سراح شقيقتها.

وأكدت إيما أنها تعول على إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لإطلاق سراح شقيقتها إليزابيث التي تعاني من الاحتجاز ولديها حالة طبية حرجة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية في مايو من 2023 أن إليزابيت تسوركوف فقدت في العراق قبل أشهر محتجزة لدى "كتائب حزب الله" المسلحة الموالية لإيران.

وكانت تسوركوف قد توجهت إلى العراق في يناير 2022 "بجواز سفرها الروسي وبمبادرة منها لإعداد دكتوراه وأبحاث أكاديمية نيابة عن جامعة برنستون في الولايات المتحدة".

وكتائب حزب الله هي إحدى فصائل قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران والتي دمجت في قوات الأمن العراقية.

وخلال وجود إليزابيث هناك تعرضت لمشكلة صحية دعتها لإجراء عملية جراحية في ظهرها في أحد مستشفيات بغداد، ليتم اختطافها بعد ذلك، على ما أكدت إيما.

وأشارت إلى أن بوهلر انتقد الجهود السابقة لإطلاق سراح إليزابيث، وأنها كانت غير كافية، وهي بقيت في إطار "تحقيقات لم تفض" إلى أي نتائج.

وأعلنت الحكومة العراقية في يوليو 2023 أنها فتحت تحقيقا متعلقا بخطف باحثة إسرائيلية-روسية إثر اتهام إسرائيل لفصيل عراقي مسلح موال لإيران بالمسؤولية عن اختفائها.

ووصفت إيما شقيقتها إليزابيث بأنها "طيبة ومحترمة ولطيفة وبريئة"، ولديها علاقات جيدة مع أفراد في الشعب العراقي، وكانت تصفهم بـ "الشعب المضياف الذي يرحب بالأجانب".

وتعود آخر تغريدة لتسوركوف إلى 21 مارس وقد شاركت فيها مقالا أعدته لمعهد نيو لاينز للأبحاث ومقره الولايات المتحدة.

وتقول تسوركوف على موقعها الشخصي على الإنترنت إنها تتحدث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية.

وفي بغداد، ركزت تسوركوف في بحثها على فصائل موالية لإيران وعلى التيار الصدري الذي يقوده الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، إطار بحثها حول المنطقة، وفقا للعديد من الصحفيين الذين التقوا بها.

وذكرت أن أخر مرة تحدثت معها كان قبل 12 ساعة من اختطافها في مارس 2023، إذ كانت قد أجرت العملية الجراحية وتتعافى في المستشفى، ولم تبد أي قلق أو مخاوف أمنية.

ورفضت إيما المزاعم بأن شقيقتها كانت في العراق لأهداف غير التي تتحدث بها، وقالت إنها مزاعم "لا أساس لها من الصحة"، ويمكن التعرف على سيرتها الأكاديمية المرتبطة بأبحاث حقوق الإنسان على مدار سنوات.

وبثت قناة تلفزيونية عراقية في نوفمبر من 2023 تسجيلا لإليزابيث مدته أربع دقائق، حيث كانت تجلس على كرسي مرتدية قميصا أسود وتخاطب الكاميرا.

وتطرقت في الفيديو إلى الحرب بين إسرائيل وحماس، وقالت إنها عملت لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" في كل من سوريا والعراق.

وأعربت إيما عن أمنياتها بالتوصل إلى صفقة أو اتفاق يقضي بإطلاق سراح إليزابيث، خاصة مع توقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، ووجود إدارة أميركية جديدة قادرة على التواصل مع الحكومة العراقية.