"تم إحباطهما".. هجومان ضد قاعدة للتحالف الدولي في أربيل
فرانس برس
07 نوفمبر 2023
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تعرضت قاعدة عسكرية بمطار أربيل في شمال العراق، تضم قوات أميركية ومن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، إلى هجومين منفصلين بثلاث طائرات مسيرة، الثلاثاء، تم إحباطهما، كما أفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لوكالة فرانس برس إن الهجومين "لم يسفرا عن إصابات أو أضرار في المنشآت، بحسب آخر المعلومات".
ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجومين بعد.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي في بيان إن "ثلاث طائرات مسيرة هاجمت قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في توقيتين منفصلين".
وأضاف "هاجمت طائرتان مسيرتان القاعدة العسكرية للتحالف الدولي في مطار أربيل الدولي صباح الثلاثاء، وتم إسقاطهما فيما كانتا في السماء".
وتابع البيان أن "هجوما آخر وقع في نفس المنطقة صباح اليوم" الثلاثاء، مضيفا أن "الطائرة المسيرة" التي نفذته قد "تحطمت غير منفجرة".
ولم تعلق القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم)، على الحادثة.
وتواجه القوات الأميركية في العراق وسوريا تصاعدا في الهجمات منذ منتصف أكتوبر الماضي، ألقت واشنطن باللوم فيها على فصائل تدعمها إيران. واشتدت وتيرة الهجمات بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم غير مسبوق للحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وخلال زيارة غير معلنة إلى بغداد، الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه "أوضح تماما" لرئيس الوزراء العراقي "أن هذه الهجمات، والتهديدات التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق".
وتعهد "اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية" القوات الأميركية.
وأفاد المتحدث باسم البنتاغون الجنرال، بات رايدر، الاثنين، بأن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لـ38 هجوما بصواريخ ومسيرات منذ منتصف أكتوبر، ما أدى إلى إصابة 45 جنديا أميركيا.
وتبنت معظم تلك الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق"، عبر قنوات تلغرام تابعة لفصائل مقربة من إيران.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد ندد بتلك الهجمات، موجها القوات الأمنية بـ"تعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات".
وينتشر في العراق نحو 2500 جندي أميركي، يقدمون مهمات استشارية لنظرائهم العراقيين في إطار مكافحة تنظيم داعش، فيما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وفقا لفرانس برس.
بعد نجاتهن من داعش.. محنة الإيزيديات مستمرة في مخيمات النزوح
الحرة / خاص - واشنطن
20 سبتمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تنتظر الناجية الإيزيدية شيرين خيرو من مخيمات النزوح في شمالي العراق البدء بمرحلة الدراسات العليا رغم ما عانته من أوضاع نفسية صعبة نتيجة تعرضها للتعذيب النفسي والجسدي على يد تنظيم داعش لثلاث سنوات قبل تمكنها من النجاة.
ورغم مرور عقد على سيطرة داعش على قضاء سنجار، في محافظة نينوى، تقول خيرو لموقع الحرة إنها تعيش وغالبية الناجيات الإيزيديات في مخيمات النزوح حتى الآن.
وأعلن العراق الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي عام 2017، لكن ما زالت مأساة مدينة سنجار تلقي بظلالها على حياة آلاف الناجيات الإيزيديات. إذ تعيش معظمهن في مخيمات النزوح، محرومات من العودة إلى ديارهن التي دمرها الإرهاب. وتظل الذكريات المؤلمة حاضرة، في ظل غياب حلول حقيقية لإعادة إعمار مناطقهن المدمرة لتستمر بذلك معاناة الإيزيديين في العراق.
ففي أغسطس عام 2014، شن داعش هجوما موسعا على منطقة سنجار ذات الغالبية الإيزيدية، ونفذ مسلحوه جرائم إبادة جماعية أسفرت، بحسب إحصائيات مكتب إنقاذ الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان، عن اختطاف أكثر من 6400 إيزيديا، غالبيتهم من النساء والاطفال.
وفي نوفمبر من عام 2015، تمكنت قوات البيشمركة الكردية من طرد داعش من سنجار بمساندة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. وفي أغسطس من عام 2017، أعلنت الحكومة العراقية طرد التنظيم المتطرف من محافظة نينوى قبل أن تعلن "الانتصار" على داعش في نهاية العام ذاته.
حياة خيرو وغيرها من الناجيات الإيزيديات في هذه المخيمات تعمق أوجاعهن وبعد مرور نحو سبعة أعوام على نجاة خيرو من التنظيم، لكنها تستذكر إلى الآن ما واجهته من تعذيب على أيدي مسلحي داعش الذين اختطفوها مع أكثر من 6000 إيزيدي، في عام 2014، بعد سيطرة التنظيم على سنجار وأطرافها.
نجحت خيرو بعد نجاتها من التنظيم في استكمال دراستها الثانوية، وحصلت على منحة لإكمال دراستها الجامعية، فحصلت على شهادة البكلوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية – دهوك، وهي مستمرة في رحلتها التعليمية للحصول على شهادات جامعية عليا.
تقول خيرو إن الإيزيديات الناجيات يعشن مصيرا مجهولا ويرفضن العودة إلى سنجار خوفا من أن يتكرر "كابوس" داعش مرة أخرى. فمشاهد الدمار ما زالت منتشرة في مدينة سنجار والقرى والبلدات المحيطة بها، كما تحولت أماكن مثل قرية كوجو، حيث قُتل المئات من الأهالي، إلى مدن أشباح متهدمة.
شرع مجلس النواب العراقي، في عام 2021، قانون الناجيات الإيزديات، وذكر البرلمان أنه صوت على القانون بسبب الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزديين وباقي المكونات من مسيحيين وتركمان وشبك، والتي عدها جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ونظراً لما أفرزته هذه الجرائم من أضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومادية على كافة الضحايا خاصة من النساء واﻻطفال.
ويعترف قانون الناجيات الإيزيديات بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزيديات والنساء من الأقليات الأخرى، بما في ذلك الاختطاف والاستعباد الجنسي والزواج القسري والحمل والإجهاض، كجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
ينص القانون أيضا على معالجة الأضرار والآثار السلبية التي خلفتها هذه الجرائم، ومنح الحقوق اللازمة للناجيات وكافة المشمولين بأحكام القانون، وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وتعويضهم ماديا ومعنويا ومنع الجرائم التي تعرضوا لها من أن تتكرر مستقبلاً، بالإضافة لتخصيص رواتب تقاعدية لهم مع توفير قطعة أرض، وتعليمهم ومنحهم حصة من وظائف القطاع العام.
بعد إصدار قانون الناجيات الإيزيديات، بدأت الحكومة مرحلة التطبيق ومنها تأسيس مديرية عامة لشؤون الناجيات، ومقرها محافظة نينوى، ولها حق فتح فروع في مناطق تواجد الناجيات متى اقتضى ذلك.
تقول المديرة العامة لشؤون الناجيات، سراب إلياس، لموقع الحرة، إن عدد المشمولين بالرواتب الشهرية وصل خلال عام من تنفيذ القانون إلى 2041 مستفيداً، وإن المديرية أنجزت حتى الآن معاملات 2000 ناجية وناج بالكامل، فبعد إثبات شمول الناجية بالقانون، تتلقى راتبا شهريا مقداره 800 ألف دينار عراقي.
ولتشجيع عودة الإيزيديين من مخيمات النزوح إلى مناطق إقامتهم الأصلية، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن حزمة من المساعدات والحوافز للعائدين، منها مبلغ يُدفع مرة واحدة بقيمة 4 ملايين دينار عراقي (قرابة 3 آلاف دولار) لكل أسرة، وبعض الوظائف الحكومية، وفوائد الضمان الاجتماعي، وقروض للمؤسسات التجارية الصغرى بدون فوائد.
لم يقتصر الجهد على دعم الإيزيديين وتعويضهم وإعادة إعمار مناطقهم، بل العمل على تحرير بقية المختطفات وإعادتهن إلى عائلاتهم.
يقول حسين القائدي، مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان، إنهم تمكنوا منذ أكتوبر عام 2014 وحتى الآن من تحرير أكثر من 3575 إيزيديا من قبضة تنظيم داعش، في وقت ما زال هناك نحو 2600 شخصا في عداد المفقودين.
ويشير القائدي إلى أن معظم الناجيات الإيزيديات اللائي وصلن إلى إقليم كردستان، يعشن في المخيمات في ظل أوضاع صعبة فيما سافرت أخريات إلى ألمانيا لغرض العلاج ضمن مذكرة تفاهم بين ألمانيا والإقليم، في عام 2015.
مشروع الدعم الشامل
منظمات وجهات غير حكومية تشارك أيضا في جهود دعم الناجيات من قبضة داعش، من بينها مركز لالش الثقافي والاجتماعي، الذي أعد مشروعا خاصا بهذا الشأن عبر توفير مجموعة متنوعة من الخدمات التي تعزز إعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي.
يوضح ممثل مركز لالش الثقافي والإجتماعي في أربيل، عزيز شركاني، لموقع الحرة، أن المشروع يتضمن تقديم منح شهرية للناجيات يعينهن على تلبية احتياجاتهن الأساسية، بالإضافة إلى ذلك، هناك خطة لافتتاح مركز متخصص للدعم الاجتماعي والعلاج النفسي.
ومن المقرر أن يوفر المشروع الرعاية النفسية والمساندة الاجتماعية اللازمة للتعافي من الصدمات، ويتضمن أيضاً مبادرات لتسهيل استكمال الناجيات التعليم بهدف المساهمة في تحقيق طموحاتهن الأكاديمية.
اتفاقية سنجار وتطبيع الاوضاع
رغم توقيع الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان، في أكتوبر عام 2020، اتفاقية بإشراف دولي لتطبيع الأوضاع في سنجار، والتي تنص على إخلائها من المجموعات المسلحة وتعيين قائمقام جديد وتشكيل قوة شرطة من السكان المحليين، لكن الوضع الأمني في المنطقة ازداد تعقيدا بعد بقاء فصائل مسلحة قاتلت لتحرير سنجار وتتمتع حاليا بالسلطة الفعلية على الأرض.
وفي ذكرى وقوع 10 سنوات على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، ضد الإيزيديين والمسيحيين والشيعة، والجرائم التي ارتكبوها ضد السنة والأكراد وأقليات في العراق وسوريا. قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أصدرته في شهر أغسطس الماضي، أن داعش قتل واستعبد آلاف الإيزيديين، ولا تزال أكثر من 2600 امرأة وفتاة إيزيدية في عداد المفقودين، في وقت تستمر فيه عمليات تحديد هويات الجثث التي وجدت في مقابر جماعية.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن من جهته في الخامس من أغسطس الماضي، إصدار قرارات تخص أهالي سنجار، بينها استحداث جامعةِ وإطلاق تعويضاتِ لمنازل النازحين المهدّمة وتمليك 14,500 وحدة سكنية جديدة، فضلا عن شمول أهالي سنجار بقروض المصرف العقاري وصندوق الإسكان والمبادرات الحكومية ومبادرات البنك المركزي.
وقال السواداني في حفل استذكاري أقيم بمناسبة مرور عشرة أعوام على جريمة الإبادة الجماعية للإيزيديين، إن الإيزيديات "فضحن الإرهاب وهن اليوم مثلٌ للعالمِ أجمع، بالصمودِ والقوّةِ وعزّةِ النفس"، بحسب تعبيره.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى تفعيل مواد قانون الناجيات الإيزيديات، وتشكيل لجان متخصصة بجميع الملفاتِ المتعلقة بالإيزيديين، ومنها لجنة البحث عن المختطفين والعمل على استعادتهم، على حد قوله.
ورغم الوعود الحكومية المتكررة، لكن خيرو تقول إن عودتها وغيرها من الناجيات إلى ديارهن صعبة، في ظل محدودية الخدمات وإمدادات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى شكاوى من السكان بشأن التعويضات الحكومية غير الكافية لإعادة الإعمار.