رئيسة البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت
رئيسة البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت

قالت رئيسة البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إنها تتوقع التنحي عن منصبها في نهاية مايو، مشيرة إلى أن البلاد "على حافة الخطر".

وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزيرة الدفاع الهولندية السابقة في المنصب أواخر عام 2018. 

وتستهدف بعثة الأمم المتحدة مساعدة العراق على تعزيز الحوار السياسي الشامل والمساعدة في تنسيق المساعدات الإنسانية والتنموية.

وقالت هينيس-بلاسخارت أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا "لكي يواصل العراق السير على طريق الاستقرار والتقدم، فمن الضروري توافر البيئة المواتية. ومثل هذه البيئة تتطلب ضبط النفس من جميع الأطراف".

وتشن الجماعات المتحالفة مع إيران هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية من لبنان واليمن والعراق وسوريا منذ دخول حليفتها الفلسطينية، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حرب مع إسرائيل بعد هجمات السابع من أكتوبر.

وردت واشنطن بضربات في دائرة عنف متصاعدة قال مسؤولون عراقيون إنها تهدد بإجهاض التقدم نحو تحقيق الاستقرار في البلاد بعد عقود من الصراع. 

وقالت هينيس-بلاسخارت "ندرك طبعا أن سلطات وجهات مؤثرة كثيرة تسعى إلى تقليص التصعيد، لكن من الواضح أن الوضع ما زال هشا.

وما زال العراق، بل المنطقة الأوسع، على حافة الخطر حيث يهدد أصغر خطأ في الحسابات بسقوطه في صراع كبير".

وأضافت أن هناك "حاجة ملحة لوقف الهجمات، سواء كانت من داخل العراق أو خارجه.. وكما أشير إلى ذلك مرات كثيرة في السنوات الماضية، يتعين أن يشمل ذلك كبح جماح الجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة".

مع استفحال الجفاف في الأهوار، ترتفع نسبة الملوحة في المياه
صورة أرشيفية من الأهوار العراقية تظهر أرضاً أصابها الجفاف- تعبيرية

أعلن العراق، الأربعاء، استراتيجية وطنية شاملة تهدف لتمكينه من الحفاظ على بيئة البلد الثاني في قائمة الدول المنتجة للنفط ومكافحة التلوث، مع التركيز على حماية المياه، وإعادة تدويرها وخفض انبعاثات الكربون.

ويواجه العراق الذي يعتبر وفقاً للأمم المتحدة من الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، معاناة مستمرة نتيجة عقود من الصراعات وغياب الاستقرار الأمني وانتشار الفساد في غالبية مرافق الدولة، مما أدى لانهيار البنية التحتية وتعطيل السياسات العامة في أكثر الأحيان.

وتمتد الخطة البيئية المدعومة من قبل الأمم المتحدة، والوكالة الأميركية للتنمية "يو أس أيد" لست سنوات (2024- 2030)، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

ويعتمد هذا المشروع على استثمارات لا تقل قيمتها عن مليار دولار سنويا، بحسب أحد خبراء برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يشترك في المشروع، مشيراً إلى أن هذا التقدير تقريبي، ويتعلق فقط بجزء من البرنامج.

بدوره، قال وزير البيئة العراقي نزار أميدي، خلال مؤتمر صحفي "نحن في العراق وكجزء من العالم، نواجه تحديات بيئية كبيرة ناتجة عن الحروب السابقة والتدهور السياسي والاقتصادي الذي مرّ به البلد وجعل العمل البيئي لمدة طويلة بعيدا عن أولويات الحكومات المتتابعة، التي ركزت على الدفاع عن الوطن".

وأضاف "أما اليوم ونتيجة الاستقرار الواضح فقد خصصت الحكومة الحالية حقيبة للبيئة وجعلت موضوع البيئة والمناخ من أهم الأولويات لدعم التنمية في العراق".

ورحب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق أوك لوتسما بهذا المشروع بوصفه "خارطة طريق جريئة وشاملة تعكس رغبتنا الجماعية في بناء عراق أنظف وأكثر خضرة وأكثر مرونة".

الإستراتيجية الجديدة من شأنها المحافظة على الموارد المائية ومكافحة تلوث المياه، لا سيما من خلال ضمان معالجة مياه المجاري وإعادة تدويرها لأغراض السقي أو إنعاش أهوار الجنوب التي تعاني من الجفاف خلال موسم الصيف.

كما تعتمد على حلول مبتكرة بهدف حصاد مياه الأمطار، وتشجيع استخدام طرق الريّ الحديثة.

ويمثل الجفاف الذي تعاني منه مناطق واسعة في العراق، خصوصا وسط وجنوبي البلاد، تحديا كبيراً، بالإضافة للتصحر وتراجع معدلات هطول الأمطار.

وتسعى الخطة الاستراتيجية أيضاً، إلى مراقبة النظم البيئية البحرية وإدارة المناطق الساحلية وإنشاء محميات بحرية، بالتزامن مع تطوير البنى التحتية لموانىء العراق، والتأكد من معالجة أي تلوث ناجم عن ذلك.

كذلك، ستعتمد الخطة تطوير الطاقة المتجددة والحد من الغازات المنبعثة والاستثمار في وسائل النقل الكهربائي وتحديث قطاع النقل العام.

ولكون العراق ثاني أكبر الدول المصدرة للنفط في منظمة "أوبك"، ستركز الخطة على معالجة حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط. حيث تسعى السلطات، بحلول عام 2030، إلى وقف حرق الغاز الناجم عن عمليات استخراج النفط باعتبارها ظاهرة ملوثة.

الجدير بالذكر، أن آخر خطة إستراتيجية وطنية لحماية البيئة في العراق وخطة عمل تنفيذية، تمت صياغتها عام ٢٠١٣، إلا أن احتلال تنظيم داعش لمساحات واسعة من الأراضي العراقية في صيف 2014 حال دون البدء بتنفيذها، بحسب ما ذكر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيان سابق.