قاعدة عين الأسد التي تضم جنودا أميركيين
قاعدة عين الأسد التي تضم جنودا أميركيين

تصب النقاط الثلاث التي ناقشها اجتماع اللجنة العسكرية العليا العراقية-الأميركية، الخاص بمهمة التحالف الدولي، في قضية رئيسية ترتبط بتنظيم داعش والتهديد الذي يشكله على الأرض.

وبينما تتضارب البيانات بشأن وجود طلب لإنهاء مهمة التحالف من عدمه وتأثيرات ذلك، تثار تساؤلات عن حجم وجود التنظيم في العراق، وما إذا كان قادرا على "إعادة البناء" كما حصل بعد الانسحاب الأميركي في 2011.

ووفق ما قاله الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر فإن القوات الأميركية موجودة في العراق بناء على دعوة من الحكومة و"ليس على علم بأي طلب رسمي محدد لمغادرة القوات الأميركية".

رايدر أوضح أن اجتماع اللجنة العسكرية العليا في بغداد، الأحد، خطوة مهمة أخرى على طريق  الانتقال من مهمة التحالف العسكري إلى الشكل الذي سيبدو عليه الوجود العسكري الأميركي، والعلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق.

وأشار إلى أن اجتماعات اللجنة تناقش 3 نقاط هي: تقييم التهديد الذي يشكله داعش وقدرات القوات العراقية والظروف العملياتية على الأرض.

ورغم أن الموقف العراقي يذهب باتجاه آخر، بقي مواربا، كما بدا من تصريحات المتحدث باسم الجيش العراقي، يحيى رسول، بقوله: "طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء فإن الاجتماعات ستتواتر لصياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي وصولا إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي".

كيف ينشط في العراق؟

بالعودة إلى الوراء وبعدما صعد تنظيم داعش في العام 2014 وسيطر على نحو ثلث الأراضي العراقية كانت واشنطن أنشأت تحالفا دوليا لدعم القوات العراقية والقوات الكردية في سوريا.  

ورغم هزيمته في 2017 في العراق، لا يزال التنظيم يتبنى من وقت لآخر هجمات، وفي المقابل لا يزال التحالف نشطا لمنع صعوده من جديد، مع أن بغداد أعلنت في 2021 "انتهاء المهام القتالية".

ويضمّ التحالف الدولي حاليا نحو 2500 عسكري أميركي، ونحو 1000 من الدول الأعضاء فيه، ينتشرون في قواعد عسكرية تحت قيادة القوات العراقية.

ومع أن الطلب العراقي بإنهاء مهمته على الأرض ليس جديدا، فقد بات يأخذ صدى أوسع وسط التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والجماعات التي تدعمها إيران.

ويشير الخبير الأمني العراقي، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، فاضل أبو رغيف إلى أن "داعش لايزال فعالا ونشطا في العراق"، ويقول إنه "يضعف لكن لم يمت ويتلاشى ويأفل".

ويتواجد داعش في الوقت الحالي على الأرض على شكل "مفارز ورعائل مكونة من أعداد محدودة وصغيرة وشرسة في ذات الوقت"، تشكل خطورة كبيرة في المناطق المنحصرة بين كركوك وصلاح الدين شمالي البلاد.

ويشرح الخبير الأمني لموقع "الحرة" أن نقاط التمركز الأساسية ترتبط بثلاثة وديان "تعتبر الأخطر في العالم وليس في العراق فقط"، هي زغيتون والشاي ووادي أبو خناجر.

ويضيف أبو رغيف أن تواجد التنظيم الإرهابي ينسحب أيضا إلى "مرتفعات (ماما) من شمال غرب كركوك ومرتفعات بادوش والشيخ يونس في نينوى".

ويتواجد أيضا في مناطق شاسعة متروكة في محافظة الأنبار، التي تشكل ثلث مساحة العراق، أي أكثر من 138 ألف كيلومتر مربع.

وله كذلك نشاطات متوارية ضمن الكهوف في منطقة الحسينيات ضمن وادي حوران غربي الأنبار، وفق الباحث أبو رغيف.

ويوضح الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، حسن أبو هنية، أن قيادة تنظيم داعش لا تزال عراقية وموجودة في ولايات عديدة سابقة في كركوك وصلاح الدين وديالى والأنبار.

وصحيح أنه فقد السيطرة المكانية على الأرض، يقول أبو هنية لموقع "الحرة" إن نشاطه تحول إلى الشق الأمني، وكذلك الأمر فيما يتعلق بشكل "الولايات" والانتقال من "المركزية إلى اللامركزية".

"بين مقياسين"

وعلى الرغم من التناقص الكبير لزعماء داعش وتقلص أنشطته في مناطق النزاع الأساسية وأبرزها العراق، لا يزال خطر عودة ظهوره قائما، كما تقول الأمم المتحدة.

وتوضح في إحاطة لأمينها العام لمجلس الأمن العام الفائت أن "الجماعة الإرهابية قامت بتكييف استراتيجيتها إذ اختلط أفرادها بالسكان المحليين، وغدت تتوخى الحذر في اختيار المعارك التي من المحتمل أن تؤدي إلى خسائر محدودة".

وفيما يتعلق بالعراق، تشير الأمم المتحدة إلى أن داعش ينقسم في البلد إلى 8 وحدات هي: الإدارة والإعلام والشريعة والمشتريات والمالية والأعمال الأساسية وتصنيع المتفجرات وإطلاق سراح السجناء، موزعة على 10 تقسيمات إقليمية عراقية.

وتضيف أن الجماعة أصبحت تعزف بشكل متزايد عن المخاطرة خشية فقدان أفرادها، بينما تخطط للإفراج عن سجنائها وتجنيد أفراد من المجتمعات الضعيفة.

ويؤكد الباحث أبو هنية أن "مقياس قوة التنظيم الآن والنظر إليه كما كان عليه في 2014 لتقييم وضعه الآن يعتبر خاطئا".

ويقول إنه "يجب التعامل معه على أنه ناشئ عن نظام واختلال في المكونات وتحديدا السنية وبروز النزعة الطائفية" والتواجد الأميركي.

ومنذ عام 2011 يستثمر داعش بالأزمات دون أن يخلقها، كما يشير أبو هنية.

ويوضح قائلا: "قبل أن يظهر بقوة بعد الانسحاب الأميركي في 2011 وبداية 2012  كان لديه في العراق حوالي 700 مقاتل. الآن يمتلك بحسب التقديرات من 3 آلاف إلى 5 آلاف ويحتفظ بتمويلات.. بالتالي قد يعود مرة أخرى ويفرض حالة سيطرة مكانية".

الباحث الأمني العراقي أبو رغيف يضيف أن "داعش في العراق نجح خلال السنوات الماضية في التكيف مع البيئة الصعبة".

ويقول إنه "لن يستطيع التحرك ما لم تتوفر له عناصر من أهمها: المناطق الأمنية الرخوة ووجود ثغرة نتيجة ضعف الترتيب الأمني".

ومع ذلك يعتقد الباحث أن "جهاز المخابرات العراقي نجح مؤخرا في اختراق التنظيم وكبح نشاطه ومعرفة أعداده وتنظيمه وهياكله"، دون أن يبعد ذلك الحاجة لطائرات التحالف والجهد الدولي.

ماذا لو انسحب التحالف؟

ويجري التحالف الدولي منذ سنوات "عمليات لوجستية وتدريبات وقصف على مواقع داعش، استنادا لمعلومات تأتي من العراق أو من أجهزة الاستخبارات"، كما يقول الباحث في "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات"، مجاهد الصميدعي.

ويضيف لموقع "الحرة: "إذا ما أراد العراق إنهاء التواجد عليه أن يقوم بالاستعداد لملء الفراغ، أي نشر قوات قادرة على الدعم اللوجستي والتصدي للإرهاب وقصف المواقع". 

ويجب أن "يكون قادرا على جمع معلومات وجهود استخباراتية في معركة التنظيم"، حسب الباحث الذي يردف: "وإلا ستكون النتيجة مأساوية كما حصل في 2011 عندما خرجت القوات الأميركية، وانتشر الإرهاب إلى أن انهار البلد في 2013".

ويعتقد الخبير الأمني أبو رغيف أن المحادثات الجارية "قد تصل إلى نقطة تبادل المعلومات المكتنزة لدى التحالف عن تنظيم داعش".

ويستبعد أن "يدّخر التحالف معلومة لنفسه باعتبار أن التنظيمات الراديكالية تشكل خطرا على السلم الدولي وليس على العراق فقط".

أبو رغيف يرى أن "داعش لا يمكنه العودة إلى سابق عهده أي دولة التمكين"، ويضيف أنه "سيبقى انتهازيا ويستغل أي ثغرة لتنفيذ عمليات فقط".

لكن الباحث أبو هنية يرى أن "العودة ممكنة"، و"أكبر دليل على ذلك ما حصل بعد الانسحاب الأميركي في 2011".

ويقول: "بمجرد انسحاب واشنطن وخلال فترة وجيزة تمكن التنظيم من إعادة بناء نفسه والسيطرة على الأرض".

وفي الوقت الحالي ورغم أن "جهاز مكافحة الإرهاب" العراقي ينفذ عمليات على الأرض لا يعتقد الباحث أنه "يمتلك القدرات والتقنيات الموجودة لدى التحالف الدولي والولايات المتحدة من طائرات مسيرة وتدريب ومعلومات استخباراتية".

ويؤكد أبو هنية أن "التنظيم قادر على إعادة البناء ويجب أن يقارن الآن بما كان عليه في 2011 عند الانسحاب الأميركي"، مرجحا أن يكون نشاطه في حال عاد بقوة من سوريا إلى العراق وليس بالعكس كما حصل عندما أعلن ما يسمى بـ"الخلافة".

الإيزيديات يعشن ظروفا صعبة رغم الوعود الحكومية
الإيزيديات يعشن ظروفا صعبة رغم الوعود الحكومية

تنتظر الناجية الإيزيدية شيرين خيرو من مخيمات النزوح في شمالي العراق البدء بمرحلة الدراسات العليا رغم ما عانته من أوضاع نفسية صعبة نتيجة تعرضها للتعذيب النفسي والجسدي على يد تنظيم داعش لثلاث سنوات قبل تمكنها من النجاة.

ورغم مرور عقد على سيطرة داعش على قضاء سنجار، في محافظة نينوى، تقول خيرو لموقع الحرة إنها تعيش وغالبية الناجيات الإيزيديات في مخيمات النزوح حتى الآن.

وأعلن العراق الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي عام 2017، لكن ما زالت مأساة مدينة سنجار تلقي بظلالها على حياة آلاف الناجيات الإيزيديات. إذ تعيش معظمهن في مخيمات النزوح، محرومات من العودة إلى ديارهن التي دمرها الإرهاب. وتظل الذكريات المؤلمة حاضرة، في ظل غياب حلول حقيقية لإعادة إعمار مناطقهن المدمرة لتستمر بذلك معاناة الإيزيديين في العراق.

ففي أغسطس عام 2014، شن داعش هجوما موسعا على منطقة سنجار ذات الغالبية الإيزيدية، ونفذ مسلحوه جرائم إبادة جماعية أسفرت، بحسب إحصائيات مكتب إنقاذ الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان، عن اختطاف أكثر من 6400 إيزيديا، غالبيتهم من النساء والاطفال.

وفي نوفمبر من عام 2015، تمكنت قوات البيشمركة الكردية من طرد داعش من سنجار بمساندة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. وفي أغسطس من عام 2017، أعلنت الحكومة العراقية طرد التنظيم المتطرف من محافظة نينوى قبل أن تعلن "الانتصار" على داعش في نهاية العام ذاته.

حياة خيرو وغيرها من الناجيات الإيزيديات في هذه المخيمات تعمق أوجاعهن وبعد مرور نحو سبعة أعوام على نجاة خيرو من التنظيم، لكنها تستذكر إلى الآن ما واجهته من تعذيب على أيدي مسلحي داعش الذين اختطفوها مع أكثر من 6000 إيزيدي، في عام 2014، بعد سيطرة التنظيم على سنجار وأطرافها.

الناجية الايزيدية شيرين خيرو التي تحدت كل الصعاب منذ لحظة تحريرها من ايدي الارهابيين الدواعش الى لحظة تخرجها من الجامعة...

Posted by Vian Dakhil on Monday, June 3, 2024

نجحت خيرو بعد نجاتها من التنظيم في استكمال دراستها الثانوية، وحصلت على منحة لإكمال دراستها الجامعية، فحصلت على شهادة البكلوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية – دهوك، وهي مستمرة في رحلتها التعليمية للحصول على شهادات جامعية عليا.

تقول خيرو إن الإيزيديات الناجيات يعشن مصيرا مجهولا ويرفضن العودة إلى سنجار خوفا من أن يتكرر "كابوس" داعش مرة أخرى. فمشاهد الدمار ما زالت منتشرة في مدينة سنجار والقرى والبلدات المحيطة بها، كما تحولت أماكن مثل قرية كوجو، حيث قُتل المئات من الأهالي، إلى مدن أشباح متهدمة. 

قرار إغلاق المخيمات يثير مخاوف
"أين يذهبون؟".. كيف يؤثر قرار إغلاق المخيمات على سكان سنجار؟
يجسد الوضع الذي يعشيه المعلم العراقي خالد (52 عاما) في قضاء سنجار بمحافظة نينوى في شمال العراق الوضع المتردي في القضاء بينما تتجه الحكومة العراقية إلى إغلاق مخيمات كردستان ما يجبر العديد من سكان سنجار على العودة لمناطقهم في غياب الخدمات

قانون الناجيات ... خطوة نحو حفظ حقوق الإيزديات

شرع مجلس النواب العراقي، في عام 2021، قانون الناجيات الإيزديات، وذكر البرلمان أنه صوت على القانون بسبب الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزديين وباقي المكونات من مسيحيين وتركمان وشبك، والتي عدها جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، ونظراً لما أفرزته هذه الجرائم من أضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومادية على كافة الضحايا خاصة من النساء واﻻطفال.

ويعترف قانون الناجيات الإيزيديات بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزيديات والنساء من الأقليات الأخرى، بما في ذلك الاختطاف والاستعباد الجنسي والزواج القسري والحمل والإجهاض، كجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

ينص القانون أيضا على معالجة الأضرار والآثار السلبية التي خلفتها هذه الجرائم، ومنح الحقوق اللازمة للناجيات وكافة المشمولين بأحكام القانون، وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وتعويضهم ماديا ومعنويا ومنع الجرائم التي تعرضوا لها من أن تتكرر مستقبلاً، بالإضافة لتخصيص رواتب تقاعدية لهم مع توفير قطعة أرض، وتعليمهم ومنحهم حصة من وظائف القطاع العام.

بعد إصدار قانون الناجيات الإيزيديات، بدأت الحكومة مرحلة التطبيق ومنها تأسيس مديرية عامة لشؤون الناجيات، ومقرها محافظة نينوى، ولها حق فتح فروع في مناطق تواجد الناجيات متى اقتضى ذلك.

تقول المديرة العامة لشؤون الناجيات، سراب إلياس، لموقع الحرة، إن عدد المشمولين بالرواتب الشهرية وصل خلال عام من تنفيذ القانون إلى 2041 مستفيداً، وإن المديرية أنجزت حتى الآن معاملات 2000 ناجية وناج بالكامل، فبعد إثبات شمول الناجية بالقانون، تتلقى راتبا شهريا مقداره 800 ألف دينار عراقي.

ولتشجيع عودة الإيزيديين من مخيمات النزوح إلى مناطق إقامتهم الأصلية، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين عن حزمة من المساعدات والحوافز للعائدين، منها مبلغ يُدفع مرة واحدة بقيمة 4 ملايين دينار عراقي (قرابة 3 آلاف دولار) لكل أسرة، وبعض الوظائف الحكومية، وفوائد الضمان الاجتماعي، وقروض للمؤسسات التجارية الصغرى بدون فوائد.

2600 مفقود إيزيدي

لم يقتصر الجهد على دعم الإيزيديين وتعويضهم وإعادة إعمار مناطقهم، بل العمل على تحرير بقية المختطفات وإعادتهن إلى عائلاتهم.

يقول حسين القائدي، مدير مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لرئاسة إقليم كردستان، إنهم تمكنوا منذ أكتوبر عام 2014 وحتى الآن من تحرير أكثر من 3575 إيزيديا من قبضة تنظيم داعش، في وقت ما زال هناك نحو 2600 شخصا في عداد المفقودين. 

ويشير القائدي إلى أن معظم الناجيات الإيزيديات اللائي وصلن إلى إقليم كردستان، يعشن في المخيمات في ظل أوضاع صعبة فيما سافرت أخريات إلى ألمانيا لغرض العلاج ضمن مذكرة تفاهم بين ألمانيا والإقليم، في عام 2015.

مشروع الدعم الشامل

منظمات وجهات غير حكومية تشارك أيضا في جهود دعم الناجيات من قبضة داعش، من بينها مركز لالش الثقافي والاجتماعي، الذي أعد مشروعا خاصا بهذا الشأن عبر توفير مجموعة متنوعة من الخدمات التي تعزز إعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي.

يوضح ممثل مركز لالش الثقافي والإجتماعي في أربيل، عزيز شركاني، لموقع الحرة، أن المشروع يتضمن تقديم منح شهرية للناجيات يعينهن على تلبية احتياجاتهن الأساسية، بالإضافة إلى ذلك، هناك خطة لافتتاح مركز متخصص للدعم الاجتماعي والعلاج النفسي.

ومن المقرر أن يوفر المشروع الرعاية النفسية والمساندة الاجتماعية اللازمة للتعافي من الصدمات، ويتضمن أيضاً مبادرات لتسهيل استكمال الناجيات التعليم بهدف المساهمة في تحقيق طموحاتهن الأكاديمية.

اتفاقية سنجار وتطبيع الاوضاع

رغم توقيع الحكومتين الاتحادية وإقليم كردستان، في أكتوبر عام 2020، اتفاقية بإشراف دولي لتطبيع الأوضاع في سنجار، والتي تنص على إخلائها من المجموعات المسلحة وتعيين قائمقام جديد وتشكيل قوة شرطة من السكان المحليين، لكن الوضع الأمني في المنطقة ازداد تعقيدا بعد بقاء فصائل مسلحة قاتلت لتحرير سنجار وتتمتع حاليا بالسلطة الفعلية على الأرض.

وفي ذكرى وقوع 10 سنوات على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي، ضد الإيزيديين والمسيحيين والشيعة، والجرائم التي ارتكبوها ضد السنة والأكراد وأقليات في العراق وسوريا. قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أصدرته في شهر أغسطس الماضي، أن داعش قتل واستعبد آلاف الإيزيديين، ولا تزال أكثر من 2600 امرأة وفتاة إيزيدية في عداد المفقودين، في وقت تستمر فيه عمليات تحديد هويات الجثث التي وجدت في مقابر جماعية.

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن من جهته في الخامس من أغسطس الماضي، إصدار قرارات تخص أهالي سنجار، بينها استحداث جامعةِ وإطلاق تعويضاتِ لمنازل النازحين المهدّمة وتمليك 14,500 وحدة سكنية جديدة، فضلا عن شمول أهالي سنجار بقروض المصرف العقاري وصندوق الإسكان والمبادرات الحكومية ومبادرات البنك المركزي.

وقال السواداني في حفل استذكاري أقيم بمناسبة مرور عشرة أعوام على جريمة الإبادة الجماعية للإيزيديين، إن الإيزيديات "فضحن الإرهاب وهن اليوم مثلٌ للعالمِ أجمع، بالصمودِ والقوّةِ وعزّةِ النفس"، بحسب تعبيره.

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى تفعيل مواد قانون الناجيات الإيزيديات، وتشكيل لجان متخصصة بجميع الملفاتِ المتعلقة بالإيزيديين، ومنها لجنة البحث عن المختطفين والعمل على استعادتهم، على حد قوله.

ورغم الوعود الحكومية المتكررة، لكن خيرو تقول إن عودتها وغيرها من الناجيات إلى ديارهن صعبة، في ظل محدودية الخدمات وإمدادات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى شكاوى من السكان بشأن التعويضات الحكومية غير الكافية لإعادة الإعمار.