محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق يكشف أولويات القطاع المصرفي العراقي. أرشيفية
محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق يكشف أولويات القطاع المصرفي العراقي. أرشيفية

كشف محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، في مقابلة مع قناة "الحرة" أن العراق بدأ بعملية "إعادة هيكلة المصارف العراقية"، ولديه خطة واسعة "لإصلاح المصارف"، من خلال جذب شركاء استراتيجيين لتحديث منظومة المصارف الحكومية العراقية.

وأكد العلاق أن "التحقيقات مستمرة بشأن عمل المصارف العراقية المخالفة"، مشيرا إلى تشكيل لجنة مع وزارة الخزانة الأميركية والبنك الفيدرالي "لتصحيح مخالفات المصارف المعاقبة".

وتبث المقابلة الكاملة ضمن برنامج بالعراقي، على قناة "الحرة عراق"، الأحد،  الساعة 11:00 مساءا بتوقيت بغداد.

ولفت العلاق إلى "تكليف شركة أميركية للتدقيق في عمل هذه المصارف"، إذ ستعرض نتائجها على الحكومة العراقية والجانب الأميركي لاتخاذ قرار بشأنها.

وأواخر العام 2022، اعتمد القطاع المصرفي العراقي نظام سويفت الإلكتروني للتحويلات بهدف إتاحة رقابة أفضل على استخدام الدولار، وضمان الالتزام بالعقوبات الأميركية على طهران، وكذلك من أجل الحد من ازدهار الاقتصاد غير الرسمي. 

وشجعت المعايير المالية التي اعتمدت، ظهور سوق مواز للعملات، جذب الباحثين عن الحصول على الدولار خارج القنوات الرسمية. 

وأبدى المحافظ دعمه لمنافسة عادلة بين المصارف الأهلية والحكومية لتنويع مصادر الإيرادات، لكنه أوضح أن المواطنين يفضلون التعامل مع المصارف الحكومية.

وبين العلاق أن وفد الحكومة العراقية الذي يزور واشنطن اتفق على مناقشة ملف المصارف العراقية المعاقبة من قبل الخزانة الأميركية التي تم حرمانها من التعامل بالدولار في العراق، مضيفا أن الزيارة تدل على ارتباط بلاده بالولايات المتحدة ماليا واقتصاديا.

ولضمان الالتزام بالمعايير الأميركية في ما يتعلق بتبييض الأموال والعقوبات على إيران، منع نحو 20 مصرفا عراقيا من القيام بتحويلات بالدولار، لكنها لا تزال تعمل في العراق باستخدام الدينار.

واعتمد القطاع المصرفي في العراق منصة الكترونية، الهدف منها مراقبة استخدامات الدولار، وإحكام السيطرة على اقتصاد غير رسمي آخذ بالازدهار، فيما يجذب التهرب الضريبي بعض المستوردين والتجار.

وتحدث العلاق عن الأموال العراقية في الاحتياطي الفيدرالي لافتا إلى أن العراق يستثمر أمواله من داخل وخارج الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن علاقة بغداد المالية مع واشنطن "وثيقة" وتتسم بـ"التنسيق والتفاهم المستمر" مؤكدا انفتاح العراق وامتثاله لقواعد المؤسسات المالية في العالم. 

وشدد المحافظ أن البنك المركزي يراقب عن كثب عمليات الاحتيال المالي المشبوهة ويحذر منها دائما، وأشار إلى وجود خطوات دقيقة لمنع المواطنين من الوقوع ضحية للاحتيال المالي.

وعن أولوية الحكومة الاقتصادية ذكر العلاق أن تخفيف الديون الخارجية يعد الهدف الأول لحكومته، إذ استطاعت تخفيف الديون لتصل إلى 9 مليار دولار. في حين يشكل الدين الداخلي ما قيمته 70 تريليون دينار عراقي، كما أوضح أن البنك المركزي تمكن من خفض نسبة التضخم من 7.5 في المئة إلى نحو 3.8 في المئة رغم ما وصفه بالتحديات.

وأكد العلاق أن "الحكومة العراقية تركز على الاقتصاد والخدمات والبنى التحتية"، مؤكدا حاجة العراق إلى ترتيب سياساته المالية مي تتلاءم مع المعايير لمالية العالمية لتنويع مصادر الدخل.

وأعلن المصرف المركزي العراقي في بيان أنه قرر اعتبارا من يناير "حصر كافة التعاملات التجارية وغيرها بالدينار العراقي بدلا من الدولار" داخل البلاد.

وفي حين يمكن سحب الدولار نقدا من الودائع الموجودة سابقا بالعملة الصعبة بشكل طبيعي، سيصبح لزاما اعتبارا من العام 2024، سحب كل حوالة مالية من الخارج بالدينار حصرا ووفق سعر الصرف الرسمي.

ويترأس العلاق الوفد العراقي المشارك في اجتماعات الربيع 2024 لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، التي تنعقد في العاصمة الأميركية واشنطن حتى 20 أبريل.

وحول علاقة العراق مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أكد المحافظ أنها وطيدةـ إذ يحتاج العراق لجهودهم والتنسيق والتشاور، كاشفا عن مخاطبة العراق لصندوق النقد الدولي لغرض التعاون وتقديم الدعم الفني، مشيرا إلى ترحيب الصندوق بهذا التعاون.

وقال إن وفدا من صندوق النقد الدولي سيزور العراق قريبا لبدء هذا البرنامج.

صادرات إقليم كردستان النفطية متوقفة منذ مارس 2023 (AFP)
صادرات إقليم كردستان النفطية متوقفة منذ مارس 2023 (AFP)

في تطور يعكس التوترات المستمرة في العلاقة بين أربيل وبغداد، رفضت حكومة إقليم كردستان مقترح قانون موازنة بديل تم تقديمه إلى مجلس النواب العراقي "دون التشاور معها".

وكشف المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هوراماني في بيان، الخميس، عن تقديم الحكومة الاتحادية لمقترح جديد إلى مجلس النواب، بعيدا عن مشروع القانون الذي تم الاتفاق عليه سابقا بين الجانبين.

وأوضح هوراماني: "بعد سلسلة من الاجتماعات والمساعي الحثيثة الرامية إلى تعديل قانون الموازنة العامة الاتحادية من قبل مجلس النواب بهدف استئناف تصدير نفط الإقليم، وبعد إتمام القراءتين الأولى والثانية، إلا أنّه وللأسف الشديد، لم يتم إقرار مشروع القانون بالصيغة المتفق عليها في اللحظات الأخيرة".

وأضاف أن "ما أثار استغرابنا هو تقديم ممثل الحكومة الاتحادية في مجلس النواب لمقترح مغاير دون التشاور المسبق مع حكومة إقليم كردستان، ودون عرضه على مجلس الوزراء الاتحادي للتصويت عليه".

ووضف البيان الخطوة بأنها "مخالفة واضحة لقرار مجلس الوزراء السابق المتعلق بالمصادقة على مشروع تعديل القانون لاستئناف تصدير نفط الإقليم".

وشدد المتحدث على رفض حكومة الإقليم تماما لهذه الإجراءات، وطالب بطرح مشروع القانون المتفق عليه للتصويت في مجلس الوزراء الاتحادي.

وأكد هوراماني أن هذه المحاولات "تُسهم في تعميق الأزمات بدلاً من إيجاد الحلول الناجعة لها".

وفي السابق، كان إقليم كردستان يصدّر يوميا 450 ألف برميل من النفط عبر ميناء جيهان التركي، لكن دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.

وتوقّفت هذه الصادرات في مارس 2023 بعدما أصدرت هيئة تحكيم دولية قرارا لصالح بغداد منعت بموجبه أي تصدير لنفط الإقليم إلا من خلال شركة النفط التابعة للحكومة الاتحادية (سومو).

وبلغت قيمة الخسائر الناجمة عن توقف صادرات الإقليم من النفط 20 مليار دولار، بحسب تقديرات نشرتها "جمعية الصناعة النفطية بإقليم كوردستان" (أبيكور) في سبتمبر الماضي.