الأمم المتحدة حذرت من موجة الجفاف الحالية في العراق ـ صورة أرشيفية.
الأمم المتحدة حذرت من موجة الجفاف الحالية في العراق ـ صورة أرشيفية.

قال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، إن التغيرات المناخية ساهمت بنزوح أكثر من 100 ألف شخص خلال ثماني سنوات، بدءا من عام 2016، أي بمقدار 15 في المئة من السكان الذين كانوا يقيمون في هذه الأماكن بالبلاد، وهو ما يعادل 1 إلى 10 أشخاص، وفق ما ذكره مراسل الحرة.

وأضاف الغراوي في بيان أن العراق تم تصنيفه كخامس أكثر البلدان عرضة للانهيار المناخي، حيث يتأثر بارتفاع درجات الحرارة، وعدم كفاية هطول الأمطار، وتفاقم حالات الجفاف وندرة المياه، والعواصف الرملية والترابية المتكررة، والتصحر والفيضانات وتدهور الأراضي وارتفاع ملوحة التربة فيها.

وتابع "مما يزيد من تفاقم هذه المشكلة أن سياسات المياه في البلدان المجاورة أدت إلى تقليص مصادر المياه الحيوية، في حين يعمل النمو السكاني السريع، والتوسع الحضري، والاستخدام غير الفعال للمياه في القطاعين الزراعي والصناعي، لدفع الطلب على المزيد من المياه".

وأوضح أنه "استنادا إلى تقرير منظمة الهجرة الدولية فإن أسباب النزوح البيئي في العراق تعود للأحداث البيئية والحصول على الخدمات والبنى التحتية والمياه وسبل العيش، إذ سجل 10 في المئة من نسبة السكان النازحين بسبب المياه، و8.6 في المئة بسبب المعاناة لتلبية الاحتياجات، و8.2 في المئة بسبب الخدمات والبنى التحتية، و7.7 بسبب الاعتماد على الأرض لسبل العيش".

وأشار إلى أن "أعلى المحافظات التي شهدت نزوحا مناخيا للسكان هي ميسان والبصرة وذي قار وواسط"، لافتا إلى أنه "مع اشتداد التغيرات البيئية والمناخية فإن كافة المؤشرات تؤكد أن نسبة النزوح المناخي في هذه المحافظات ستزداد".

وطالب الغراوي الحكومة بإطلاق مشروع الإنعاش البيئي خلال السنوات الخمس المقبلة، ويتضمن زرع غابات ومحميات طبيعية في الصحراء وتطبيق الاستمطار الصناعي وإنشاء النهر الدوار للحفاظ على مياه دجلة والفرات ومنع تجريف البساتين وبيعها كقطع سكنية وإطلاق مبادرة زرع مليار نخلة وتعويض النازحين بيئيا ومعالجة مشاكل التلوث البيئي.

ويواجه العراق الذي يعاني من الجفاف، إضافة إلى أزمات أخرى أنتجتها عقود من صراعات دمرت بناه التحتية، تلوثا "كارثيا" في مياه أنهاره، لأسباب أبرزها تسرب مياه الصرف الصحي والنفايات الطبية، وفق تقرير سابق نشرته فرانس برس.

World leaders take part in the 79th annual U.N. General Assembly high-level debate
رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك - سبتمبر 2024

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الاثنين، أن العراق يعمل على ضبط أوضاعه الأمنية والسياسية داخليا، لتجنب الانزلاق في أي صراع، في إشارة إلى الحرب في غزة والتصعيد بين حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وقال الشمري لموقع "الحرة" إن "الحكومة تسعى بإصرار للحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز سيادة الدولة، وأن تكون فعاليات جميع القوى العاملة ضمن سياق المؤسسات القرارية للدولة، وعدم الخروج عن الإجماع الوطني".

وعن الآليات التي تتبعها بغداد بشأن ما يحدث في المنطقة، أشار الشمري أن "العراق يعتمد بشكل كبير على حجم علاقاته الدبلوماسية، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وفك الاختناقات التي قد تنشأ نتيجة التعقيدات الحاضرة".

ويشير إلى أهمية أن يتحقق التوازن في سياسات العراق الخارجية، التي يستخدم "الدبلوماسية" للتهدئة، والداخلية من خلال "ضبط" الأوضاع للحفاظ على الاستقرار، وتجنب "الانزلاق في أي صراع قد يفرض عليه"، على حد تعبيره.

ويذهب المستشار الحكومي مع ما ذهب إليه السوداني في مرات عديدة، بشأن التحذير من "اتساع رقعة الحرب"، التي يرى أنها "لن تكون في صالح أحد"، ويشير إلى أن "لا منتصر فيها".

وبينما يسعى العراق إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر الماضي، تدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

في "التوقيت الحرج".. بغداد تستنجد بـ"الأصدقاء" لتجنب الحرب
لكن في مقابل هذه المساعي الرسمية، تُهدد فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات جديدة على إسرائيل. ليس هذا فحسب، بل هدد زعيم ميليشيا "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، الأحد، باستهداف السعودية والإمارات، واتهمهما بـ"المسؤولية" عن الحرب التي تشهدها المنطقة.

والجمعة، قتل جنديان إسرائيليان جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وخاطب السوداني، في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي "كل الأصدقاء، وبالخصوص الرئيس الأميركي، جو بايدن، ودول الاتحاد الأوروبي"، وقال: "نقف على أعتاب منزلق خطير، قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي".